النهار

السيسي يحذّر من "تهجير" الفلسطينيين إلى مصر ويعزو إغلاق معبر رفح إلى "القصف الإسرائيلي"
المصدر: "أ ف ب"
السيسي يحذّر من "تهجير" الفلسطينيين إلى مصر ويعزو إغلاق معبر رفح إلى "القصف الإسرائيلي"
فلسطينيّون هاربون من القصف الإسرائيلي بانتظار الإجلاء (أ ف ب).
A+   A-
حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من أن "تهجير" الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قد يتسبب بحدوث الأمر نفسه للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.

وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة "فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع (غزة) إلى مصر، يعني حدوث أمر مماثل وهو تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن".

وأضاف أنه تصبح "بالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ".

وأوضح السيسي أن "نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني (..) نقل فكرة المقاومة والقتال من غزة إلى سيناء"، مشيرا إلى أن شبه الجزيرة المصرية "ستصبح بالتالي قاعدة لانطلاق عمليات ارهابية ضد اسرائيل التي من حقها الدفاع عن نفسها".

وتابع "ويتلاشى بين أيدينا السلام الذي حققناه، في إطار فكرة تصفية القضية الفلسطينية"، في إشارة إلى اتفاق السلام المبرم بين مصر واسرائيل.

ومصر هي أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979 وتمكنت بموجبها من استرداد شبه جزيرة سيناء التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وخاضت مصر حربا لاستعادتها في 1973.

ورغم التطبيع بين الحكومتين، فإن اسرائيل تظل بالنسبة للكثير من المصريين عدوا رغم مرور عقود على انهاء حالة الحرب رسميا بين البلدين.

إلى ذلك قال السيسي "إذا كانت هناك فكرة للتهجير .. توجد صحراء النقب في اسرائيل".

وأضاف "من الممكن نقل الفسطينيين إليها حتى تنتهي اسرائيل من مهمتها في تصفية الجماعات المسلحة في القطاع، ثم تقوم بارجاعهم مجددا إذا شائت".  

وكانت اسرائيل أنذرت الجمعة حوالى 1,1 مليون شخص في شمال غزة بوجوب إخلاء هذا الجزء من القطاع باتّجاه الجنوب، وهو ما اعتبرت الأمم المتحدة أن تحقيقه "مستحيل". 

- "تصعيد عسكري خطير" -
وأكد الرئيس المصري "إذا طلبت من المصريين الخروج للتعبير عن رفض الفكرة (تهجير الفلسطينيين إلى مصر)، سترون الملايين (في الشوارع)". 

ويزور شولتس القاهرة ليبحث مع السيسي تطورات الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس والتي دخلت يومها الثاني عشر.

وطالب الرئيس المصري المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الحرب "لأننا أمام تصعيد عسكري خطر يمكن أن يخرج عن السيطرة".

وحول دخول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر والذي تقطع عنه الامدادات والخدمات الأساسية ويقطنه 2,4 مليونا شخص، أكد السيسي أن مصر لم تغلق معبر رفح الحدودي منذ بداية الحرب بين حركة حماس واسرائيل، مشيرا إلى أن "التطورات على الأرض والقصف الاسرائيلي" تسببا بذلك.

ويعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد بين القطاع الفلسطيني والعالم الخارجي. ولا تسيطر إسرائيل على هذا المعبر.

ولا تزال مئات الشاحنات التي تحمل الآلاف من أطنان المساعدات الانسانية والطبية إلى غزة تنتظر أمام المعبر الحدودي من الجانب المصري في انتظار السماح لها بدخول القطاع.

وكانت مصر خصصت مطار العريش في شمال سيناء لتلقي المساعدات الاقليمية والدولية الموجهة للقطاع.

وفي هذا الصدد قال المستشار الألماني إن زيارته إلى مصر أتت للبحث عن طرق "للقيام بشيء ما حيال المعاناة الإنسانية". 

وأضاف "نحن نعمل معًا لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن"، مشيرا إلى أن "الناس تحتاج هناك إلى الماء والغذاء والدواء".

- حالة حداد -
والأربعاء وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اسرائيل غداة مقتل مئات الأشخاص في قصف تعرض له مستشفى في قطاع غزة وتتبادل اسرائيل والفلسطينيين الاتهامات حول المسؤولية بشأنه.

وأدى قصف مساء الثلثاء على المستشفى الأهلي العربي في قطاع غزة حيث تجمع المئات من السكان في باحته بهدف الحماية، إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص وفقا لوزارة الصحة الفلسطيني فيما أشارت حركة حماس إلى مقتل 500. 

وأثار القصف احتجاجات وإدانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأعلنت مصر الأربعاء، بحسب الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة "حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام".

كما أعلنت جامعة الدول العربية ليل الثلثاء "تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام حدادًا على سقوط المئات من الشهداء والجرحى في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة".

ومن جهته دعا الأزهر في مصر في بيان ليل الثلثاء الأربعاء "الأمة الاسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عدة وعتاد، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم".


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium