النهار

"منطقة موت"... إجلاء الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء بغزة ولا اتفاق بعد بشأن الرهائن لدى حماس
المصدر: أ ف ب
"منطقة موت"... إجلاء الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء بغزة ولا اتفاق بعد بشأن الرهائن لدى حماس
صورة ملتقطة من جنوب إسرائيل تظهر أعلاما إسرائيلية ترفرف فوق المباني المدمرة داخل قطاع غزة (19 ت2 2023، أ ف ب).
A+   A-
أجلي 31 من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء الأكبر في غزة، على ما أعلن مدير المستشفيات في القطاع، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف أهداف يقول إنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية. 

وقال مدير المستشفيات محمد زقوت إنه تم إجلاء الأطفال وعددهم 31 طفلا و"ثلاثة أطباء وممرضين" تمهيدا لنلقهم إلى مصر.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن نقل الأطفال تم بتنسيق من "منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)".

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت بعد زيارة للموقع استمرت ساعة لتقييم الوضع، من أن المستشفى "منطقة موت" ويجب إخلاؤه.

وأصبح المستشفى منذ أيام محور العمليات العسكرية في القطاع المحاصر في ظل اتهام اسرائيل لحماس باستخدامه لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وبناء على إنذار بالإخلاء وجهه الجيش صباح السبت، خرج المئات من المستشفى الذي يؤوي مرضى وطواقم طبية ونازحين.

والسبت أيضا، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل 80 شخصا على الأقل بينهم 32 من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في شمال غزة، طال منزلا ومدرسة تابعة للأمم المتحدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها رأست فريقا مشتركا من الأمم المتحدة يضم خبراء في الصحة العامة ومسؤولين لوجستيين وموظفين أمنيين من مجموعة من الوكالات في مهمة قصيرة و"شديدة الخطورة" إلى مستشفى الشفاء السبت.

وأشارت إلى أن فريق التقييم توجه إلى المستشفى بعدما أمر الجيش بإخلائه. ووصف المستشفى بأنه "منطقة موت" وأكد أن الوضع فيه "يائس"، بحسب ما قالت المنظمة.
 
أ ف ب
وأكدت أنها تعمل مع شركائها على "وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم"، مشيرة إلى أن هؤلاء هم 291 مريضا و25 عاملا صحيا.

وقالت إن "آثار القصف وإطلاق النار كانت واضحة"، مشيرة إلى أن "الفريق رأى مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصا دفنوا هناك".

ولفتت المنظمة إلى أن نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء والمساعدات الأساسية الأخرى خلال ستة أسابيع تسبب في توقف أكبر المستشفيات وأكثرها تقدما في غزة عن العمل.

وأضافت أن "ممرات المستشفى وأرضه عجت بالنفايات الطبية والصلبة ما زاد خطر العدوى"، مشيرة الى أن بين المرضى المتبقين 32 طفلا "حالاتهم حرجة جدا".

من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي الأحد مقتل ثلاثة جنود في غزة، ما يرفع إلى 62 عدد جنوده القتلى في القطاع منذ بدء الحرب مع حركة حماس قبل أكثر من شهر.

- "لا يطاق" -
أكدت منظمة الصحة أن بعثات إضافية سترسل "خلال الساعات الـ24 إلى الـ72 المقبلة بانتظار (الحصول) على ضمانات مرور آمن" للمساعدة في نقل المرضى إلى مجمع ناصر الطبي والمستشفى الأوروبي في جنوب غزة رغم أنهما "يعملان أصلا بما يفوق طاقتهما".

وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس بأن مئات الأشخاص خرجوا السبت سيرا من المجمع الطبي الواقع في غرب مدينة غزة وتحاصره الدبابات الإسرائيلية. 

وشاهد الصحافي أطفالا ونساء ورجالا بعضهم جرحى أو بترت أطرافهم ينزحون جنوبا باتجاه شارع صلاح الدين. وعلى الطريق، أكد الصحافي رصده ما لا يقل عن 15 جثة بعضها في مراحل متقدمة من التحلل.

من جهتها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" عبر منصة إكس "في 18 تشرين الثاني 2023، توفي أحد أقارب موظفينا وأصيب آخر في هجوم على قافلة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود كانت تحاول إجلاء 137 شخصًا من موظفينا الفلسطينيين وعائلاتهم".

ودانت "بأشد العبارات هذا الهجوم المتعمد"، داعية إلى "وقف النار فورًا".

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.

وتوعّدت الدولة العبريّة ب"القضاء" على حماس وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت عمليّات برّية منذ من 27 تشرين الأول، ما تسبّب بمقتل 12 ألفا و300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق الأرقام الصادرة عن حكومة حماس. وبين القتلى أكثر من خمسة آلاف طفل و3300 امرأة.

ومن الضحايا، عشرات أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتلهم السبت في غارات على مخيم جباليا بشمال القطاع.
 

- لا اتفاق بشأن الرهائن -
أكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الأحد أن انجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس يتوقف على قضايا "بسيطة" و"لوجستية".

وقال في مؤتمر صحافي في الدوحة إن "التحديات المتبقية في المفاوضات بسيطة للغاية مقارنة بالتحديات الأكبر، فهي لوجستية وعملية أكثر".

وفي الأيام الماضية، ربطت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بين وقف إطلاق النار لأسباب انسانية، والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس.

وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصا بينهم أجانب، أخِذوا رهائن في هجوم حماس ونُقلوا الى غزة. 

ونفى البيت الأبيض السبت معلومات عن التوصل إلى اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس من شأنه إتاحة الإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن في قطاع غزة مقابل وقف القتال لخمسة أيام.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون عبر منصة إكس "لم نتوصل إلى اتفاق بعد لكننا نواصل العمل الجاد توصلا إلى اتفاق".

وأتى ذلك بعدما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية السبت عن "مصادر مطلعة" أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق مبدئي بوساطة أميركية من شأنه إطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بغزة في مقابل وقف الأعمال القتالية مدة خمسة أيام.

ونقلت أن جميع الأطراف سيوقفون العمليات القتالية مدة خمسة أيام على الأقل بينما يتم إطلاق سراح بعض الرهائن على دفعات، على أن تكون هناك مراقبة جوية لتوقف القتال.

وكان كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك أقر السبت من المنامة بأن الوضع في غزة "مروع" و"لا يحتمل". لكنه أضاف أنه "سيحصل تدفق للمساعدات الإنسانية والوقود ووقف للنار عند الإفراج عن الرهائن".
 
أ ف ب
- "توحيد" الضفة والقطاع -
أدت الحرب الى نزوح أكثر من 1,65 مليون شخص في القطاع، من أصل إجمالي عدد سكانه البالغ 2,4 مليوني شخص.

بُعيد اندلاع الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع منذ 2007، وقطعت المياه والكهرباء والغذاء والوقود، ما سبّب أزمة متصاعدة خصوصا بظل الكميات الضئيلة من المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح.

ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها. وبحسب حكومة حماس، خرجت عن الخدمة 24 من المستشفيات الـ35 في القطاع.

وقال محمد سمير من بلدة الزوايدة في المنطقة الوسطى في القطاع "نفد الغاز والماء والكهرباء ولا طحين ولا أي شيء". 

وأضاف بينما كان يجلس إلى جانب فرن طيني يضع فيه الأخشاب والأوراق لإشعال النار "نلم الحطب من على الطرق والشوارع حتى نعد وجبة غداء أو عشاء لنعيش". 

وأكدت الأمم المتحدة أن اسرائيل وافقت اعتبارا من السبت على إدخال 60 ألف لتر من الوقود يوميا إلى غزة عبر معبر رفح مع مصر، لكنها حذّرت أن هذه الكمية هي ثلث ما يحتاج إليه القطاع فقط.

ورصدت لقطات لوكالة فرانس برس شاحنات محملة بالمساعدات عبر معبر رفح. 

ومع تواصل الحرب، تتبادل العديد من الأطراف طروحا بشأن مستقبل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ 2007.

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن السبت إلى إعادة توحيد الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة مستقبَلا تحت "سلطة فلسطينية متجددة"، متعهدا فرض عقوبات على المستوطنين "المتطرفين" الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة.

وكتب في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست "ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة" بعد إنهاء حكم حماس عقب العملية العسكرية الإسرائيلية.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي قائلا إن "السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي عاجزة عن تحمل مسؤولية غزة".

وكان الرئيس محمود عباس ربط مطلع تشرين الثاني عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بـ"حل سياسي" يشمل أيضا الضفة والقدس الشرقية.

والسبت، رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نشر قوات عربية في غزّة بعد الحرب، مشددا على أنه لا يمكن السماح بأن ينظر الفلسطينيون "إلينا على أننا أعداء" لهم.

وتثير الحرب مخاوف من اتساع النزاع. 

وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، يستمر التوتر إذ قتل الأحد فلسطينيين في كل من جنين (شمال) ومخيم الدهيشة (جنوب) برصاص الجيش الإسرائيلي وفق ما أعلنت جمعية إسعاف الهلال الأحمر. 

وأفاد المصدر نفسه بتسجيل إصابات في كل من مخيم قلنديا (شمال القدس)، ومخيم بلاطة في نابلس (شمال) وإصابتين في مدينة طوباس (شمال). 

والسبت، قتل خمسة عناصر من فتح في قصف جوي إسرائيلي نادر على مدينة نابلس، وفق الهلال الأحمر ومصادر في الحركة الفلسطينية.

وقتل منذ السابع من تشرين الأول أكثر من 200 فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين حسب وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة المحتلة.

كما يتواصل تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium