النهار

النهار

هدنة غزة في يومها الثاني... "الحرب لم تنتهِ والعودة الى الشمال ممنوعة"
المصدر: "النهار" - "أ ف ب" - "رويترز"
هدنة غزة في يومها الثاني... "الحرب لم تنتهِ والعودة الى الشمال ممنوعة"
فلسطينيّتان تخبزان على نار الحطب على مشارف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (25 ت2 2023 - أ ف ب).
A+   A-
أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية أنّه سيتمّ الإفراج الليلة عن 39 من الفلسطينيين في مقابل خروج 13 محتجزا إسرائيليّاً و7 أجانب.

وأضاف أنه "بعد التأخّر في تنفيذ الإفراج عن الأسرى تم تذليل العقبات عبر اتصالات قطرية ومصرية".

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطّلع أنّ "الجانب الإسرائيلي يقول إنّ الإفراج وفق الأقدمية لم يكن التزاماً بل مجرد حديث".
 
وكانت  "كتائب القسام" أعلنت في وقت سابق اليوم تأخير الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليّين من قطاع غزة، ضمن صفقة تبادل الأسرى الجزئية مع إسرائيل، "حتى يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع، وعدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها"، فيما تُطلق إسرائيل سراح 42 فلسطينياً من سجونها، في ثاني أيام الهدنة التي بدأت بعد سبعة أسابيع من حرب مدمّرة.
 
ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن مسؤول، قوله إنّ "سبب تأخّر الإفراج عن المختطفين في غزة هو تقنيّ وليس جوهرياً، ونتوقّع أن يسير كلّ شيء على ما يرام".

توسّطت قطر بشكل رئيسي إلى جانب مصر والولايات المتحدة للتوصّل إلى اتفاق الهدنة التي ستستمرّ أربعة أيام والقابلة للتمديد. ونصّ الاتفاق على وقف الأعمال العسكرية في قطاع غزة وتبادل 50 رهينة محتجزين في غزة و150 معتقلاً في السجون الإسرائيلية.
 
(أ ف ب)
 
ونقلت وكالة "رويترز"، بعد ظهر اليوم، عن مسؤول مطّلع قوله إنّ وفداً قطرياً زار إسرائيل اليوم لبحث إمكانية تمديد الهدنة مع حركة "حماس"، والتي بدأ سريانها أمس الجمعة ولمدّة أربعة أيام. وقد ذكر المسؤول أنّ فريق العمليات القطري نسّق أيضاً مع مسؤولين إسرائيليّين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين من دون عوائق.
 
في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إنّ قواته تستغلّ أيام الهدنة لـ"الدراسة والراحة"، مشدّداً على أنّ الجيش سيستأنف هجماته وتوغله في قطاع غزة فور انتهاء أيام الهدنة، وزعم أنّ ذلك يشكّل ضغطاً يساهم في الإفراج عن الرهائن.
 
من جهتها، نشرت "القسام"، شريط فيديو من دقيقتين، ظهر فيه مقاتلون مسلحون يقومون بتسليم عدد من الرهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 
(أ ف ب)
 
في واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنّ إفراج "حماس" عن مجموعة أولى من الرهائن "ليس سوى بداية"، مؤكّداً وجود "فرص حقيقية" لتمديد هدنة الأيام الأربعة؛ في وقت ويقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ هناك 215 رهينة ما زالوا في غزة، بحسب المتحدث دورون سبيلمان الذي قال: "لا نعرف في كثير من الحالات ما إذا كانوا أحياء أم أموات".
 
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية التايلاندية اليوم أنّه لا يزال هناك 20 مواطناً تايلاندياً محتجزين، معربة عن أملها في أن "يعاملوا بشكل إنساني وأن يطلق سراحهم في أقرب وقت من دون أن يصابوا بأذى".
 
 
"أيام صعبة"
في تل أبيب، عُرضت الوجوه المبتسمة للرهائن المفرج عنهم مساء الجمعة على واجهة متحف الفن مع عبارة "عدتُ إلى الديار". وقرب مستشفى في ضاحية بتاح تكفا في تل أبيب صفّق أشخاص ولوحوا بأعلام إسرائيل مع اقتراب مروحيتين تقلّان رهائن محررين.
 
وقال بايدن إنّ الإفراج عن المجموعة الأولى "ليس سوى بداية"، مؤكّداً وجود "فرص حقيقية" لتمديد الهدنة. واعتبر أنّ الوقت حان للعمل على "تجديد" حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
 
(أ ف ب)
 
بدورها، رحّبت ألمانيا بإطلاق الرهائن لدى "حماس"، مؤكّدة أنّ بينهم أربعة إسرائيليين ألمان.
 
تحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة بعد قصف إسرائيلي عنيف منذ السابع من تشرين الأول. في ذلك اليوم، شنّت "حماس" هجوماً غير مسبوق على إسرائيل تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون حسب السلطات الإسرائيلية. واقتادت "حماس" وفصائل فلسطينيّة أخرى معها رهائن قدّر عددهم بـ240 رهينة.
 
وقتل القصف الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر منذ بدء الحرب 14 ألفاً و854 شخصاً، وفق حكومة "حماس"، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً.
 
 
بهجة في الضفة الغربية
في الضفة الغربية المحتلة، رافقت مظاهر البهجة عودة الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل، لا سيما في بيتونيا ومخيم نابلس للاجئين. واستقبلت حشود كبيرة أسرى فلسطينيين عند نزولهم في بيتونيا، وهتف كثير منهم "الله أكبر". وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء في المكان.
 
رفع المشاركون عدداً من المفرج عنهم على أكتافهم ولوحوا بأعلام فلسطين ورايات حركتي "حماس" و"فتح"، وفق لقطات فيديو لـ"فرانس برس".
 
وفي القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، حظرت السلطات الإسرائيلية أي احتفال.
 
(أ ف ب)
 
وقالت مرح باكير (24 عاماً) التي قبعت في السجن ثمانية أعوام  بعد أن دينت بتهمة محاولة طعن عنصر أمن إسرائيلي: "أنا سعيدة، لكن تحريري جاء على حساب دماء الشهداء". وأضافت: "الحرية رائعة بعيداً عن جدران السجن الأربعة... لم أكن أعرف أيّ شيء عن أهلي، وكانت إدارة السجن تتفنّن بالعقوبات علينا".
 
تبدو الهدنة صامدة في يومها الثاني، فيما ألقى الجيش مناشير حذّرت من أنّ "الحرب لم تنتهِ". ومن أنّ "العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدّاً". وقد قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي مساء اليوم: "سنعود للهجوم في غزة لإعادة المخطوفين وتفكيك (حماس) فور انتهاء الهدنة الموقّتة".
 
ورغم التحذير الإسرائيلي، حاول آلاف الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة الجمعة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
 
وقال المكتب إنّ شخصاً على الأقلّ قُتِل وأصيب العشرات في حوادث مع القوات الإسرائيلية التي فتحت النار وألقت الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين متجهين شمالاً.
 
(أ ف ب)
 
تضرّر أو دمّر أكثر من نصف المساكن في قطاع غزة، وفقا الأمم المتحدة. وهُجّر 1,7 مليون شخص من أصل 2,4 مليون في غزة. ويُفتَرَض أن تدخل إلى القطاع اليوم دفعة جديدة من المساعدات، وهو بند مشمول أيضاً في الاتفاق.
وقد دخلت الجمعة 200 شاحنة محمّلة مساعدات إلى غزة، بحسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقال أوتشا إنّ هذه "أكبر قافلة إنسانية" منذ بداية الحرب.
 
وقالت إسرائيل اليوم إنّ 50 شاحنة تحمل الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والإمدادات الطبية أُرسلت إلى شمال القطاع وإلى الملاجئ في المناطق التي لم يتم إخلاؤها من غزة.
 
وجاء في بيان صادر عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تنسّق مع الفلسطينيين، أنّ الأمم المتحدة قادت نشر أكثر من 50 شاحنة مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة والملاجئ التي لم يتم إخلاؤها بعد.