ناقش رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلثاء مع نظيره التايلاندي بارنبري باهيدا نوكارا خلال زيارته الدوحة، الجهود القطرية لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ ثلاثة أسابيع وبينهم 22 تايلانديًا.
وشنّت حركة حماس في السابع من تشرين الأول هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل مع قطاع غزة وهاجمت بلدات حدودية وتجمّعات سكنية، مما تسبّب بمقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضاً 240 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مكثّف على القطاع أسفر، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، عن مقتل أكثر من 8500 شخص، بينهم أكثر من 3400 طفل.
وبحسب بانكوك، فإنّ 22 من الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة هم تايلانديون.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته مساء الثلثاء إن الشيخ محمد بن عبدالرحمن أكد خلال لقائه الوزير التايلاندي في الدوحة "استمرار جهود دولة قطر في الوساطة لإطلاق سراح الأسرى، رغم تعقد هذه الجهود بسبب تصاعد الغارات الجوية والتوغل البري للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة".
ونجحت الوساطة القطرية في الإفراج عن أربع رهائن حتى الآن هم أميركيتان وإسرائيليتان.
وتستضيف الدولة الخليجية الثرية مكتبًا سياسيًا لحركة حماس بمباركة واشنطن ويتخذ رئيس المكتب اسماعيل هنية من الدوحة مقرًا له.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية التايلاندية في بيان إنّ بارنبري "سيناقش وضع المواطنين التايلانديين المحتجزين رهائن نتيجة للعنف الراهن في إسرائيل وغزة".
بعد قطر، سيتوجه بارنبري إلى القاهرة حيث سيجري محادثات مع نظيره المصري سامح شكري الأربعاء، وفق بانكوك.
والإثنين، قال رئيس الوزراء التايلاندي سريثا تافيسين إن حكومته تبذل قصارى جهدها من أجل إعادة هؤلاء الرهائن إلى وطنهم.
وعندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس كان نحو 30 ألف تايلاندي يعملون في الدولة العبرية، عدد كبير منهم في القطاع الزراعي.
وبحسب وزارة الخارجية في بانكوك فإنّ 32 تايلاندياً على الأقلّ قُتلوا في هذه الحرب وأصيب 19 آخرون بجروح.
وقال رئيس الوزراء التايلاندي للصحافيين الإثنين إنّ مواطنيه هؤلاء هم "ضحايا" للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
وأضاف أنّ بلاده "تضرّرت أكثر" من دول أخرى بسبب هذه الحرب لأنّ عدد العمّال التايلانديين في إسرائيل هو أكبر بالمقارنة مع عدد العمّال من جنسيات أخرى.
ولفت الى أن حكومته ستوفّر مساعدة مالية لرعاياها الراغبين في مغادرة إسرائيل. وأوضح أن "كلفة السفر هي سبب عدم عودة التايلانديين"، مضيفا "سنوفّر مساعدة مالية بقيمة 50 ألف بات (1400 دولار)"، على أن يستفيد منها كذلك من سبق لهم أن عادوا.