شهدت الضفة الغربية المحتلة تصعيدا جديدا الثلثاء أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وأصيبت مجندة إسرائيلية بجروح في عملية دهس قرب مستوطنة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا النار في بلدة كفر عين في الضفة الغربية ليلا باتجاه "مشتبه فيهم ألقوا حجارة" في اتجاه الجنود، وفي بيت أمر ردا على "مشاغبين" ألقوا الحجارة وأطلقوا النار.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن الشقيقين جواد عبد الرحمن عبد الجواد ريماوي (22 عاماً) وظافر عبد الرحمن عبد الجواد ريماوي (21 عاماً) قتلا إثر إصابتهما برصاص إسرائيلي في قرية كفر عين في قضاء رام الله.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "خلال الليل وأثناء عمليات روتينية للجيش الإسرائيلي بالقرب من بلدة كفر عين، قام عدد من المشتبه فيهم بأعمال شغب عنيفة. وألقى المشتبه فيهم الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه الجنود الذين ردوا بوسائل فضّ الشغب وبالذخيرة الحية".
وعلّق الجيش على مقتل الشقيقين ريماوي بالقول "نحن على علم بالتقارير"، و"الحادث قيد المراجعة".
ثم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد مواطن آخر متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في الرأس، في بلدة بيت أمر، جنوب مدينة بيت لحم".
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر بعد منتصف الليلة الماضية إصابة 22 فلسطينيا في مواجهات بيت أمر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "أعمال شغب عنيفة" اندلعت في بيت أمر بعد أن تعطّلت مركبتان للحيش الإسرائيلي "خلال عمليات دورية"، مشيرا الى أن "عشرات المشاغبين ألقوا حجارة وعبوات ناسفة على الجنود، وأطلقوا النار على الجنود الذين ردوا بوسائل تفريق أعمال الشغب وبالذخيرة الحية".
ومساء الثلثاء، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب خامس في قرية المغير شمال شرق رام الله، "بعد إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن أحد النشطاء أن قوة من الجيش الإسرائيلي داهمت القرية، وأطلقت الأعيرة النارية صوب عدد من الشبان الذين حاولوا التصدي للاقتحام". وأشارت الى أن القتيل يدعى رائد غازي النعسان.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "مهاجما وصل في سيارة إلى منطقة مجاورة لمحطة وقود في مستوطنة كوخاف يعقوب (بين مدينتي القدس ورام الله)، وصدم جندية إسرائيلية، ما تسبّب لها بجروح متوسطة نقلت على أثرها الى المستشفى.
وذكر أن قوات الشرطة الإسرائيلية في المنطقة "لاحقت منفذ الهجوم وشلّـ حركته". وأعلن ناطق باسم مستشفى إسرائيلي "وفاة منفذ عملية الدهس".
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن منفذ عملية الدهس يدعى راني أبو علي (45عاما) من بلدة بيتونيا، وكان يحمل أيضا تصريحا للعمل في المنطقة الصناعية بمستوطنة أريئيل.
- "سلوك فاشي" - وجرت جنازة عسكرية للشقيقين ريماوي في وسط مدينة رام الله.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن "جرائم القتل اليومية هي إعلان حرب على شعبنا وتدمير لكل شيء". وحمل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم"، داعيا إلى محاسبتها.
وأشار إلى أن "الحكومة الحالية واليمينية القادمة أعلنتا الحرب اليومية على الشعب الفلسطيني".
وكتب الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تغريدة على "تويتر"، "الإعدام بدم بارد سلوك فاشي لقوات الاحتلال واستباحة للدم الفلسطيني بتعليمات سياسية".
وقالت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة إن "الاحتلال الصهيوني يحاول بائساً أن يوقف نضال شعبنا المشروع لاسترداد أرضه عبر عمليات القتل والاغتيال، لكن هذه الدماء ستكون وقوداً لثورة شعبنا وانتفاضته المستمرة".
واضافت أن هذا التصعيد "سيواجه بتصعيد الفعل المقاوم والعمل الثوري رداً على الإرهاب الصهيوني".
وتصاعدت حدة العنف في الضفة الغربية التي تحتلّها اسرائيل منذ حزيران 1967 خلال الأشهر الأخيرة.
وفي أعقاب اعتداءات دامية شهدتها إسرائيل منذ آذار الفائت، شنّ الجيش الإسرائيلي أكثر من ألفي عملية دهم وعملية أمنية في الضفّة الغربية، لا سيما في منطقتي جنين ونابلس (شمال) اللتين تعتبران معقلاً لفصائل فلسطينية مسلّحة.
وأسفرت عمليات الدهم هذه والمواجهات التي رافقتها عن مقتل أكثر من 125 فلسطينياً، وهي أكبر حصيلة خلال سبع سنوات، بحسب الأمم المتحدة.
وقال موفد الأمم المتحدة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تور وينسلاند الاثنين "الصراع وصل مرة أخرى الى نقطة الغليان".
وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني، وحلفائه المتدينين المتطرفين واليمين المتطرف، بعد فوز أحزابهم بغالبية مقاعد الكنيست (64 مقعدا من أصل 120)، متقدّمين على المعسكر المنافس بقيادة الوسطي يائير لبيد.
ووقّع حزب الليكود و"القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير الجمعة اتفاق تحالف يمنح الأخير حقيبة الأمن الداخلي. ويطالب بن غفير بالسماح لعناصر القوى الأمنية باستخدام مزيد من القوة ضد الفلسطينيين.