برغم محاولة القوات الإسرائيلية التضييق على ذوي الأسرى المحررين في المدن الفلسطينية المحتلّة، إلّا أنّ فرحة التحرير كانت أكبر، بعد سنوات من الانتظار والألم والتحمُّل خلف قضبان المعتقل.
وبموجب اتفاق الهدنة في مرحتله الثانية، خرج السبت 39 معتقلاً فلسطينيّاً من السجون الإسرائيلية بينهم عدد من النساء والفتيان.
وأظهرت مقاطع فيديو لحظات العناق الأولى بين الأسرى وذويهم بعد إطلاقهم.
عمر الشويكي
أفرج عن الأسير المقدسي عمر الشويكي ضمن الدفعة الثانية من الصفقة بعد اعتقاله عام 2021، والحكم عليه بالسجن 26 شهراً.
وهذه لحظات لقائه بعائلته في حي الثوري في بلدة سلوان.
شروق دويات
انتظرت والدة الأسيرة المقدسية المحرّرة شروق دويات ثماني سنوات لعناق ابنتها فجر الأحد بعد إطلاقها ضمن صفقة التبادل.
إسراء جعابيص: "نخجل أن نفرح وفلسطين جريحة"لم تمنعها ندوبها من التوهّج فرحاً بالتحرير. هكذا بدت الأسيرة المحرّرة إسراء جعابيص عروساً بين عائلتها، وفي حضن نجلها معتصم، الذي تركته طفلاً عند أسرها.
أولى كلماتها بعد إطلاقها كانت عن فلسطين القضية والبوصلة: "نخجل أن نفرح وفلسطين جريحة... ابني معتصم انتظرني كثيراً وفلسطين أيضاً... جراحنا ولدت معنا".
زيّن إكليل الزهور رأس إسراء، وأعادت لحظات احتضان نجلها شعور الدفء الذي حُرمت منه لـ11 عاماً خلف القضبان الإسرائيلية.
وبحروق وجهها ويديها وجسدها التي رافقتها لسنوات، عبّرت إسراء عن حمدها لإتمام عملية الإطلاق، ولم تغفل عن ذكر المعتقلين الآخرين بالقول: "أوجاعي مرئية وهذه ضريبة السجين، ويجب العمل على تحرير كل الأسرى من سجون الاحتلال... هناك الكثير من الجرحى داخل سجون الاحتلال، وتعرضنا للتنكيل والضرب في السجون".
الأسيرة المحررة نورهان عواد تصل إلى قلنديا عبر معبر قلنديا
من جهته، أكد الفتى المحرر وسام تميمي، الذي تحرر من السجون الإسرائيلية السبت، أنّه "لم يتلقَّ أي علاج أثناء فترة اعتقالي رغم كوني مصاباً".
وأضاف أنّ "قوات الاحتلال تعاملت معنا بعنف أثناء فترة الاعتقال وعاملتنا بقسوة"، مؤكداً أنّه "شهد على حالات استشهاد عدد من الأسرى أثناء اعتقالهم في السجون".
وقال إنّ "قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على عدة أطفال معتقلين في سجن مجدو"، وقال: "عانينا الكثير بسبب ظروف الاعتقال غير الإنسانية في سجون الاحتلال".
"حياة السجن لا تُحتمل"
عمّت الاحتفالات شوارع الضفة الغربية المحتلة احتفاء بالفلسطينيين المفرج عنهم. واحتشد الآلاف في ساحة مدينة البيرة احتفاء بعودة الأسرى الذين كان الفتية منهم يرتدون زيّاً رماديا ًمن السجن، ووضع بعضهم الكوفية على أكتافهم.
ووصل المفرج عنهم على متن حافلة تابعة للصليب الأحمر، وعانقوا أقاربهم وأصدقائهم الذين حملوهم على أكتافهم وساروا بهم في الشوارع. ورفع المحتشدون الأعلام الفلسطينية ورايات "فتح" و"حماس"، وهتفوا بشعارات مؤيدة لقائد "القسام" محمد الضيف.
وقالت ميسون الجبالي، التي أمضت ثمانية أعوام خلف القضبان، من أصل حكم بسجنها 15 عاماً: "كان وضعنا في السجن صعباً جدّاً، وكانت الحياة في السجن لا تحتمل نهائيّاً". وأضافت: "أخذوا منا كل الأدوات وضيّقوا علينا كثيرا.ً.. لم نعد نخرج ولا نتنفّس ولا نشمّ الهواء".
وكانت القوات الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع قرب سجن عوفر حيث تجمّع عشرات الفلسطينيين في وقت سابق ليل السبت في انتظار خروج المعتقلين.
وقام مسعفون بنقل بعض المصابين الى سيارات الاسعاف.