النهار

نتنياهو و"حماس" ينفيان سريان هدنة إنسانية في غزّة... معبر رفح "لم يُفتَح" والجيش الإسرائيلي يواصل هجماته
المصدر: "رويترز"
نتنياهو و"حماس" ينفيان سريان هدنة إنسانية في غزّة... معبر رفح "لم يُفتَح" والجيش الإسرائيلي يواصل هجماته
غزّاويون ينتظرون عند معبر رفح الحدودي (أ ف ب).
A+   A-
كان من المفترض أن يُفتَح معبر رفح منذ التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، بحسب إعلان أميركي مصري وإسرائيلي عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل إدخال مساعدات عبر معبر رفح، وخروج أجانب من القطاع.

إلّا أنّ هذا الأمر لم يتمّ حتّى الآن، مع ورود أنباء عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفي الاتفاق على وقف لإطلاق النار. إذ قال بيان صادر عن مكتب نتنياهو: "لا توجد هدنة حاليّاً أو مساعدات إنسانية في غزة مقابل إخراج الأجانب"، وسط تأكيد من الجيش الإسرائيلي أنّ "لا وجود وقف لإطلاق النار في غزة ونواصل الهجمات".
 
وبعد تضارب المعلومات حول الهدنة، تجدّد القصف الإسرائيلي على أحياء قطاع غزّة، فيما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 2750 قتيلاً فلسطينيّاً على الأقل، وإصابة 9700 آخرين.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز" عن المكتب الإعلامي لـ"حماس" نفيه أيضاً معلومات حول اتفاق بشأن هدنة في القطاع، كما أكد القيادي في "حماس" عزت الرشق أنّه "لا صحة لما يتم تداوله حول هدنة لساعات أو فتح معبر رفح".
 
كما أكد مصدران أمنيّان مصريّان لـ"رويترز" أنّ "اتفاقاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر على وقف لإطلاق النار في جنوب غزة يبدأ في السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش، التاسعة بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع إعادة فتح معبر رفح الحدودي".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، عن بدء "وقف إطلاق نار إنساني" جنوبي غزة، للسماح لبعض سكان القطاع بالمغادرة إلى مصر عبر معبر رفح.

وقالت الصحيفة إنّ وقف إطلاق النار الإنساني سيبدأ في التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، ويستمر لنحو ثماني ساعات، وسيلتزم في تطبيقه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني.

وفي السياق، أشارت تقارير صحافية إلى أنّ إسرائيل ستسمح بدخول مساعدات إنسانية عبر المعبر ذاته، الآتية من مصر.
 

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنّه "سيمتنع" موقّتاً، اليوم، عن استهداف طريق الإخلاء الذي يصل شمال قطاع غزة بجنوبه.

وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" أنّ الجيش "سيمتنع عن استهداف المحور المحدّد (شارع صلاح الدين) بين الساعة 08:00 صباحاً (05,00 ت غ) ولغاية الساعة 12:00 ظهراً (09,00 ت غ)".

وتوجّه إلى أهالي غزّة بالقول: "استغلّوا الفترة الزمنية القريبة من أجل الانتقال جنوباً من شمالي القطاع ومدينة غزة جنوبا إلى خان يونس".

في بيان آخر، قال الجيش إنّه خصَّص طريقَين بهدف الإخلاء.

وأكد المتحدث جونثان كونريكوس، في وقت سابق من اليوم، أنّه "أبلغنا سكان غزة أن هذه الطرق ستكون آمنة للاستخدام".
 
ونقلت "رويترز" أنباء عن مغادرة عدة شاحنات ترفع علم الأمم المتحدة جنوب قطاع غزة، اليوم، في طريقها إلى نقطة تجمع على حدود القطاع الفلسطيني مع إسرائيل ومصر.

وبدا أوّلاً أنّ الشاحنات كانت في طريقها إلى معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر، لكن يبدو أن مسارها تحوّل في وقت لاحق نحو معبر كرم أبو سالم، وهو معبر حدودي إسرائيلي قريب من الحدود المصرية.

أما إنسانيّاً، فقد قال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لـ"حماس"، إنّ "هناك أكثر من ألف جثة لفلسطينيين تحت الأنقاض في قطاع غزة"، محذّراً من "أزمة إنسانية وبيئية".
 
 
وتنتظر نحو 100 شاحنة محملة بألف طن من المساعدات الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، الذي من المتوقّع أن يفتح عند الساعة التاسعة صباحاً أيضاً لبضع ساعات.
 
وظلّت مئات الأطنان من المساعدات المقدمة من عدة دول عالقة في سيناء بمصر لعدة أيام في انتظار التوصل إلى اتفاق لإيصالها بشكل آمن إلى غزة وإجلاء بعض حاملي جوازات السفر الأجنبية عبر معبر رفح.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأحد: "سيتم إعادة فتح معبر رفح. إنّنا نعمل مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل وآخرين على وضع آلية يمكن من خلالها إدخال المساعدة وإيصالها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".

ولم يُحدّد بلينكن وقتاً لإعادة فتح المعبر. وقال إنّ الديبلوماسي الأميركي المخضرم ديفيد ساترفيلد، الذي تم تعيينه أمس الأحد مبعوثاً خاصا للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، سيصل إلى مصر اليوم الاثنين لوضع التفاصيل.

وذكرت شبكة (إن بي سي)، نقلاً عن مسؤول فلسطيني، أنّ معبر رفح الحدودي سيفتح عند الساعة التاسعة صباح اليو. وذكرت شبكة (إيه.بي.سي) الإخبارية، نقلاً عن مصدر أمني، أنّ المعبر سيفتح لبضع ساعات اليوم الاثنين، دون تقديم تفاصيل.

وأمرت إسرائيل سكان غزة النزوح نحو جنوب القطاع.
 

وقال الفلسطينيون في غزة إنّ حملة القصف الإسرائيلية أثناء الليل كانت الأعنف منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع. وأضافوا أن القصف كان كثيفاً على وجه الخصوص في مدينة غزة وأن الضربات الجوية قصفت مناطق محيطة باثنين من المستشفيات الرئيسية في المدينة.

من جهته، لفت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم، إلى أنّه من المتوقع أن تكفي احتياطيات الوقود في جميع المستشفيات في أنحاء قطاع غزة حوالي 24 ساعة أخرى فحسب، ممّا يعرض آلاف المرضى للخطر.

وأعلنت السلطات في غزة أنّ ما لا يقل عن 2670 شخصاً قتلوا حتى الآن في الضربات الجوية الإسرائيلية، ربعهم من الأطفال، وأصيب ما يقرب من عشرة آلاف. وهناك 1000 شخص آخرين في عداد المفقودين ويعتقد أنهم تحت الأنقاض.

ويقول مسؤولون حكوميون أميركيون إنّهم يحشدون جهودهم للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، في ظل ترقُّب اجتياح بري وحشي.

إلى ذلك، حضّ الرئيس جو بايدن إسرائيل على اتباع قوانين الحرب في ردها على هجمات حماس، وقال أمس الأحد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنّ "الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين لا علاقة لها بهجمات حماس المروعة ويعانون نتيجة لها".

وتركّز واشنطن أيضاً على تجنُّب اتساع نطاق الصراع، خاصة مع تصاعد الاشتباكات مع لبنان على حدود إسرائيل.

وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، بثّتها شبكة (سي.بي.سي) الأحد، قال بايدن إنّ إسرائيل في حاجة للقضاء على "حماس"، لكنه حذرها من اقتراف خطأ باحتلال غزة.

وقال بلينكن إنّ زعماء الدول العربية التي زارها في أنحاء المنطقة في الأيام القليلة الماضية عازمون على منع اتساع نطاق الحرب.

ولفت بلينكن، الذي من المقرّر أن يعود إلى إسرائيل اليوم الاثنين ويسعى إلى تأمين إطلاق سراح 155 رهينة، بينهم أميركيون "إنهم يستخدمون نفوذهم وعلاقاتهم الخاصة لمحاولة التأكد من عدم حدوث ذلك".

كما حذّرت إيران إسرائيل من التصعيد إذا واصلت مهاجمة الفلسطينيين.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّه "إذا لم تتوقّف الاعتداءات الصهيونية، فإنّ أيدي جميع الأطراف في المنطقة ستكون على الزناد"، مضيفاً أنّ طهران لا يمكنها أن تظل مجرد مراقب.
 

اجتياح بري متوقّع

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لحكومة الطوارئ الموسعة في إسرائيل التي تضم أعضاء سابقين في الكنيست (البرلمان) من المعارضة، في استعراض للوحدة. وقال إنّ "حماس" ظنّت بفعلتها أنها قضت على إسرائيل لكنّنا سنقضي عليها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة أكدت مقتل 30 من مواطنيها في الهجمات، فيما لا يزال مصير 13 أميركيّاً في عداد المفقودين. وقالت فرنسا إنّ 19 من مواطنيها لقوا حتفهم بينما اعتبر 13 آخرون في عداد المفقودين. وقالت كندا إنّ عدد القتلى من مواطنيها ارتفع إلى خمسة.

ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي حشد دباباته على حدود غزة استعداداً لهجوم برّي، إنه يستهدف "حماس" وبنيتها التحتية ردّاً على ذلك.

ولفت الجيش إلى أنّ الطائرات الإسرائيلية قصفت أمس الأحد نحو 250 هدفاً عسكريّاً ممّا أدّى إلى مقتل قائد المنطقة الجنوبية لـ"حماس".

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي للجنود قرب حدود غزة إنّهم سيدخلون غزة للقضاء على حماس ويستهدفون "كل مكان وكل قائد وكل مشغل".

وأضاف: "أنتم على وشك القيام بشيء كبير ومهم ينبغي أن يغير الوضع لفترة طويلة بطريقة واضحة".
 

أزمة إنسانية

قال وزير إنّ الحصار الإسرائيلي يمنع دخول الوقود والغذاء والمياه إلى غزة، على الرغم من أن نتنياهو اتفق مع بايدن على استئناف إمدادات المياه إلى أجزاء من جنوب غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ نحو 600 ألف من سكان غزة غادروا النصف الشمالي من القطاع الذي يضم مدينة غزة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة.

وقال بعض الفلسطينيين، الذين نزحوا جنوباً، إنّهم عائدون إلى الشمال لأنهم يتعرضون للهجوم أينما ذهبوا.

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طائرات إسرائيلية قصفت مناطق محيطة بمستشفى القدس بمدينة غزة في وقت مبكر من اليوم، ولم تتمكن سيارات الإسعاف في المستشفى من التحرك بسبب الضربات الجوية.

وأعطت إسرائيل يوم السبت تحذيراً للمستشفى بالإخلاء، وفقاً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي قالت إنّها لا تستطيع نقل المرضى والجرحى خارج المنشأة.

وقال فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، إنّ عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة في غزة "على وشك الانهيار".

وأضاف: "عدد الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى في مدارسنا وغيرها من مرافق الأونروا في الجنوب كبير للغاية، ولم تعد لدينا القدرة على التعامل معهم".
 
 

اقرأ في النهار Premium