زعم الجيش الإسرائيلي اليوم أنّه ينسق نقل حضانات إلى قطاع غزة تحسّباً لإجلاء أطفال خدج من أكبر مستشفى في القطاع.
وجاء البيان، الذي نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي مصحوباً بصورة لجندية تقوم بإنزال حضانات من سيارة فان، في أعقاب نداءات استغاثة من مستشفى الشفاء بشأن حديثي الولادة مع اقتراب القوات البرية الإسرائيلية ونفاد الوقود اللازم لعمل المولدات.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 46 عسكرياً إسرائيلياً في غزة منذ بدء الحرب.
وتحتشد دبابات إسرائيلية عند أبواب مستشفى الشفاء الرئيسي في قطاع غزة الذي تعتبره إسرائيل مركزاً استراتيجياً لحركة "حماس"، فيما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى حماية آلاف الأشخاص العالقين فيه.
وبموازاة ما يحصل في مستشفى الشفاء، أكد الجيش الإسرائيلي الثلثاء هوية جندية رهينة لدى "حماس" بعدما نشرت الحركة المسلّحة الفلسطينية مقطعاً مصوّراً يظهر الشابة في الأسر.
وقال الجيش في بيان "قلوبنا مع عائلة مارسيانو التي اختطُفت ابنتها نوا بوحشية من قبل منظمة حماس الإرهابية"، مؤكّداً بذلك، للمرة الأولى، هوية رهينة من أصل نحو 240 شخصاً اختطفتهم "حماس" من جنوب إسرائيل خلال هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول.
وأتى نشر هذا المقطع المصور فيما اتهمت "حماس" إسرائيل بـ"المماطلة" في المفاوضات التي تجرى عبر وساطة قطرية، بهدف الإفراج عن عشرات الرهائن في مقابل هدنة.
وقال أبو عبيدة المتحدّث باسم كتائب عزّ الدين القسّام الجناح العسكري في حركة "حماس"، في تسجيل صوتي "العدوّ طلب الإفراج عن 100 من المحتجزين لدينا، وأخبرْنا الوسطاء بأنّه بإمكاننا في هدنة مدّتها خمسة أيام الإفراج عن الأسرى في غزة، على أن تضمن الهدنة وقف إطلاق نار والسماح بدخول مساعدات لجميع أبناء شعبنا في جميع أنحاء قطاع غزة. لكنّ الاحتلال ماطل".
وكان رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن احتمال التوصل إلى اتفاق للافراج عن رهائن وهو شرط لأي وقف لإطلاق النار.
وينظم أفراد من عائلات رهائن مسيرة الثلثاء من تل أبيب إلى مكتب رئيس الوزراء في القدس للضغط على نتنياهو للعمل على الأفراج عن أقاربهم.
"حماية" الشفاء
وتفيد الأمم المتحدة بأنّ نحو عشرة آلآف فلسطيني من مرضى وطواقم ونازحين من القتال، يتواجدون في موقع مستشفى الشفاء وقد يكون العدد أكبر بحسب مسؤولين محليين. وحذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" عبر منصة "إكس" من أن "الوضع خطر للغاية وغير إنساني".
وفي هذا الإطار، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض "آمل وأتوقع إجراءات أقلّ حدة في ما يتعلق بالمستشفى" مشدّداً على أنه "على تواصل مع الإسرائيليين" حول هذا الموضوع.
وأكد "ينبغي حماية المستشفى".
وتتركز الاشتباكات والمواجهات بين مقاتلي "حماس" والجنود الإسرائيليين منذ أيام حول مستشفى الشفاء إذ يتهم الجيش الإسرائيلي الحركة الإسلامية بأنّها أقامت فيه منشآت في شبكة من الأنفاق وبأنها تستخدم المرضى والنازحين "دروعاً بشرية".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر ليل الإثنين الثلثاء "ثمة فكرة لمحاولة إجلاء أشخاص، إجلاء أكبر عدد ممكن" من موقع المستشفى.
وروى طبيب من "أطباء بلا حدود أن "لا كهرباء ولا غذاء ولا ماء في المستشفى"، مضيفاً "سيموت أشخاص بعد ساعات قليلة من دون أجهزة تنفس تعمل". وأعلن الجيش من جهته أنه يبذل "جهوداً" لنقل حاضنات من مستشفى إسرائيلي إلى الشفاء.
وقال وكيل وزارة الصحة في حكومة حماس يوسف أبو الريش لوكالة "فرانس برس" إنه سُجلت "وفاة سبعة أطفال خدج و27 مريضاً في العناية المكثفة" منذ السبت بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفى.
"السيطرة على غزة"
وتقصف إسرائيل من دون هوادة قطاع غزة منذ الهجوم الدامي الذي شنته حركة "حماس" داخل أراضيها في السابع من تشرين الأول وهي تشن بموازاة منذ 27 تشرين الأول، هجوماً برياً بغية "القضاء" على حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع منذ 2007.
وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل قضوا في اليوم الأول من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية.
ً
وأعلنت حكومة حماس الإثنين أن 11 ألفاً و240 فلسطينياً قتلوا في القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وبين القتلى 4630 طفلاً و3130 امرأة، وفق المصدر نفسه.
وأعلن الجيش أنه يستمرّ "بشن غارات تستهدف منشآت إرهابية مقامة في مقار حكومية في وسط السكان المدنيين بما يشمل مدارس وجامعات ومساجد".
وارتفع الدخان الاثنين من مسجد الشهداء في وسط مدينة غزة فيما دوّت صافرات الإنذار في الشوارع المقفرة، وفق لقطات صورتها وكالة "فرانس برس".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الإثنين إن حماس "فقدت السيطرة على غزة" ومقاتلوها "يفرّون إلى الجنوب".
وتفيد الأمم المتحدة بأنّ 1,6 مليون شخص من أصل 2,4 مليوناً عدد سكان قطاع غزة، نزحوا جنوباً منذ بدء الحرب.
في البريج في وسط قطاع غزة تستمرّ عائلات أتت من الشمال بالفرار مشياً أو تتكدّس في عربات جرّ.
لبنان الأردن ومصر
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "إثر قصف من لبنان باتجاه إسرائيل مساء الاثنين أغارت طائرات مقاتلة للجيش الإسرائيلي على منشآت" لحزب الله في لبنان بينها "مراكز قيادة".
وأصيب صحافي في قناة "الجزيرة" بجروح طفيفة بقصف إسرائيلي على ما أفادت المحطة القطرية ومسؤول محلي عندما كان يغطي مع مراسلين آخرين عمليات القصف في جنوب لبنان.
وفي الضفة الغربية، أفاد مصدر استشفائي بأنّ خمسة فلسطينيين قتلوا في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي.
وقال أمين خضر، مدير مستشفى "ثابث ثابت" إنّ القتلى الخمسة هم شبّان تراوح أعمارهم بين 21 و29 عاماً وقد سقطوا خلال عملية نفّذها الجيش في مدينة طولكرم ومخيّم طولكرم للاجئين الفلسطينيين.
ولا تزال المساعدات تدخل ببطء إلى قطاع غزة عبر مصر وبكميات غير كافية بتاتاً بحسب الأمم المتحدة، فيما تمكّن أكثر من 550 مواطناً أجنبياً أو يحمل الجنسية المزدوجة من الخروج بحسب مصادر فلسطينية.