بدأت في مصر السبت "قمة القاهرة الدولية للسلام" التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسعى لوضع حدّ للحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت أسبوعها الثالث.
ونقل التلفزيون المصري الرسمي فعاليات القمة التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة وتوافد الوفود العربية والأجنبية المشاركة.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الكلمة الافتتاحية إن "الإنسانية في اختبار أمام ما يحدث في غزة".
وأضاف: "ندين بوضوح استهداف المدنيين المسالمين"، مشدّداً على أن "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وخاصة على حساب مصر"، مطالباً بوضع "خارطة طريق تنهي المأساة الإنسانية بغزة وإحياء مسار السلام وخارطة الطريق يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار وصولاً لإقامة دولة فلسطينية".
وقال: "نتابع بدهشة الصمت العالمي تجاه ممارسات العقاب الجماعي في غزة. ندعو إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء في غزة"، مضيفاً أن مصر انخرطت في جهود مضنية لتنسيق المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة".
وشدّد على أن "القصف الإسرائيلي المستمر للجانب الفلسطيني من معبر رفح أعاق المساعدات، وبجب ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل مستدام وآمن".
وأردف أن "تهجير الفلسطينيين يعني إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني يرفض ترك أرضه حتى لو كان تحت الاحتلال".
وتابع: "حل القضية الفلسطينية الوحيد هو حصول الفلسطينيين على حقهم في تقرير مصيرهم. ويجب إحياء الأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين وفقاً لمقررات الشرعية الدولية".
من جهته، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة العمل على وقف الكارثة الإنسانية في غزة التي تجر المنطقة للهاوية.
وقال إنه لا يمكن القبول بسياسة العقاب الجماعي ضدّ سكان غزة وما يحدث جريمة حرب.
وطالب الحضور بتبني موقف موحد يدين الاعتداء على المدنيين، والإيصال المستدام للمساعدات الإنسانية في غزة.
وشدد على أن "التهجير القسري للفلسطينيين جريمة حرب وخط أحمر".
إلى ذلك، قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين إنه "يجب العمل على الإفراج عن جميع الأسرى وإيصال المساعدات، كما نؤكد اليوم على موقف مملكة البحرين الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
ويحضر القمة عدد من قادة البلدان العربية وبينها الأردن والإمارات والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،إالى عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
كذلك سيحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
واندلعت الحرب بين الجانبين بعد هجوم غير مسبوق لـ"حماس" على الدولة العبرية انطلاقاً من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول.
وقُتل 4137 شخصاً في القطاع جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة "حماس".
في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم "حماس"، حسب السلطات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي أن 1500 من مقاتلي "حماس" قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل إليها عناصر "حماس".
وتأتي القمة تزامناً مع دخول أولى شاحنات الإغاثة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.
وكان الرئيس المصري كرّر خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيين من القطاع إلى سيناء والأراضي المصرية، محذّراً من "تصفية" القضية الفلسطينية.
ودعا السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ختام قمة عقداها الخميس، إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة" وأكدا رفضهما لـ"سياسة العقاب الجماعي" للقطاع، وحذّرا من "كارثة" اقليمية في حال اتساع نطاق الحرب.
وكانت القاهرة واحدة من مدن الشرق الأوسط التي شهدت الجمعة تظاهرات واسعة تضامنا مع الفلسطينيين.
ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السبت، المواطنين الإسرائيليين إلى مغادرة مصر والأردن على الفور، في ظلّ تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب.