عارض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، "التهجير القسري" للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، فيما تواصل إسرائيل منذ نحو شهر عملية عسكرية مدمرة في القطاع ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس.
وهذه أول زيارة لبلينكن إلى الضفة الغربية منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي.
وبحث الجانبان أيضا بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، في إشارة إلى عنف المستوطنين.
من جانبه، ندد عباس أمام بلينكن بـ"الإبادة الجماعية" في غزة قائلا "لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، بدون اعتبار لقواعد القانون الدولي"، وفق ما أوردت وكالة وفا للانباء.
طردت حماس السلطة الفلسطينية من قطاع غزة وسيطرت عليها في عام 2007.
وربط عباس عودة السلطة لإدارة القطاع ب "حل سياسي شامل" قائلا إن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".
ميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة حيث أفادت حكومة حماس عن سقوط أكثر من 30 قتيلا في ضربة إسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع رغم الدعوات إلى هدنة ويأس المدنيين الفلسطينيين مع مرور ثلاثين يوما على اندلاع الحرب.
وتتواصل المعارك البرية شمال القطاع، رغم الدعوات لوقف إطلاق النار.
ونشر الجيش الإسرائيلي مشاهد ظهرت فيها قواته تخوض معارك من منزل إلى آخر، بينما تتحرك دبابات وجرافات عسكرية بهدف تشديد الطوق على مدينة غزة.
أ ف ب
وتم إلقاء منشورات عسكرية تحث سكان مدينة غزة على الانتقال جنوبا بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر، بعد يوم من تقدير مسؤول اميركي وجود 350 ألف مدني على الأقل في المدينة وحولها.
كما قُتل أربعة فلسطينيين الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية حيث يتصاعد التوتر منذ بدء الحرب.
ومنذ السابع من تشرين الأول قُتل أكثر من 150 فلسطينيا في الضفة الغربية حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي منذ شهر حملات اعتقال واسعة طالت أكثر من 2000 فلسطيني وفق ما أعلن نادي الأسير.
في الدوحة، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الاحد الى "هدنة انسانية فورية". وقالت بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل الثاني "إن هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية للغاية ويجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.
أ ف ب
وتوجه بلينكن بعد الضفة الغربية إلى قبرص التي تعد أقرب دولة عضو في الاتحاد الاوروبي لقطاع غزة.
وبحث مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إقامة "ممر بحري" اقترحته الجزيرة المتوسطية بهدف تقديم مساعدة إنسانية إلى غزة، بحسب الرئاسة القبرصية.
ومن المتوقع أن يتوجه بلينكن لاحقا إلى تركيا.
وقتل في إسرائيل ما لا يقل عن 1400 شخص بحسب السلطات منذ 7 تشرين الأول، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس التي احتجزت كذلك 241 رهينة، حسب الجيش.
وفي الجانب الفلسطيني، قتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9770 شخصا، بينهم 4800 طفل، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها الأحد وزارة الصحة في حكومة حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي "ضرب أكثر من 2500 هدف إرهابي" من قبل "القوات البرية والجوية والبحرية" منذ بدء العملية البرية شمال القطاع.
وذكر الجيش أن جنوده شاركوا في "قتال من مسافة قريبة" بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف أهدافا من بينها "مجمع عسكري لحماس" خلال الليل.
أ ف ب
- "ازرعوا لي ساقيّ" -
وأعلنت حماس أن صاروخا أصاب السبت مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ إليها نازحون في مخيم جباليا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا.
وقالت ساجدة معروف التي لجأت إلى مدرسة "القنابل كانت تتساقط علينا، الناس تقطعوا أشلاء كلهم قتلوا أو جرحوا، نريد هدنة أرجوكم، إننا منهكون".
في مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة، صرخت الطفلة الفلسطينية ليان الباز (13 عاما) مذعورة "ازرعوا لي ساقيّ" كلما أيقظها الألم الحاد بعدما بُترت ساقاها. وذكرت والدتها لمياء الباز إن ابنتها أصيبت الأسبوع الماضي في قصف على حي القرارة أودى بابنتين أخريين من أولادها وحفيدين أحدهما رضيع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الجنود كثفوا العمليات البرية في شمال القطاع بدعم مدفعي سعيا لتدمير "معقل" حماس في مدينة غزة.
في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام الأحد استهداف عدد من الآليات الإسرائيلية في غزة وقصف تحشدات للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون، فضلا عن قصف مدن إسرائيلية بالصواريخ.
وقتل 30 عسكريا إسرائيليا على الأقل منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 تشرين الأول، حسب الجيش.
- تعليق مشاركة وزير إسرائيلي في اجتماعات الحكومة -
داخل إسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليق مشاركة وزير التراث أميخاي إلياهو في اجتماعات الحكومة "حتى إشعار آخر" الأحد بعد تصريح أيد فيه إلقاء قنبلة نووية على غزة.
وقدم السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل جاك لو أوراق اعتماده للرئيس إسحاق هرتزوغ الأحد. وأكد مجلس الشيوخ الأميركي تعيين لو سفيرا جديدا الأسبوع الماضي، وقال في أول تصريح له إن هجمات السابع من تشرين الأول "وصمة عار على جبين الإنسانية لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى".
ويمارس أهالي المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس ضغطا على الحكومة لتكثيف الجهود للإفراج عنهم.
من هؤلاء يوني آشر (37 عاما) الذي احتجز مقاتلو حماس زوجته وابنتيه خلال الهجوم. قال "أنام وآكل بالحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة".
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارة قاعدة جوية إسرائيلية أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون عودة رهائننا".
وفي ظل تزايد المخاوف من اتساع النزاع، قالت اللفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال لوكالة فرانس برس "لم أعد أنام" معربة عن خشيتها من أن يدخل عناصر حزب الله اللبناني المدعوم من إيران "البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل للقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان".
والتوتر مرتفع جدا في شمال إسرائيل حيث تشهد الحدود مع جنوب لبنان، معقل حزب الله، تبادل قصف يوميا.
أ ف بأ ف ب
وأعلن حزب الله الأحد مقتل إثنين من عناصره ما يرفع حصيلة القتلى في لبنان إلى 76 شخصاً، بينهم 58 مقاتلاً من حزب الله، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.
وصباح الأحد، أصيب أربعة مسعفين في جمعية محلية في قصف إسرائيلي طال سيارتي اسعاف في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وفق ما أفادت الجمعية والوكالة الوطنية للاعلام.
وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.
- دمار هائل -
خلال أربعة أسابيع، أدت الحرب إلى دمار هائل في قطاع غزة ونزوح 1,5 مليون شخص من منازلهم.
وبحسب مسؤول أميركي، لا يزال هناك 350 إلى 400 ألف شخص في شمال القطاع حيث يتركز القتال ويشتد القصف.
وأفادت الأمم المتحدة السبت عن دخول 450 شاحنة مساعدات إنسانية فقط منذ 21 تشرين الأول من معبر رفح (جنوب) على الحدود مع مصر.
وتمكن مئات الجرحى والأجانب وحاملي جنسيات أجنبية من الخروج من غزة خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، مصر.
وبعد إجلاء مئات الجرحى والأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، علقت حكومة حماس عمليات الإجلاء بسبب رفض إسرائيل السماح بنقل جرحى فلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.
وقال مصدر مسؤول في هيئة المعابر لوكالة فرانس برس السبت "لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح" بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية.
وأعلن مستشار في البيت الأبيض الأحد أنه تم حتى الآن إجلاء أكثر من 300 أميركي أو مقيم أميركي وأفراد أسرهم من قطاع غزة.
وإزاء رفض إسرائيل وقف إطلاق نار، أعلنت تركيا السبت استدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت قطع اتصالاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ودان إردوغان مجددا الأحد "المجزرة الدنيئة وغير الأخلاقية والمعدومة الضمير" في غزة.
وأطلقت الشرطة التركية الأحد الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين أمام قاعدة إنجرليك العسكرية التي تضمّ أسلحة وقوات أميركية، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس.
وفي الفاتيكان، جدد البابا فرنسيس الأحد دعوته لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث الوضع "خطير للغاية".