بدأ العدّ التنازلي لتنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل حماس، ضمن أول هدنة في الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، وسط دعوات ومناشدات دوليةّ بأن تكونّ خطوة على طريق وقف دائم لإطلاق النار.
وبينما يترقّب أهالي الأسرى، ومعهم سكان القطاع المنكوب بدء تنفيذ الهدنة، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن إطلاق سراح الرهائن بموجب اتفاق الهدنة الموقّتة مع حماس لن يتم قبل يوم الجمعة.
وأضاف في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء أن "المفاوضات من أجل إطلاق سراح أسرانا تتقدّم وتستمرّ طوال الوقت".
وأردف "بدء إطلاق سراح (الأسرى) سيتم وفقاً للاتفاق الأصلي بين الطرفين، وليس قبل يوم الجمعة".
إلى ذلك، أكّدت الخارجية القطرية أنّ الإعلان عن موعد بدء سريان الهدنة بين حماس وإسرائيل خلال الساعات القادمة.
وأوضحت أنّ محادثات تنفيذ الصفقة بين الطرفين مستمرّة وتسير بشكل إيجابي.
وقالت: "نعمل مع القاهرة وواشنطن لضمان سرعة البدء بالهدنة وضمان الالتزام بالاتفاق".
من جهته، شدّد مسؤول أميركي لـCNN على أنّ "هناك حاجة لمزيد من الوقت لتسوية تفاصيل مواقع وطرق نقل الأسرى".
وقال: "إسرائيل وحماس تعملان على وضع التفاصيل اللوجستية النهائية لصفقة التبادل".
وتابع: "نأمل بدء عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس صباح الجمعة".
وفي الشأن عينه، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول أنّ الاتفاق قد يحتاج لوثيقة موقّعة من الطرفين ليدخل حيز التنفيذ.
وأورد موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصدر مطلع أنّ سبب تأجيل صفقة المحتجزين هو أن الخطّة التنفيذية لم يتم الانتهاء منها بعد.
في الإطار، نقلت "أ ف ب" عن مصدر فلسطيني مطلع أنّ "التأخير له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة حول أسماء الأسرى الاسرائيليين وآلية تسليمهم".
كما قال مصدر فلسطيني مطلع على مباحثات اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس لوكالة "فرانس برس" إن التأخير في بدء سريان الهدنة "له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة المتعلقة بتفاصيل حول أسماء الأسرى الأسرائيليين وآلية تسليمهم".
وأوضح "خلال ساعات النهار اليوم (الخميس) من المفترض أن يتم الإعلان من قطر بالتنسيق مع الوسطاء في مصر والأميركيين عن موعد بدء تنفيذ الهدنة وتحديد ساعة الصفر لدخولها حيز التنفيذ".
وأضاف "تم أمس (الأربعاء) تبادل قوائم الأسماء للأسرى من الطرفين عبر الوسطاء في قطر ومصر".
وأوضح "حماس ستطلق سراح 10 اسرى من النساء والاطفال (دون 19 عاماً) وفي نفس الوقت تطلق إسرائيل سراح 30 أسيرة وأسير من الأطفال على مدار أربعة أيام" على أن يترافق ذلك مع وقف القتال في كل أرجاء قطاع غزة مع تحليق محدود للطائرات الإسرائيلية في شماله.
وأوضح المصدر نفسه "التأخير له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة المتعلقة بتفاصيل حول أسماء الأسرى الإسرائيليين وآلية تسليمهم".
وتابع يقول "الاقتراح كان بتسليمهم للصيب الأحمر ثم نقلهم إلى مصر ليتم تسليمهم للجانب الإسرائيلي".
وأضاف "ثم تم اقتراح أن يتم ترتيب زيارة للأسرى لإجراء الفحوصات الطبية من خلال أطباء وعناصر عبر الصليب الأحمر وتنسيق زيارة للصليب للأسرى المدنيين الاخرين ليتأكدوا من سلامتهم".
وشدد على أن حركة حماس "تؤكد أن كل النقاط يجري نقاشها لكنها أكدت أنها تلتزم فقط بالنقاط التي يتم الاتفاق بشأنها".
وختم قائلاً "الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة سيراقبون التنفيذ والخروقات ويضمنون سير تطبيق اتفاق الهدنة والمباحثات التي تليها".
أمس، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى زعماء مصر وإسرائيل وقطر في أول محادثات معلنة معهم منذ الإعلان عن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.
وتفاوض بايدن وحكومته عبر قطر ومصر لترتيب الاتفاق الذي ستفرج بموجبه حماس عن 50 رهينة من النساء والأطفال مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، على أن تسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة.
وقال البيت الأبيض إنّ المحادثات مع القادة الثلاثة تناولت "الاتفاق على ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها الوحشي على إسرائيل في 7 تشرين الأول وآخر التطورات في المنطقة".
وأضاف البيت الأبيض في بيان أنّ بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "ملتزمان بالبقاء على اتصال وثيق لضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل".
وأضاف البيان أنّ بايدن والشيخ تميم "أكّدا مجدداً أهمية حماية أرواح المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي وزيادة ومواصلة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة".
وتحدث بايدن في اتصالين منفصلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي مكالمته مع نتنياهو، أكد بايدن أنه سيواصل العمل لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقّين.
وشدّد الرئيس الأميركي أيضاً على أهمية الحفاظ على الهدوء على طول الحدود اللبنانية وكذلك في الضفة الغربية.
وقال بايدن للسيسي إن "الولايات المتحدة لن تسمح بأي حال من الأحوال بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية" أو "إعادة رسم حدود غزة" - في حين أكد أيضاً أنّ غزة لا يمكن أن "تظلّ ملاذاً لحماس".
كما أكّد بايدن "التزامه بإقامة دولة فلسطينية واعترف بدور مصر الأساسي في تهيئة الظروف لتحقيق هذه النتيجة".