وصلت دفعة رهائن ثانية أفرجت عنهم حركة "حماس" إلى إسرائيل والتي أطلقت بدورها مجموعة ثانية من المعتقلين الفلسطينيين السبت، في اليوم الثاني من الهدنة بعد سبعة أسابيع من الحرب.
ووفق السلطات المصرية والإسرائيلية، فقد أطلق 13 رهينة إسرائيلية في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل و"حماس". كما أفرجت الحركة الإسلامية عن أربعة رهائن تايلانديين. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنّ الأشخاص الـ 17 المفرج عنهم "خضعوا لتقييم طبي أولي". وأضاف أنّ أحدهم نُقل إلى المستشفى، بينما بات الآخرون في طريقهم لملاقاة عائلاتهم.
وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات قالت "حماس" إنّ سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق.
كذلك، خرج من السجون الإسرائيلية 39 معتقلاً فلسطينيّاً من النساء والأطفال بموجب اتفاق الهدنة.
وأعلنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، أنّها سلمت الصليب الأحمر 13 رهينة إسرائيلية، وأربعة تايلانديين من خارج اتفاق الهدنة، ممن تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول.
كذلك، أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تؤدي مهمة وساطة، أنه تم الإفراج عن 13 إسرائيليّاً هم ثمانية أطفال وخمس نساء، إضافة إلى أربعة أجانب.
وشوهدت سيارات الصليب الأحمر الدولي تخرج من معبر رفح في اتجاه مصر.
وبحسب مصادر فلسطينية ومصرية متابعة للمفاوضات، ينصّ اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه الجمعة ويستمر أربعة أيام، على أن ينقل الصليب الأحمر في سياراته الخاصة الرهائن إلى معبر رفح الحدودي حيث يسلمهم إلى الأمن المصري في الجانب المصري من المعبر.
ويسير الموكب بمحاذاة قطاع غزة وصولاً إلى مكان قريب من معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة. من معبر أبو سالم، ينقل الرهائن في مروحيات خاصة إلى داخل إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وصول الرهائن إلى إسرائيل.
من جهتها، عبّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، عن "ارتياح" بلادها لإطلاق حركة حماس سراح مجموعة ثانية من الرهائن، بينهم 4 ألمان إسرائيليين.
كانت فتاة إيرلندية إسرائيلية تبلغ تسع سنوات من بين الرهائن الذين أطلقتهم "حماس" السبت، وفق ما قال رئيس الوزراء الإيرلندي في بيان، مضيفاً أنّ "هذا يوم فرح وارتياح كبيرين لـ إميلي هاند وعائلتها".
وقال توماس هاند والد إميلي في بيان: "لا نجد الكلمات التي تصف مشاعرنا بعد 50 يوما صعبا ومعقدا".
بدورها، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، ليل السبت الأحد، أنّها أطلقت سراح 39 فلسطينيّاً. وأظهرت لقطات تلفزيونية استقبال عدد من المفرج عنهم في منازلهم في القدس الشرقية المحتلة.
وأبرز المفرج عنهم هي إسراء جعابيص (38 عاماً) التي أدينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي، وحُكم عليها بالسجن 11 عاماً.
وكانت قطر أعلنت، في وقت سابق، "تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية المصرية مع الجانبين"، مشيرة إلى أن الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى والرهائن سيتم ليل السبت.
سبق ذلك إعلان "كتائب القسام" "تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى يلتزم الاحتلال بنود الاتفاق".
وتحدّث القيادي في "حماس" أسامة حمدان، من لبنان، عن "خروق أمنية وإطلاق نار على أبناء شعبنا" وعدم التزام "عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها إلى شمال القطاع"، و"تلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن أسرى من النساء والأطفال، ما يعرّض الاتفاق للخطر".
ورفض حمدان مجدّداً "أي تحرير للأسرى بالقوة"، قائلاً إنّ "الاحتلال (...) لم ولن يفرج عن أحد من أسراه إلّا عبر التفاوض مع مقاومتنا ودفع الأثمان اللازمة".
ومن بين الرهائن الذين عادوا إلى إسرائيل، مايا ريغيف (21 عاماً) التي اخاطفت مع شقيقها (18 عاماً) أثناء محاولتها الفرار من مهرجان قبيلة نوفا الموسيقي الذي هاجمه مقاتلو "حماس" في الساعات الأولى من يوم 7 تشرين الأول. وسبق أن ظهرت الشابة وشقيقها في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقيدين في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.
وقالت والدتها ميريت، في بيان أصدره منتدى أسر الرهائن: "أنا سعيدة جدّاً لأنّ مايا على وشك الانضمام إلينا. لكن قلبي حزين لأن ابني إيتاي لا يزال لدى حماس في غزة".
الهدنة مستمرة
وبدت الهدنة صامدة في يومها الثاني، إذ أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع. كما أوقفت "حماس" إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، الذي تشارك بلاده في الوساطة، إنّ هناك "اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليّاً مع جميع الأطراف، لتمديد فتره الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي السبت: "سنعود فور انتهاء وقف النار إلى هجومنا في غزة، إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط لإعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا إلى آخر واحد منهم".
وينصّ الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة في مقابل 150 سجيناً فلسطينيّاً. كما ينص على وقف الأعمال العسكرية كافة ودخول مساعدات إلى غزة.
وسارت في شوارع تل أبيب، مساء السبت، تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، "حرروهم الآن". وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة "أخرجوهم من الجحيم".