ستسمح اسرائيل بدخول شاحنتي وقود يوميا إلى قطاع غزة، بحسب ما أعلن مسؤولون إسرائيليون الجمعة، لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في اليوم الثاني والأربعين للحرب، بينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس وفاة 24 شخصا في مجمع الشفاء خلال يومين بسبب انقطاع الكهرباء.
يواصل الجيش الإسرائيلي الجمعة عملياته العسكرية في قطاع غزة وسط انقطاع شبه تام في الاتصالات بسبب نفاد الوقود، بينما أصبحت المواد الغذائية أيضا "معدومة عمليا"، وفق الأمم المتحدة.
وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزّة، محورا للعمليّة العسكريّة التي تشنّها إسرائيل، وتقول إنّ حماس تستخدم المستشفى مركزًا للقيادة، وهو ما تنفيه الحركة الإسلاميّة.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 24 مريضا توفوا في مجمع الشفاء خلال يومين "لأن المعدات الطبية الحيوية توقفت عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي" في أكبر مستشفيات القطاع.
ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها.
أ ف بأ ف ب
قبلها بساعات، أعلن مسؤول إسرائيلي أن مجلس الحرب "وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الامن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يوميا".
واضاف البيان أن ذلك يأتي "لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي".
وبحسب البيان فهذا يتيح لإسرائيل "مساحة المناورة الدولية المستمرة اللازمة للقضاء على حماس".
وذكر المصدر أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولا إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حماس.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) هذا الأسبوع إنه قبل الهجوم في 7 من تشرين الاول، كانت 50 شاحنة وقود تدخل قطاع غزة يوميا.
حذر المفوض العام للاونروا فيليب لازاريني الأربعاء أن عمليات الوكالة في قطاع غزة "على وشك الانهيار"، مشيرا إلى أن "الانتظار لفترة أطول سيكلف مزيدًا من الارواح" وأنه "بحلول نهاية اليوم، لن يتمكن نحو 70% من سكان غزة من الحصول على المياه النظيفة".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول، أدى الى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين وقضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتوعدت الدولة العبرية بـ"القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وهي تشنّ منذ ذلك الحين، حملة من القصف الجوي والمدفعي المكثف، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول، ما تسبّب بمقتل أكثر من 11500 شخص في قطاع غزة غالبيتهم من المدنيين وبينهم آلاف الأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
- جثتا رهينتين -
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة "سي بي أس" التلفزيونية الأميركية "لدينا مؤشرات قوية الى أن الرهائن كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا لدخوله. لكن إذا كانوا هنا، فقد نُقلوا الى مكان آخر".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه عثر في مبنى محاذ لمستشفى الشفاء على جثة الجندية نوعاه مارسيانو البالغة 19 عاما التي كانت رهينة لدى حماس وسبق وأعلن مقتلها الثلثاء.
وقال الجيش في بيان "انتشلت قوات الجيش الإسرائيلي جثة الجندية نوعاه مارسيانو (...) من مبنى محاذ لمستشفى الشفاء ونقلت إلى الأراضي الإسرائيلية".
وكانت حركة حماس نشرت الاثنين صورة لمارسيانو تظهرها ميتة، مشيرة الى أنها قتلت في قصف إسرائيلي.
وخطفت نوعاه مارسيانو من قاعدة ناحل عوز العسكرية قرب قطاع غزة في اليوم الأول من هجوم حماس الدامي على جنوب إسرائيل.
وهي ثاني جثة رهينة يعلن الجيش العثور عليها في قطاع غزة في أقل من 24 ساعة.
فقد أعلن الجيش مساء الخميس أنه عثر قرب مستشفى الشفاء أيضا على جثة الرهينة يهوديت فايس البالغة 65 عاما، متهما حماس ب"اغتيالها". وكانت خطفت من كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول، تاريخ الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل.
وبحسب الجيش، خطفت حماس نحو 240 رهينة.
وقال الجيش صباح الجمعة إنه سيطر خلال الليلة الماضية على معقل لقيادة حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل الى جانب حماس في شمال قطاع غزة، وعلى مصنع أسلحة. وقد تم تدمير المكان الذي يحتوي على صواريخ وأسلحة مختلفة.
وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حركة حماس.
قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في كلمة متلفزة ألقاها مساء الخميس إن إسرائيل لن تتمكّن من "تحقيق أي من أهدافها أو استعادة أسراها إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة".
- "الموت جوعا" -
وتسبّبت الحرب بنزوح أكثر من 1,65 مليون شخص داخل القطاع الذي يعد 2,4 مليوني نسمة، بسبب القصف، وأيضا بعد إنذارات إسرائيل بضرورة مغادرة شمال قطاع غزة نحو الجنوب.
وفي ظل الحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على القطاع منذ بدء الحرب، لا يجد الآلاف مأوى، كما توجد أزمة إنسانية كبيرة ونقص حاد في المواد الغذائية وانقطاع في مياه الشرب.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي الخميس أن السكان يواجهون "احتمالا مباشرا للموت جوعا" في قطاع غزة، حيث أصبحت "امدادات الغذاء والمياه معدومة عمليا".
من جانبه، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله خلال استقباله مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة الاتحاد "بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وأكد عباس " ليس هناك حل أمني أو عسكري لقطاع غزة" الذي شدد على أنه "جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية. ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال لفصل غزة".