النهار

إسرائيل تواصل قصف غزة لليوم الـ 12... مجزرة المستشفى المعمداني تهزّ العالم والقطاع "مقبرة جماعيّة" خلال ساعات (صور)
المصدر: "النهار" - "وكالات"
إسرائيل تواصل قصف غزة لليوم الـ 12... مجزرة المستشفى المعمداني تهزّ العالم والقطاع "مقبرة جماعيّة" خلال ساعات (صور)
طفل فلسطيني أصيب في غارة جوية إسرائيلية ينتظر العلاج في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ ف ب).
A+   A-
أعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال ساعات ما يعني تحوّل غزة إلى مقبرة جماعيّة. 
 
وحثّ الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة على التحرّك جنوباً اليوم الأربعاء قائلاً في تحذير جديد بشأن الإخلاء إن هناك "منطقة إنسانية" تتوفر فيها مساعدات في المواصي الواقعة على بعد 28 كيلومتراً أسفل ساحل القطاع الفلسطيني.

وجاء في منشور للجيش على مواقع التواصل الاجتماعي "الجيش الإسرائيلي يدعو سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجّه جنوباً لسلامتهم".
 
 
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة بأنّ غارة جوية نفذتها إسرائيل أمس الثلثاء أودت بحياة المئات في مستشفى بالقطاع.

وعدد القتلى هو الأعلى على الإطلاق في حادث منفرد في غزة خلال الحرب الحالية، وهو ما أثار احتجاجات في مدن عدّة في العالم.
 

واتّهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إسرائيل بارتكاب "مجزرة" في المستشفى الأهلي العربي. وأودت الضربة بحياة المئات ووقعت خلال حملة القصف الإسرائيلية المكثّفة المستمرّة منذ 11 يوماً على غزة.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إرهابيين همجيين" في غزة هم الذين هاجموا المستشفى وليس الجيش الإسرائيلي.
 

وقال القدرة في وقت مبكر من اليوم الأربعاء إن المئات قتلوا وإن عمّال الإنقاذ ما زالوا ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض. وفي الساعات الأولى بعد الانفجار، قال رئيس الدفاع المدني في غزة إن 300 شخص قتلوا، بينما قدّرت مصادر وزارة الصحة العدد بنحو 500.

وادّعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري للصحافيين أنّ الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي مرّت بالقرب من المستشفى وقت الضربة التي قال إنها أصابت ساحة انتظار السيارات بالمنشأة.
 

وزعم متحدث آخر، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، لشبكة "سي.إن.إن" أن الجيش اعترض محادثة اعترف فيها المسلّحون بحدوث خطأ. وأضاف أن الجيش سينشر تسجيلاً للمحادثة.

ونفت حركة الجهاد الإسلامي أن يكون أي من صواريخها قد أدّى إلى انفجار المستشفى قائلة إنها لم تجر أي أنشطة في مدينة غزة أو حولها في ذلك الوقت. 

وأثارت أنباء قصف المستشفى وارتفاع عدد القتلى تنديدات العديد من الدول عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل. وطالبت روسيا والإمارات بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي فيما اندلعت اشتباكات في الضفة الغربية.
 
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين على متن طائرة الرئاسة إن بايدن سيطرح "أسئلة صعبة" على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقادة الإسرائيليين خلال زيارته.

وأضاف كيربي أن بايدن يريد الاطلاع على أهداف الإسرائيليين في الأيام المقبلة.

وفي وقت سابق أمس الثلثاء، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة ستة وأصابت العشرات بعد أن استهدفت إحدى مدارسها التي تستخدم كمأوى للنازحين. ولجأ إلى المدرسة ما لا يقل عن أربعة آلاف. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في هذا التقرير.
 

تنديدات

قال بايدن إنه "غاضب ويشعر بحزن عميق بسبب الانفجار" الذي وقع في المستشفى والخسائر في الأرواح. وأضاف في بيان أنه تحدث مع زعيمي الأردن وإسرائيل و"أمر فريق الأمن القومي بمواصلة جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط".

وقالت السلطات الصحية في غزة قبل حادث المستشفى أمس الثلثاء إن ثلاثة آلاف على الأقل قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 11 يوماً.

وتدفّق النازحون الفارون من القصف الإسرائيلي على المستشفيات بحثاً عن ملجأ في محيطها على أمل أن يكونوا في مواقع أكثر أماناً.

وأمرت إسرائيل الأسبوع الماضي جميع السكان في النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يبلغ طوله 45 كيلومتراً فقط ويسكنه 2.3 مليون شخص، بمغادرة منازلهم والتوجه جنوباً.
 

إلّا أن الغارات الجوية قصفت أهدافاً في جميع أنحاء الجيب، وعلى الرغم من التوقعات بشن إسرائيل هجوماً برياً، بدأ بعض النازحين بالعودة إلى الشمال.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الهجوم على المستشفى "غير مسبوق في نطاقه". وذكرت في وقت سابق أمس الثلثاء أن منشآت الرعاية الصحية في غزة تعرضت لعشرات الهجمات وأن غالبية مستشفياتها لا تعمل.

وقطعت إسرائيل جميع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود والأدوية عن غزة منذ هجوم حماس لتشدّد حصارها المفروض على القطاع.
 

وندّدت دول عربية ودولية بالقصف على المستشفى.

وفي الضفة الغربية، اشتبك متظاهرون فلسطينيون مع قوات الأمن الفلسطينية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وألغى الرئيس محمود عباس اجتماعاً مع بايدن.
 
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء إن الهجوم على مستشفى في غزة الذي أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين جريمة مروّعة، وأضافت أنه يتعيّن على إسرائيل تقديم صور الأقمار الصناعية لإثبات عدم تورطها في الهجوم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لراديو سبوتنيك إن الهجوم جريمة مروعة "غير إنسانية".
 
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم الأربعاء عن "فزعه" من مقتل المئات في غارة أمس الثلثاء على مستشفى في غزة.

وقبل توجهه إلى العاصمة الصينية لحضور منتدى الحزام والطريق، قال غوتيريس إنه ناشد حماس إطلاق سراح الرهائن فوراً وبدون شروط وحث إسرائيل على السماح بالوصول الفوري دون قيد للمساعدات الإنسانية لغزة.

اقرأ في النهار Premium