تجاوزت حصيلة الضحايا في قطاع غزة العشرة آلاف، معظمهم من النساء والأطفال، منذ السابع من تشرين الأول، في القصف الإسرائيلي الذي جاء ردّاً على هجوم مباغت شنّته حركة "حماس" على غلاف القطاع، فيما ترفض إسرائيل الاستجابة للنّداءات المتزايدة لإقرار هدنة إنسانية.
في هذه الأثناء، خرجت مجموعة من الجرحى من غزة عبر معبر رفح، على أن يتمّ إجلاء عدد من الأجانب ومزدوجي الجنسيّة كذلك اليوم وفق حكومة "حماس" ومسؤول مصري.
(أ ف ب)
قال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي، إنّ الحصيلة بلغت 10 آلاف و22 ضحية، في اليوم الـ30 من الحرب. وبحسب القدرة فإنّ 292 فلسطينيّاً على الأقل قُتلوا ليل الأحد الإثنين في غارات عنيفة شنّها الجيش الإسرائيلي الذي اتّهمه "بارتكاب 19 مجزرة في الساعات الأخيرة".
وبحسب الوزارة، فإنّ الحصيلة تشمل أكثر من 4 آلاف طفل، وغالبيّة القتلى منذ بداية الحرب هم من المدنيّين.
في إسرائيل، قُتل 1400 شخص منذ بدء الهجوم غير المسبوق، معظمهم مدنيّون قضوا في اليوم الأوّل للهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية.
وتتواصل المعارك العنيفة في قطاع غزة، حيث أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ المعارك على الأرض تترافق مع "ضربات كبيرة" بلغ عددها 2500 منذ 27 تشرين الأول في محاولة لإخراج مقاتلي حركة "حماس" المتحصّنين في شبكة أنفاق.
(أ ف ب)
وشدّدت إسرائيل حصاراً بحرياً وجوياً وبرياً تفرضه أساساً على قطاع غزة منذ تولي "حماس" السلطة فيه في العام 2007. وقد دعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس اليوم ما تبقّى من مدنيين إلى مغادرة شمال القطاع، مضيفاً أنّ هذا سيسمح للقوات الإسرائيلية "بتفكيك حماس، معقلاً بعد آخر، حتى نحقّق هدفنا النهائي المتمثل بتحرير قطاع غزة برمته منها".
واتّهم الجيش الإسرائيلي عبر منصة "إكس" حركة المقاومة الإسلامية مجدّداً بشقّ أنفاق تحت المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة يحتمي فيها مقاتلوها ويخطّطون لهجمات. إلّا أنّ الحركة تنفي ذلك.
"يجب أن يتوقّف هذا الآن"
من جهة أخرى، أصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة مساء الأحد بياناً مشتركاً مطالبين بـ"وقف فوري إنساني لإطلاق النار".
(أ ف ب)
وكتب مسؤولو الوكالات الأممية أنّه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة لمساعدة السكان. وجاء في البيان: "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مرّ 30 يوماً. هذا يكفي. يجب أن يتوقّف هذا الآن".
كذلك، دعا مسؤولو الوكالات الأممية "حماس" إلى إطلاق سراح أكثر من 240 رهينة خطفوا من إسرائيل ونُقلوا إلى قطاع غزة في 7 تشرين الأول، حاضّين كلّ جانب على احترام التزاماته بموجب القانون الدولي.
في أنقرة، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم أنّ واشنطن تسعى لتأمين مزيد من المساعدات لغزة. وقال بلينكن للصحافيين: "أحرزنا تقدّماً كبيراً في الأيام الأخيرة من أجل زيادة" المساعدة التي تصل لسكان غزة، مؤكّداً أنّ "توقّفاً (في المعارك) قد يساهم في ذلك أيضاً".
(أ ف ب)
وأضاف بلينكن، الذي زار الأحد الأردن وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، قبل الانتقال إلى أنقرة: "نعمل بصورة نشطة جدّاً لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لغزة ولدينا وسائل ملموسة تماما لتحقيق ذلك".
ودوّت صافرات الإنذار مرات عدّة الأحد في تل أبيب ومدن قريبة من قطاع غزة واعترض الجيش صواريخ عدة قادمة منه، فيما ندّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام بلينكن بـ"حرب إبادة" تُشَنّ على قطاع غزة. وقد دعا بلينكن إلى "وقف أعمال عنف المتطرّفين" التي تطال الفلسطينيّين في الضفة الغربية حيث يخشى المجتمع الدولي امتداد النزاع.
في سياق متّصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم توقيف الناشطة الفلسطينية عهد التميمي في الضفة الغربية المحتلة "للاشتباه بتحريضها على العنف ونشاطات إرهابية في بلدة النبي صالح. أحيلت التميمي على قوات الأمن الإسرائيلية لمزيد من الاستجواب".
(أ ف ب)
ومنذ السابع من تشرين الأول، ينفّذ الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال واسعة في الضفة طالت أكثر من 2000 فلسطيني، وفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني. وأصيبت جندية إسرائيلية بجروح خطرة اليوم بعدما طعنها شخص بسكين في القدس الشرقية. وقُتِل المنفّذ لاحقاً، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
"موقع دفاعي"
من جهة ثانية، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغري إنّ القوات الإسرائيلية على الأرض قسمت قطاع غزة إلى شطرين جنوبي وشمالي. وقد قُتل ما لا يقلّ عن 30 جندياً إسرائيلياً منذ بدء العملية البرية، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ويُقدَّر أنّ عدد الأشخاص الذين لا يزالون في شمال قاطع غزة يراوح بين 300 و400 ألف.
وقال زكريا عقل خلال فراره مع عائلته جنوباً "الوضع صعب جداً. لا خبز لا ماء ولا حتى مياه مالحة. رأينا جثثاً (على الطريق) والأطفال كانوا خائفين جداً".
(أ ف ب)
وألحق القصف الإسرائيلي المتواصل منذ شهر تقريباً دماراً هائلاً وتسبّب بنزوح 1,5 مليون شخص، وفق الامم المتحدة.
وقال سعيد النجمة من مخيم المغازي للاجئين في وسط غزة حيث قتل أكثر من 30 شخصاً في قصف مساء السبت بحسب حماس "ليس لدينا ما نحفر به لإزالة الانقاض... الناس يموتون ونحن نتفرج".
وقال المصور الصحافي محمد العالول الذي فقد أربعة من اطفاله وأربعة من أشقائه وعدداً من أولادهم: "كنت أبكي عندما أرى أطفال الآخرين يموتون وراء عدستي، واليوم فقدت أولادي".
رفح
في جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر، يعيش مئات آلاف الأشخاص في ظروف صعبة جداً. وقد أعلنت حكومة حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة اليوم إعادة فتح معبر رفح الذي يربط غزة بمصر للسماح بإجلاء أجانب ومزدوجي الجنسية.
(أ ف ب)
وقال مسؤول مصري إن ست سيارات إسعاف تنقل جرحى وصلت إلى الجانب المصري من المعبر و"من المتوقع وصول دفعة أولى من المصريين العالقين في غزة، وعددهم 55 مصرياً، ضمن مجموعة اليوم".
فُتِح المعبر ثلاثة أيام هي الأربعاء والخميس والجمعة الأسبوع الماضي وسمح ذلك بإجلاء جرحى و1100 من حملة الجوازات الأجنبية قبل أن يغلق السبت والأحد بسبب خلاف على عبور سيارات الإسعاف.
وفتح المعبر في 21 تشرين الأول للسماح بمرور مساعدات إنسانية. وقد دخلت حتى السبت 451 شاحنة وفق الأمم المتحدة.
وتوقفت مصر في وقت سابق تأمين إجلاء نحو سبعة آلاف من الاجانب ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة.