قُتِل 34 عنصراً من قوات النظام ومقاتلين موالين لها جراء هجمات متزامنة شنّها تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء في البادية السورية، في حصيلة تعدّ من بين الأعلى خلال العام الحالي، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وغالباً ما يتبنى التنظيم المتطرف استهداف نقاط تابعة لجهات عدّة أو حافلات تقل جنوداً أو موظفين عامين خصوصاً في منطقة البادية المترامية الأطراف والتي انكفأ إليها مقاتلو التنظيم بعد دحرهم من آخر مناطق سيطرتهم في شرق سوريا.
وأفاد المرصد عن مقتل ثمانية عسكريين على الأقل و26 مقاتلاً آخرين غالبيتهم من قوات الدفاع الوطني، التابعة لقوات النظام، "جراء هجمات متزامنة شنّها تنظيم الدولة الإسلامية فجر الأربعاء على حواجز ونقاط عسكرية" في البادية.
وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 30 عنصراً إلا أنه رجّح ارتفاع الحصيلة "لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة".
وشنّ التنظيم المتطرف هجماته على منطقة الرصافة في البادية السورية، الواقعة بين محافظات دير الزور (شرق) والرقة (شمال) وحمص (وسط).
وأفاد المرصد في وقت لاحق عن ضربات شنتها طائرات روسية على منطقة الرصافة ضمن البادية السورية، وحيث يتوارى عناصر التنظيم.
وأسفرت تلك الضربات، وفق المصدر ذاته، عن مقتل سبعة عناصر من التنظيم.
وتعد حصيلة هجمات التنظيم الأربعاء من الأعلى هذا العام، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس.
وفي 10 آب، شنّ تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً استهدف حافلة عسكرية في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، أسفر عن مقتل 33 عنصراً، في هجوم قال المرصد حينها إنه الأعنف منذ مطلع العام الجاري.
وبعدما سيطر في العام 2014 على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتدّ بين سوريا والعراق، مني التنظيم بهزائم متتالية في البلدين وصولاً الى تجريده من كافة مناطق سيطرته العام 2019.
ومُني التنظيم بهزيمة أولى في العراق العام 2017 إثر معارك مع القوات العراقية، ثم أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، في 23 آذار/مارس 2019 هزيمته التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، وآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز الحدودية مع العراق.
ورغم ضربات تستهدف قادته وتحركاته ومواقعه، ينفّذها بالدرجة الأولى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أو القوات الروسية الداعمة لدمشق، لا يزال عناصره قادرين على شنّ هجمات عدّة، تستهدف حيناً قوات النظام والمقاتلين الموالين لها في وسط وشرق سوريا، أو قوات سوريا الديموقراطية في شرق وشمال شرق البلاد.
ومنذ خسارة مناطق سيطرته كافة، قتل أربعة من زعماء التنظيم آخرهم أبو الحسين الحسيني القرشي، الذي قضى في اشتباكات في شمال غرب سوريا.
وأعلن التنظيم في الثالث من آب تعيين خلف له.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد وبات غالبية السكان تحت خط الفقر. كما شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.