في اليوم الـ59 من حرب غزة، توغّلت عشرات الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة المحاصر، والذي وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في اتجاهه وكثّف قصفه، مجدّداً مطالبة أهالي خان يونس بالتوجّه نحو معبر رفح أو المنطقة الساحلية في الجنوب، وقائلاً إنّه "يتصرف بقوة ضدّ حركة حماس والمنظمات الإرهابية".
ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 15 ألفاً و899 قتيلاً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، موضحة أنّ 70 في المئة من الضحايا هم من النساء والأطفال.
بدورها، أكّدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نزوح ما يقرب من 1,9 مليون شخص داخل غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية، ما يمثل أكثر من 80 في المئة من سكان القطاع.
ورأت الولايات المتحدة "تحسّنا" في تحديد إسرائيل نطاق الأهداف في غزة، مع توسيع الدولة العبرية عملياتها العسكرية لتشمل مناطق في جنوب القطاع المحاصر ضمن الحرب مع حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "رأينا طلبا أكثر تحديدا للاخلاءات" مقارنة بما جرى في الأسابيع الماضية في شمال القطاع، مضيفا "لذا هذا تحسّن عما حصل في السابق".
(أ ف ب)
يشنّ الجنود الإسرائيليون هجوماً برّياً منذ 27 تشرين الأول في شمال غزة، حيث سيطروا على مناطق عدّة. ومنذ استئناف القتال الجمعة بعد انتهاء هدنة استمرّت أسبوعاً مع "حماس"، ركّز الجيش في شكل أساسي على الضربات الجوية. وتعرّضت مناطق في الجنوب لقصف مكثّف.
وأسفرت غارة على مدخل مستشفى كمال عدوان في شمال مدينة غزة، اليوم، عن سقوط عدد من القتلى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). واتّهمت حكومة "حماس" في بيان الجيش الإسرائيلي بارتكاب "انتهاك خطير" للقانون الإنساني الدولي.
مكامن "القسام"
أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، أنّها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة بعبوة أفراد وأجهزت على من تبقى منهم من مسافة صفر في منطقة الفالوجا، شمال قطاع غزة.
وفي بيت حانون شمال القطاع، استهدف عناصر "القسام" قوة إسرائيلية خاصة متحصنة داخل مبنى بقذيفة أفراد.
من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم أنّ "حماس" تحتجز جثث 15 شخصاً من بين الرهائن الذين اقتيدوا إلى القطاع إبان الهجوم المباغت الذي شنّته الحركة في السابع من تشرين الأول.
وقالت إسرائيل إنّها لا تسعى إلى إجبار المدنيّين الفلسطينيّين على مغادرة منازلهم بشكل دائم رغم اعترافها بأنّ الظروف في قطاع غزة المحاصر "صعبة".
"لا يوجد مكان آمن"
مع توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك نهاية الأسبوع عن قلقه لكون مئات الآلاف من سكان القطاع "محصورين في مناطق تتقلص مساحتها" باستمرار في جنوب القطاع. وأضاف: "لا يوجد مكان آمن في غزة".
في السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن منظمة الصحة العالمية تحذيرها من أنّ أعداد الوفيات بسبب الأمراض وانهيار النظام الصحي في غزة قد تكون أكثر من تلك الناجمة عن القصف الإسرائيلي.
كذلك، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر إلى حماية المدنيّين واحترام قوانين الحرب. وقالت خلال زيارة ميدانية لغزة إنّ مستوى المعاناة الإنسانية لا يطاق ومن غير المقبول ألّا يكون لدى المدنيّين مكان آمن في غزة.
وأشارت إلى غياب استجابة إنسانية كافية حالياً في ظلّ الحصار العسكري للقطاع.