أعلن الجيش الاسرائيلي، الجمعة، وصول الرهائن المفرج عنهم من قطاع غزة في إطار اتفاق هدنة مع حركة حماس، الى "الأراضي الإسرائيلية".
وقال في بيان إن "الرهائن المفرج عنهم خضعوا لتقييم طبي أولي داخل الأراضي الإسرائيلية"، مضيفا "سيستمر جنود الجيش الإسرائيلي بمرافقتهم أثناء توجههم إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث سيتم لمّ شملهم مع عائلاتهم".
وقد بدأت حركة حماس، الجمعة، تسليم المجموعة الأولى من رهائن تم احتجازهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول ونقلهم إلى قطاع غزة، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم للدولة العبرية، في اليوم الأول من هدنة تلي أسابيع من الحرب.
وإضافة الى المفرج عنهم بموجب الاتفاق، أطلقت الحركة سراح 12 رهينة من رعايا تايلاند احتجزوا في الهجمات.
وقال مصدر مقرب من الحركة الفلسطينية لوكالة فرانس برس "قبل نصف ساعة تمّ تسليم الأسرى للصليب الأحمر الذي يسلمهم للطاقم المصري والطاقم الاسرائيلي المكلف استلامهم في معبر رفح". وأكد مصدر ثانٍ هذه المعلومات.
الى ذلك، أفاد مصدر أن "عددا إضافيا من الأجانب التايلانديين أخلي سبيلهم كبادرة من حماس".
وكان رئيس الوزراء التايلاندي سريتا تافيسين في منشور على موقع "اكس" "تم إبلاغي من الجانب الأمني ووزارة الخارجية بأنه تم بالفعل إطلاق سراح 12 رهينة تايلانديا".
وأكد مصدر أمني إسرائيلي الجمعة أن الأجهزة الأمنية للدولة العبرية تسلّمت 13 رهينة من الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم حركة حماس في قطاع غزة.
أ ف ب
وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "الرهائن الإسرائيليين الـ13 موجودون الآن لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية"، بعدما تمّ الإفراج عنهم في اليوم الأول لسريان هدنة من أربعة أيام بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد أسابيع من الحرب.
كذلك، أفادت قنوات تلفزيونية إسرائيلية بأنه تم تسليم 13 من الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة إلى مسؤولين من مصر والصليب الأحمر.
ولم يصدر تأكيد فوري من الحكومة الإسرائيلية.
ووفقا لتقارير اعلامية، وصل الرهائن الى معبر رفح حيث دقق الجانب المصري من هوياتهم، وتبين أنها مطابقة للقائمة الموجودة لديه.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ان المحتجزين المفرج عنهم لدى حماس التقوا ممثلين للشاباك عند معبر رفح.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني إنه سيتم نقل الرهائن الإسرائيليين من رفح إلى معبر كرم أبو سالم.
كذلك، اشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى ان المحتجزين التايلانديين المفرج عنهم عبروا إلى إسرائيل وفي طريقهم إلى مركز طبي.
أ ف ب
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية القطرية الجمعة أن حماس أفرجت عن 13 اسرائيليا وعشرة تايلانديين وفيليبيني واحد كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم الحركة على إسرائيل التي أفرجت عن 39 معتقلًا في سجونها، في اليوم الأول من اتفاق هدنة تمّ التوصل إليه بعد أسابيع من الحرب.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة ماجد الأنصاري عبر منصة "إكس" أن الصليب الأحمر الدولي تسلّم "24 مدنيا من المحتجزين في قطاع غزة... في إطار اتفاق الهدنة الإنسانية"، مشيرا الى أن المفرج عنهم "13 من الجنسية الإسرائيلية بعضهم من مزدوجي الجنسية، بالإضافة الى 10 مواطنين تايلانديين ومواطن فيليبني".
كما أكد "الإفراج عن 39 من النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية تطبيقا لالتزامات اليوم الأول من الاتفاق".
بدوره، أكد الصليب الأحمر الدولي إطلاق 24 رهينة من غزة. وأكد متحدث باسمه الصليب أن 24 رهينة نُقلوا خارج غزة وسُلّموا إلى السلطات المصرية في معبر رفح. وقال إن ثمانية من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر رافقوهم في قافلة من أربع سيارات.
وقال في بيان "بدأت فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة تنفيذ عملية تستغرق أياما عدة لتسهيل إطلاق سراح ونقل الرهائن المحتجزين في غزة والمعتقلين الفلسطينيين إلى الضفة الغربية"، مشيرا الى أن العملية ستشمل "تسليم مساعدة إنسانية إضافية... الى غزة".
وقال فابريتسيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط "الألم العميق الذي يشعر به أفراد الأسر المنفصلين عن أحبائهم لا يوصف. نشعر بالارتياح لأن البعض سيجتمعون بعد معاناة طويلة".
- هدنة -
ودخلت الجمعة هدنة من أربعة أيام حيز التنفيذ بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت قطر الوسيط الرئيسي إلى جانب مصر والولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق الهدنة على أربعة أيام قابلة للتجديد يتم خلالها تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
وبموجب اتفاق الهدنة، يتم الإفراج عن الدفعة الأولى من 13 رهينة من النساء والأطفال، على أن يلي ذلك إطلاق إسرائيل سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين من النساء والأطفال.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورا تظهر سماعات زهرية وزرقاء اللون على مقاعد مروحية عسكرية يرجح أنها ستستخدم لنقل الرهائن، إضافة الى ألعاب للأطفال في مركز سيتمّ نقل المفرج عنهم إليه.
وبعد ظهر الجمعة، نشرت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية قائمة تضم 39 اسما لأسرى فلسطينيين- 15 فتى و24 امرأة- سيتم إطلاق سراحهم، مقابل الرهائن الإسرائيليين.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في كلمة الجمعة التزام حماس "بتنفيذ الاتفاق (حول الهدنة) وإنجاحه طالما التزم العدو بتنفيذه".
وتحمل هذه الهدنة بعض الهدوء لسكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليوني نسمة بعد حملات القصف الإسرائيلية العنيفة منذ السابع من تشرين الأول.
في ذلك اليوم شنّت حماس هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، حسب السلطات الإسرائيلية. وتحتجز حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى نحو 240 رهينة في قطاع غزّة منذ الهجوم.
مذاك تنفّذ إسرائيل قصفا مدمّرا على غزّة أوقع 14854 قتيلا، حسب حماس.
وأوضحت الحركة أنّ بين القتلى 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة. إضافة إلى ذلك، أصيب 36 ألف شخص.
في ساعات الفجر الأولى بدأ عشرات آلاف السكان يغادرون المدارس والمستشفيات التي احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.
أ ف ب
- "عائد الى بيتنا" -
وأفاد مصدر مطلع في حماس وكالة فرانس برس أن "اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيتم بطريقة سرية بدون صحافة".
وستتلقى السلطات الإسرائيلية عشية كل عملية افراج لائحة باسماء الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم التالي.
وأكد زيف أغمون، المستشار المسؤول عن ملف الرهائن في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا يعلم "في الوقت الحالي" العدد.
أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فستقوم من جانبها باستقبال "الرهائن واحدا تلو الآخر أو أو في مجموعات" وتنقلهم عبر الحدود مع مصر ثم تسلمهم للقوات الإسرائيلية.
وأشار أغمون أنه "بعد وصولهم، سيتم لم شملهم مع عائلاتهم بعد وصولهم".
وتبلغت الاسرائيلية مايان زين الخميس أن ابنتيها ليستا ضمن الدفعة التي سيفرج عنها الجمعة. وكتبت عبر منصة اكس "هذا الأمر صعب جدا علي مع إني سعيدة للعائلات الأخرى".
في القدس الشرقية المحتلة تحدثت الفلسطينية سميرة دويات عن احتمال الافراج عن ابنتها شروق البالغة 26 عاما والتي أمضت نصف عقوبة من 16 عاما في السجون الإسرائيلية. وقالت لفرانس برس "أبكي واضحك وارتجف".
ونشرت إسرائيل قائمة تضم أسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم بينهم 33 امرأة و267 قاصرا دون التاسعة عشرة. وبين هؤلاء المعتقلين 49 من حركة حماس.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس "اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة".
ورحب المجتمع الدولي باتفاق الهدنة ورأى فيه خطوة أولى نحو وقف دائم محتمل لاطلاق النار.
وقال وزير الخارجية البريطانية ديفيد كامرون بعدما التقى نتنياهو على أن يلتقي الجمعة مسؤولين فلسطينيين، إنه "يعمل على حل سياسي طويل الأمد لهذه الأزمة".
وقبل دقائق من سريان الهدنة خرج عمر جبرين البالغ 16 عاما من أحد المستشفيات في جنوب قطاع غزة كان لجأ إليه مع ثمانية من أفراد عائلته.
وأكد لفرانس برس "أنا عائد إلى بيتنا".
- الحرب "لم تنته بعد"-
وفيما انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة، والتوك توك، ألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالا. وكتب على هذه المنشورات "الحرب لم تنته بعد" و"العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا".
ويعتبر الجيش شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كل المدنيين بمغادرتها.
وبعد 15 دقيقة تقريبا على بدء سريان الهدنة، انطلقت صفارات الانذار محذرة من هجوم صاروخي في بلدات تقع بمحاذاة قطاع غزة على ما أفاد الجيش الإسرائيلي من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وفي جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومصوّر فرانس برس، بأنّ الهدوء يسود على الحدود الجنوبية التي شهدت عمليات قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، منذ بدء الحرب في غزة.
أ ف ب
- الهدنة "غير كافية"-
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة إن "إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت" داعيا إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وأكد الرئيس المصري لدى استقباله رئيسي الوزراء الإسباني والبلجيكي في القاهرة أن "إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت وقد لا يكون هو الأمر المطلوب".
وفي إسرائيل تعهدت الحكومة والجيش "مواصلة" القتال حتى "القضاء" على حماس بعد انتهاء فترة الهدنة القابلة للتجديد.
وأكد قائد الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي "نحن لا نوقف الحرب. سنواصل حتى النصر".
وقال الناطق باسم الجيش دانيال هغاري "السيطرة على شمال قطاع غزة هو المرحلة الأولى من حرب طويلة ونستعد للمراحل التالية".
إلا ان سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور دعا إلى استغلال هذه الهدنة لمنع استئناف القتال في قطاع غزة.
وألحقت عمليات القصف في الأسابيع الأخير دمارا هائلا في قطاع غزة وتسببت بأزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة مع نزوح نحو 1,7 مليون من أبناء غزة إلى حيث تدخل المساعدات ببطء شديد.
وتفيد قطر أن الهدنة ستسمح أيضا بدخول عدد أكبر من المساعدات الإنسانية بما يشمل الوقود.
لكن منظمات غير حكومية دولية تعتبر أن الهدنة تبقى "غير كافية" لإدخال المساعدات الضرورية وتطالب بوقف فعلي لإطلاق النار.
وقال ميسرة الصباغ البالغ 42 عاما والنازح من مدينة غزة إلى خان يونس في جنوب القطاع "هدنة لإدخال بعض المساعدات لا نريدها، نريد العودة إلى بيوتنا".
بالإضافة إلى المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة، تمكن 144 فلسطينيا كانوا عالقين في مصر من الدخول إلى القطاع عبر معبر رفح، بحسب ما اعلن مدير الإعلام في الجزء الفلسطيني من معبر رفح.