ذكرت مصادر طبية فلسطينية، السبت، أن الجيش الإسرائيلي طلب منح الأطباء والمرضى والنازحين مدة ساعة لإخلاء مجمع الشفاء الطبي في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الجمعة وفاة 24 شخصاً في المجمع خلال يومين بسبب انقطاع الكهرباء، فيما دخلت شحنة وقود أولى إلى غزة بعد ضوء أخضر من إسرائيل.
يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع الفلسطيني.
وأصدرت إسرائيل تحذيراً جديداً للفلسطينيين في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة وطالبتهم بالتوجه إلى الغرب بعيداً عن مرمى النيران وحتى يكونوا على مقربة من المساعدات الإنسانية، في أحدث مؤشّر على أنها تخطّط لمهاجمة "حماس" في الجنوب بعد السيطرة على الشمال.
وقال مارك ريغيف، أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) أمس الجمعة "نطلب من الناس الانتقال. أعلم أن الأمر ليس سهلاً بالنسبة للكثيرين منهم، لكننا لا نريد أن يقع المدنيون في مرمى إطلاق النار".
وقد تُجبر مثل هذه الخطوة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين توجّهوا جنوباً هرباً من الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة على الانتقال مرة أخرى، جنباً إلى جنب مع سكان مدينة خان يونس الجنوبية، مما يؤدّي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة.
ويبلغ عدد سكان خان يونس أكثر من 400 ألف نسمة.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أمس الجمعة ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 12 ألف شخص، منهم 5000 طفل. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقاً بها على الرغم من عدم تحديثها الآن بانتظام بسبب صعوبة جمع المعلومات وانقطاع الاتصالات المتكرّر.
وأسقطت إسرائيل ليل الخميس منشورات على المناطق الشرقية من خان يونس تطلب فيها من السكان الإخلاء إلى الملاجئ، مما يشير إلى أن العمليات العسكرية هناك باتت وشيكة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن نحو 26 فلسطينياً أغلبهم من الأطفال قتلوا في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.
وقال ريغيف إنه سيتعيّن على القوات الإسرائيلية التقدّم داخل المدينة لإخراج مقاتلي حماس من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، لكن لا توجد مثل هذه "البنية التحتية الهائلة" في المناطق الأقل بناء في الغرب.
وتابع "أنا متأكد تماماً من أنهم لن يضطروا إلى التحرّك مرّة أخرى إذا تحرّكوا غرباً... نحن نطلب منهم الانتقال إلى منطقة نأمل أن تكون بها خيام ومستشفى ميداني".
وأضاف أنه نظراً لقرب المناطق الغربية من معبر رفح الحدودي مع مصر، فمن الممكن إدخال المساعدات الإنسانية "بأسرع ما يمكن".
تسليم الوقود
مع دخول الحرب أسبوعها السابع، لم تظهر أي دلالة على أي تراجع على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أو على الأقل لهدنة إنسانية.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مصور "أعددنا أنفسنا لدفاع طويل ومرن ومن كافة الاتجاهات وكل وقت يقضيه الاحتلال في غزة يفاقم خسائره".
وقالت خدمة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إن خمسة فلسطينيين على الأقل لقوا حتفهم وأصيب اثنان آخران في قصف إسرائيلي لمبنى في مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
ولم يصدر أي تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
ووسط تحذيرات من أن حصارها سيؤدي إلى المجاعة والمرض، أذعنت إسرائيل على ما يبدو أمس الجمعة للضغوط الدولية، ووافقت على السماح بدخول شاحنات الوقود إلى غزة ووعدت "بعدم فرض قيود" على المساعدات التي تطلبها الأمم المتحدة.
وقالت إسرائيل إنها ستسمح بشاحنتين محملتين بالوقود يومياً بناء على طلب واشنطن لمساعدة الأمم المتحدة في تلبية الاحتياجات الأساسية، وتحدثت عن خطط لزيادة المساعدات على نطاق أوسع.
وقال الكولونيل إيلاد غورين من مكتب وزارة الدفاع الذي ينسق المسائل الإدارية مع الفلسطينيين في مؤتمر صحافي "سنزيد سعة القوافل والشاحنات الإنسانية كلما كانت هناك حاجة".
وبينما وعدت إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات في الماضي، يبدو أن هذه التصريحات تشير إلى تحوّل في اللهجة بعد أن حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن الظروف الإنسانية في غزة تتدهور بسرعة، بما في ذلك تحذير صارخ من برنامج الأغذية العالمي من "احتمال فوري بحدوث مجاعة".
وقال البيت الأبيض في منشور على موقع "إكس" إنه "سعيد" بموافقة إسرائيل على إدخال شحنات الوقود وإن هذه الشحنات يجب أن "تستمرّ بشكل منتظم وبكميات أكبر".
وفي مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، الذي كان محور قلق دولي هذا الأسبوع عندما أصبح الهدف الرئيسي للهجوم البري الإسرائيلي، زعمت إسرائيل إن قواتها عثرت على مركبة بها عدد كبير من الأسلحة، وهيكل تحت الأرض قالت إنه منفذ إلى أحد أنفاق حماس، بعد يومين من تفتيش المبنى.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعاً مصوراً لما قال إنه مدخل نفق في منطقة مكشوفة من مجمع الشفاء الطبي وتناثرت فيها الخرسانة وحطام الخشب والرمل. وتم الحفر في المنطقة فيما يبدو. وظهرت جرافة في الخلفية.
وفاة طفل ورهينة
قال موظفو مستشفى الشفاء إن أحد الأطفال الخدج توفي في المستشفى أمس الجمعة، وهو أول طفل يموت هناك في يومين منذ دخول القوات الإسرائيلية. ولقي ثلاثة أطفال خدج حتفهم في الأيام السابقة بينما كان المستشفى محاصراً.
وأعلنت حماس أيضاً وفاة أسير آخر يبلغ من العمر 85 عاماً قالت إنه توفي نتيجة نوبة هلع خلال غارة جوية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر أيضاً على جثة يهوديت فايس (65 عاماً).
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الطوارئ الروسية قولها إن 170 مواطناً روسياً عبروا أمس الجمعة من غزة إلى مصر ضمن مجموعة تضم نحو 200 شخص.