على وقع مطالبات من المشاركين بـ"وقف فوريّ" للحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل، والتي دخلت أسبوعها الثالث، عُقدت "قمة القاهرة للسلام" الدولية اليوم، في وقت أعلنت ارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 4385 شخصاً، 70 في المئة منهم من الأطفال والنساء والمسنّين.
في افتتاح القمة، تحدّث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن "أزمة غير مسبوقة تتطلّب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتّساع رقعة الصراع بما يهدّد استقرار المنطقة"، معلّلاً بذلك سبب توجيه الدعوة للحوار. وقد طالب السيسي بـ"الوقف الفوريّ للحرب (...) والتوافق على خريطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية".
كرّر الرئيس المصري خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيّين من القطاع المحاصر إلى سيناء والأراضي المصرية، محذّراً من "تصفية" القضية الفلسطينية. وقد جدّد تحذيره في قمة اليوم، قائلاً إنّ "تصفية القضية الفلسطينية، من دون حلّ عادل، لن يحدث في كلّ الأحوال على حساب مصر أبداً".
من جانبه، أكّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض تهجير الفلسطينيّين، قائلاً: "لن نرحل. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا".
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال القمة أنّه "حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع"، وحضّ الطرفَيْن على "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، وطالب بـ"استمرار وعدم تقييد" المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة المحاصر.
التأمت القمة تزامناً مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، وقد ضمّت 20 شاحنة محمّلة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.
إلى ذلك، شدّد منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث اليوم عبر منصة "إكس" على أنّ قافلة المساعدات الأولى التي دخلت إلى غزة "يجب ألّا تكون الأخيرة". وقال في بيان: "أثق بأنّ عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود - إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة وبدون عوائق".
"خيبة أمل"
وفي قمة اليوم، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين". وقال مخاطباً القيادة الإسرائيليّة إنّه "لا يوجد حلّ عسكري لمخاوفها الأمنية، وإنّها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها، وإنّ حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين".
وطالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية"، وقال: "نعبّر عن خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن".
في السياق نفسه، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ"التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حدّ للقصف الوحشي الإسرائيلي ضدّ أهالي قطاع غزة من المدنيّين". وأكّد رفض الجامعة لـ"كافة أنواع الاستهداف والعنف ضدّ المدنيين من دون تمييز، فكلّ المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها".
حلّ الدولتين
قال غوتيريش اليوم إنّ "حلّ الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار (...) حان الوقت للعمل لإنهاء هذا الكابوس المروع والعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل".
بدورها، طالبت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بـ"تجنّب تصعيد هذه الأزمة، لتجنّب فقدان السيطرة على العواقب". وأشارت إلى ضرورة "استئناف المبادرة السياسية لحل بنيوي للأزمة على أساس إقامة دولتين".
وشدّدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي على "حقّ الفلسطينين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حلّ إقامة دولتين".