نقلت وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة، عن قياديي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين يزورون موسكو، القول إن الحركة تعتبر جميع الرهائن لديها إسرائيليين، أيا تكن جوازات السفر الإضافية التي بحوزتهم، ولا يمكنها إطلاق سراح أي منهم حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار.
وقال أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، لوكالة الإعلام الروسية، إن روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والكثير من الدول الأخرى دعت إلى إطلاق سراح مواطنيها من بين أكثر من 200 رهينة احتجزتهم حماس في هجوم عبر الحدود على إسرائيل في السابع من تشرين الأول.
وقال إن حماس تنظر إلى طلب موسكو "بشكل أكثر إيجابية واهتماما مقارنة بالطلبات الأخرى نظرا لطبيعة علاقاتنا بروسيا".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه القول إن حماس لا تعتبر أسراها روسيين أو فرنسيين أو أميركيين. وقال "جميع الذين تم أسرهم، بالنسبة لنا، هم إسرائيليون على الرغم من أن هناك مناشدة للنظر إلى جنسياتهم الأصلية على أمل أن ينقذهم ذلك".
ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن عضو آخر في وفد حركة حماس الذي يزور موسكو القول إن الحركة تحتاج إلى وقت لتحديد مكان كل من نقلتهم فصائل فلسطينية مختلفة من إسرائيل إلى غزة في هجوم السابع من تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص.
واشار الى أنّ القصف الإسرائيلي على غزّة أدى إلى مقتل 50 من الرهائن الذين أسرتهم "حماس" يوم السابع من تشرين الأول.
وتابع أنّ "حماس لا يمكنها إطلاق الرهائن حتى يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وإنّها تحتاج إلى وقت لتحديد مكان الأسرى في غزة.
وأضاف القيادي: "لقد أسروا العشرات من الأشخاص، معظمهم من المدنيين، ونحتاج إلى وقت للعثور عليهم في قطاع غزة ومن ثم إطلاقهم".
كذلك، نقلت "كوميرسانت" عنه قوله إنّ هناك حاجة إلى أوضاع هادئة لإنجاز هذه المهمة.
وقال سفير روسيا لدى إسرائيل هذا الأسبوع إن من المعتقد أن هناك ثلاثة روس إسرائيليين من بين الرهائن.
وقالت إسرائيل يوم الأربعاء إن أكثر من نصف الرهائن الذين تحتجزهم حماس يحملون جوازات سفر أجنبية من 25 دولة مختلفة. ويُعتقد أن العديد منهم كانوا يحملون جنسيتين من بينهما الإسرائيلية، لكن من شبه المؤكد أن هذا لا ينطبق عليهم جميعا.
ودافعت روسيا اليوم الجمعة عن قرارها دعوة وفد من حماس لزيارة موسكو في مواجهة انتقادات إسرائيلية قوية، قائلة إنه من الضروري الحفاظ على التواصل مع كل أطراف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وحثت إسرائيل موسكو على طرد وفد حماس ووصفت دعوتهم إلى موسكو بأنها "مؤسفة". وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس ردا على الهجوم الذي شنه مسلحو الحركة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول.
مواصلة الاتصالات
قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الوفد التقى مع ممثلين لوزارة الخارجية الروسية لكنه لم يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين أو مسؤولين في الكرملين.
وأضاف للصحافيين "نرى أنه من الضروري مواصلة اتصالاتنا بكل الأطراف وبالطبع سنواصل حوارنا مع إسرائيل".
وتتمتع روسيا بعلاقات مع جميع الأطراف الرئيسية في الشرق الأوسط، ومنها إسرائيل وإيران وسوريا وحماس والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والتي لا تملك سوى سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وألقت روسيا مرارا باللوم في الأزمة الحالية على فشل الديبلوماسية الأميركية.
وأصدرت السفارة الروسية في إسرائيل بيانا أكددت فيه مجددا الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين لدى حماس وتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بشكل مكثف قبل غزو بري متوقع. ويقول مسؤولون في غزة إن أكثر من سبعة آلاف فلسطيني قُتلوا.
واستبعد بيسكوف مخاطر تورط روسيا في الصراع بعد أن قصفت طائرات مقاتلة أميركية اليوم الجمعة منشأتين للأسلحة والذخيرة في سوريا ردا على هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران على القوات الأميركية.
لكنه أضاف أن الضربات الأميركية من شأنها أن تزيد من حدة التوتر في المنطقة، قائلا "هذا أمر سيئ جدا".