مستشفى الشفاء، الذي اقتحمته إسرائيل اليوم الأربعاء، هو الأكبر في قطاع غزة.
زعمت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إن مقاتلي حماس يستخدمون مستشفيات غزة لإخفاء مراكز القيادة والرهائن عبر الأنفاق.
وحفرت حماس، التي تسيطر على القطاع الساحلي منذ عام 2007، أنفاقاً تمتدّ تحت غزة لمئات الكيلومترات ويصل عمق بعض أجزائها إلى 80 متراً.
وتنفي حماس والسلطات الصحيّة ومديرون في المستشفى أن تكون الحركة الفلسطينية تخفي بنية تحتية عسكرية داخل المستشفى أو تحته، وأبدوا ترحيبهم بأي تفتيش دولي.
ما هو مستشفى الشفاء؟
هو عبارة عن مجمّع كبير من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.
كم عدد الأطفال في الشفاء؟
حتى أمس الثلثاء، كان المستشفى يتولى رعاية 36 رضيعاً وفقاً للطاقم الطبي هناك الذي قال إنه لا توجد آلية واضحة لنقلهم على الرغم من إعلان إسرائيل عرضاً لتوفير حضانات من أجل عملية الإخلاء.
وتوفي ثلاثة من أصل 39 من الأطفال الخدج (ناقصي النمو) منذ أن نفد الوقود اللازم لتشغيل المولدات التي كانت تدير الحضانات هذا الأسبوع.
تاريخ مستشفى الشفاء
شُيد المستشفى عام 1946 خلال الحكم البريطاني، أي قبل عامين من انسحاب بريطانيا من فلسطين. وظل المستشفى قائماً خلال فترة إدارة مصر للقطاع التي استمرت عقدين تقريباً بعد حرب عام 1948.
وفي عام 1967، استولت إسرائيل على قطاع غزة واحتلته وظل مستشفى الشفاء مكاناً محورياً لفترة طويلة قبل سيطرة حماس على القطاع حيث كان يلجأ إليه العديد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وكتبت صحيفة "ذا تايمز" اللندنية عام 1971 عن معركة بالأسلحة النارية بين مسلح فلسطيني اختبأ تحت سرير في غرفة الممرضات ودورية للجيش الإسرائيلي كانت تفتش المستشفى.
وخلال الأسبوع الأول من الانتفاضة الأولى ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في عام 1987، أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أنباء عن وقوع مواجهات ألقى خلالها عدة مئات من الفلسطينيين الحجارة على جنود إسرائيليين خارج المستشفى وهم يهتفون "تعالوا اقتلونا أو ارحلوا!"
إعادة تصميم المستشفى وتوسعته
ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أن مهندسين معماريين من إسرائيل أشرفوا على تجديد المستشفى وتصميمه من جديد في ثمانينيات القرن الماضي.
انتقال السيطرة إلى حماس
في عام 1994، أدّت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة فتح التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى عندما مُنح الفلسطينيون حكماً ذاتياً محدوداً في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.
وانتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح إلى حماس بعد الفوز المفاجئ الذي حقّقته الحركة في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.
وفي أثناء الصراع على السلطة بين فتح وحماس الذي تصاعد حتى سيطرة الحركة على القطاع، كان مستشفى الشفاء وغيره يستخدم لعلاج المسلحين من الجانبين بموجب صيغة من صيغ الهدنة بألّا يؤذي أي منهما جرحى الطرف الآخر.
وزعمت إسرائيل في وقت سابق أن مسلحي حماس يختبئون في مناطق تحت مستشفى الشفاء، وهو الأمر ذاته الذي ادّعته خلال حرب 2008-2009 التي قُتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني و13 إسرائيلياً.