استهدف قصف إسرائيلي فلسطينيّين كانوا يفرّون من شمال قطاع غزة عبر "ممرّ آمن" أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ في إمكانهم سلوكه، ما تسبّب بمقتل العشرات، وفق حركة "حماس" وشهود.
ومنذ بدء حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على إسرائيل تسبّب بمقتل المئات وأسر رهائن، ترد إسرائيل بقصف مدمّر على مناطق مختلفة في قطاع غزّة.
وبعد أن طلب الجيش الإسرائيلي الجمعة من سكان مدينة غزة إخلاءها لحماية أنفسهم من عمليات إسرائيلية جديدة يرجّح أن تشمل هجوماً بريّاً، دعا المتحدّث باللّغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان غزة إلى التوجه نحو الجنوب عبر "ممرّ آمن" جنوب وادي غزة قبل الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ)، مشيراً إلى أنّ هذه الطريق لن تتعرّض للقصف.
إلّا أنّ "حركة حماس" أعلنت أنّ عدداً من الأشخاص قُتلوا الجمعة أثناء توجّههم قبل الساعة الثامنة جنوباً. وقال شاهد لـ"وكالة فرانس برس" السبت إنّ إسرائيل قصفت شاحنة كانت تحمل عائلات في طريق نزوحها من شمال قطاع غزة إلى جنوبه عبر "الممر الآمن" الذي أعلنت عنه الدولة العبرية.
وقال الشاهد الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته لـ"وكالة فرانس برس" إنه رأى "شاحنة تُقصف وكانت تنقل عشرات العائلات بالقرب من وادي غزة وتم نقلهم إلى مستشفى الأقصى" في دير البلح في وسط القطاع الجمعة.
ووصفت حركة حماس الحادثة التي قالت إنها أوقعت "70 شهيداً" بينهم نساء وأطفال، بأنها "مجزرة إسرائيلية وجريمة بشعة". وأكّدت في بيان السبت إصابة 200 شخص بجروح متفاوتة.
وأكدت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس": "استهداف ثلاث سيارات إسعاف وإصابة عشرة من طواقمها عند إخلاء الجرحى".
وبحسب مسؤول أمني في "حركة حماس": "قُصفت مركبتان بجوار المستشفى الكويتي" جنوب مدينة غزة، مشيراً إلى "نقل الشهداء والإصابات الى مستشفى الشفاء" في غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر منصّات التواصل الاجتماعي جثثاً ملقاة على الأرض قرب مركبات مدنية وشاحنتين وألسنة لهب متصاعدة من مركبات كانت ضمن الموكب. ولم يكن في إمكان "فرانس برس" التأكّد من صحّة هذه الصور أو من أن سبب الحريق غارة إسرائيلية.
لكن تمكنت الوكالة من التحقّق من أن اللقطات تتطابق مع وصف الشهود.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب "فرانس برس" التعليق، مؤكّداً في الوقت ذاته عدم استهداف المدنيين.
وأطلقت "حماس" في السابع من تشرين الأول عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر طائرات شراعية آلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصاً وأسروا آخرين.
ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مكثّف على قطاع غزة، بعد أن شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء وإمدادات الغذاء.
والسبت، خصّصت إسرائيل ممرّين آمنين لعبور أكثر من مليون نسمة من سكان شمال القطاع باتجاه جنوبه، الأول قرب ساحل غزة والثاني عبر وسط القطاع الفلسطيني الذي يبلغ طوله 40 كيلومتراً.
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 2215 بينهم 724 طفلاً و458 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 8714 مواطناً بجروح.
وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيّون منذ بدء الهجوم، وبينهم 258 جنديّاً، وفق آخر حصيلة للجيش، ووصل عدد الجرحى إلى 3526.