تبدأ هدنة إنسانيّة في غزّة، اليوم، عند السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، على أن يليها إفراج عن دفعة أولى من الرهائن المدنيّين لدى حركة "حماس" بعد الظهر، وفق ما أعلنت قطر الخميس، بينما أكّدت "حماس" مبادلة رهائن إسرائيليّين بأسرى فلسطينيّين.
في الأثناء، يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة موقعاً عشرات الضحايا ومعظمهم نساء وأطفال.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة القطريّة ماجد الأنصاري: "تبدأ الهدنة الإنسانيّة في تمام السابعة صباح الجمعة (05,00 ت غ) وسيتم تسليم دفعة أولى من الرهائن المدنيّين من قطاع غزّة في تمام الرابعة مساء (14,00 ت غ) من يوم الجمعة". وأشار إلى أنّ عدد المفرج عنهم سيكون 13 هم نساء وأطفال.
وأضاف الأنصاري أنّه "من الواضح أنّ كلّ يوم سيضمّ عددًا من المدنيّين المُفرج عنهم، كما تمّ الاتّفاق عليه، ليصل الإجمالي إلى 50 على مدى أربعة أيّام".
وتابع: "هذه الأربعة أيّام سيتمّ من خلالها جمع المعلومات حول بقيّة الرهائن للنظر في إمكانيّة أن يكون هناك أعداد أكبر من الرهائن يتمّ الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة".
وبين المحتجزين في غزّة 13 من الأمّهات على الأقلّ مع أطفالهنّ الـ22 الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس. كما يتمّ احتجاز ما لا يقل عن 19 شخصًا آخرين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أقلّ، بمفردهم أو مع آبائهم أو مع أفراد آخرين من عائلاتهم.
من جانبها، أكّدت "كتائب عزّ الدين القسام" أنّ "الهدنة تدخل حيّز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحاً"، مشيرةً إلى أنّها "تسري لمدّة 4 أيّام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكريّة" من الجانبين.
وسيتمّ خلال هذه الفترة "الإفراج عن 50 أسيراً صهيونيّاً من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً" ويُفرج مقابل كل واحد منهم عن "3 أسرى فلسطينيّين من النساء والأطفال".
وقال باسم نعيم القيادي في حماس "اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة".
وقبل نحو ساعتين من دخول الهدنة حيّز التنفيذ، قال المدير العامّ لوزارة الصحّة في غزّة منير البرش، لـ"فرانس برس"، إنّ "الاحتلال اقتحم المستشفى
الإندونيسي وسط إطلاق للنار وقتل امرأة مصابة وأصاب 3 من الجرحى الذين يعالجون بالمستشفى، وهم في إصابة خطيرة، واعتقل 3 مصابين آخرين".
في إسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان "استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين"، مضيفاً أنّ "الجهات المختصّة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات المختطفين".
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان يتوقّع أن تكون الطفلة الأميركيّة المختطفة أبيغيل مور إيدان ضمن الدفعة الأولى من الرهائن الذين سيُطلق سراحهم، أجاب الرئيس الأميركي جو بايدن "آمل بذلك".
وفجر اليوم الجمعة، قال مصدر أمني مصري لـ"فرانس برس": "يصل اليوم الجمعة وفد أمني مصري إلى القدس ورام الله، بهدف تسلّم الأسرى الفلسطينيّين المحرّرين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التي قدّمتها الحكومة الإسرائيليّة للوسطاء ووافقت عليها حماس".
وأضاف: "سوف يتواجد في الصالة المصريّة في معبر رفح، عدد من المسؤولين الأمنيّين الإسرائيليّين برفقة مسؤولين أمنيّين مصريّين وممثّلين للهلال الأحمر المصري والصليب الأحمر، لتسلّم الأسرى الإسرائيليّين المفرج عنهم من غزّة. ثمّ يتمّ نقلهم عبر مطار العريش الدولي، على متن طائرة خاصّة، إلى إسرائيل".
إلى ذلك، رحّب المجتمع الدولي الأربعاء بالتوصّل إلى هدنة مقابل الإفراج عن الأسرى. وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنّها قالت إنّه "لا يزال ينبغي القيام بالكثير".
وتحتجز حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى نحو 240 رهينة في قطاع غزّة منذ الهجوم.
قصف مدرسة ومستشفى
مساء الخميس، قُتِل 27 شخصاً على الأقل وأصيب 93 في غارة على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا الأكبر في قطاع غزة ويقع في شماله، وفق مصدر طبي في مستشفى العودة في جباليا.
ومساءً، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن "المستشفى الإندونيسي يتعرّض لقصف عنيف يطال المولدات الكهربائية وأجزاء كبيرة من المباني"، مضيفا "نخشى على حياة 200 جريح وكادر طبي".
أُعلِن اتّفاق الهدنة في اليوم الـ47 للحرب التي أطلقتها إسرائيل عقب هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول.
كذلك، بدأت إسرائيل عمليّات برّية واسعة داخل القطاع منذ 27 تشرين الأول. وتفرض "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات وقود ولا مواد غذائية ولا مياه.
في مدينة غزة، قال الطبيب في مستشفى الشفاء خالد أبو سمرة فجر الخميس، إنه تم اعتقال محمد أبو سلمية مدير المؤسسة الخاضعة حاليّاً لسيطرة الجيش الإسرائيلي رفقة كوادر آخرين فيه.
وزعم المتحدث باسم الجيش إنّ "حماس" "استخدمت المستشفى مأوى للمخربين الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل إضافة إلى نقل مختطفين إسرائيليين إليه في يوم الهجوم".
وعن اعتقال أبو سلمية، قال إنّ "القرار بشأن مواصلة احتجازه سيتخذ بناء على نتائج التحقيق ومدى تورط مدير المستشفى في النشاطات الإرهابية".
"خيار صعب"
وافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق الهدنة والتبادل رغم خلافات داخلية، إذ وصفه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف بأنه "خطأ تاريخي" لأنه سيتيح لحماس تعزيز صفوفها.
وفقا للسلطات الإسرائيلية، قد تجري عمليات تبادل أخرى في إطار تمديد للهدنة، تشمل 100 رهينة في الإجمال. ونشرت إسرائيل لائحة بأسماء 300 أسير فلسطيني يُحتمل أن يُطلق سراحهم بينهم 33 امرأة و123 أسيراً دون سنّ 18 عاما. وتظهر في القائمة أسماء 49 عضواً في "حماس".
وأعربت الجمعية الرئيسية لعائلات الرهائن عن "سعادتها" للاتفاق.
ويتطلّع سكان غزة الذين نزح قرابة 1,7 مليون منهم من أصل 2,4 مليون بسبب الحرب، إلى الهدنة في ظل صعوبة تأمين مأكل ومياه وملبس للشتاء.
واعتبر كثير من المنظمات غير الحكومية أن أربعة أيام لا تكفي لإدخال المساعدة المطلوبة، داعية إلى وقف للنار.
ورأت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل الأربعاء أمام مجلس الأمن أن قطاع غزة بات "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في غزة، مشيراً إلى أن الجيش سيستأنف العمليات "بكامل قوته" بعد الهدنة من أجل "القضاء" على حماس و"تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين".
من جهتها، قالت "حماس": "نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد".