توعّد زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك بدرالدين الحوثي، الثلثاء، باستهداف السفن الإسرائيلية التي قد تمرّ في البحر الأحمر ردًا على حرب الدولة العبرية على غزّة، مجددًا التأكيد أن إطلاق الصواريخ والمسيّرات على جنوب إسرائيل "سيستمرّ".
وقال الحوثي في كلمة ألقاها عبر الشاشة أمام جماهير خلال إحياء "الذكرى السنوية للشهيد" وبثّتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، "في البحر الأحمر وبالذات في باب المندب وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية، عيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية".
وأكد أنه رغم عدم رفع هذه السفن الأعلام الإسرائيلية وإغلاقها أجهزة التعارف، "لن يفلح (العدو) سنبحث حتى نتحقق من السفن التابعة له ولن نتوانى عن استهدافها"، مضيفًا "إن شاء الله سنظفر... بهم وسننكّل بهم وفي أي مستوى تناله أيدينا وإمكاناتنا".
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول والقصف الإسرائيلي المتواصل لغزة، أعلن الحوثيون تنفيذ سلسلة عمليات بالصواريخ والمسيّرات على جنوب إسرائيل مؤكدين في الإجمال أنها أصابت أهدافها. لكنّ تل أبيب أكدت غالبا أنها اعترضت هذه المقذوفات.
وأعلن الحوثي أن آخر هذه الهجمات كان "عملية نُفّذت البارحة"، مجدّدًا التأكيد أن "القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمرّ".
واندلع النزاع في اليمن عام 2014 وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للحكومة اليمنية، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى. وتراجعت حدّة المعارك منذ إعلان هدنة في نيسان 2022 رغم انتهاء مفاعيلها.
وقال الحوثي إن الحوثيين تلقوا "رسائل تهديد" من واشنطن، مشيرًا إلى أنها جاءت بأشكال عدّة بينها التهديد "المباشر" أو "بعودة الحرب (إلى اليمن) من جهة التحالف" أو "بإعاقة الاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكًا". وأكد أن هذه الخطوات "لن نكترث لها ولن تخضعنا".
ومنذ اتفاق مصالحة بين الرياض وطهران أُبرم في آذار الماضي، يجري الحوثيون محادثات مع السعودية لوضع النزاع اليمني على سكّة الحلّ.
وانتقد الحوثي القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض نهاية الأسبوع الماضي، فقال إنها "لم تخرج بأي موقف أو إجراء عملي وهذا أمر محزن ومخزٍ"، معتبرًا أن البيان الصادر عنها "عادي جدًا".
ورفض البيان الختامي لقادة 57 دول عربية وإسلامية، توصيف حرب إسرائيل بأنها "دفاع عن النفس" مطالبًا مجلس الأمن الدوليّ بقرار" حاسم ملزم يفرض وقف العدوان" الإسرائيلي في غزة.
واتّهم الحوثي السعودية بأنها كانت من بين الدول التي رفضت "صيغة أقوى" للبيان.
وبحسب ديبلوماسيَين عربيَين، اقترحت بعض الدول، من بينها الجزائر ولبنان، مشروع قرار يتضمن تهديدا بقطع إمدادات النفط عن اسرائيل وحلفائها الغربيين وقطع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية التي تقيمها بعض الدول العربية مع اسرائيل.
لكن ثلاث دول عربية، من بينها الامارات والبحرين اللتان طبعتا علاقاتهما مع اسرائيل في 2020، رفضت الاقتراح، وفق الديبلوماسيين.
وطالب الحوثي الدول الفاصلة جغرافيًا بين اليمن والأراضي الفلسطينية بفتح "منفذ بري" كي يتمكن "مئات الآلاف من المجاهدين" من الذهاب للقتال إلى جانب الفلسطينيين.