النهار

"كلّ شيء سُحب"... أسرى فلسطينيّون محرّرون يروون ظروف احتجاز صعبة في سجون إسرائيل بعد حرب غزة
المصدر: أ ف ب
"كلّ شيء سُحب"... أسرى فلسطينيّون محرّرون يروون ظروف احتجاز صعبة في سجون إسرائيل بعد حرب غزة
أسير محرر يعانق أحد أقاربه خلال استقباله في رام الله بالضفة الغربية المحتلة عقب إطلاقه مع سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق رهائن إسرائيليين (1 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
روى فلسطينيون أفرج عنهم من سجون إسرائيلية مقابل رهائن إسرائيليين في إطار اتفاق هدنة لمدة أسبوع، ظروف احتجاز صعبة تدهورت أكثر بعد هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول.

وقالت ربى عاصي (23 عاما) التي أمضت قرابة عامين في السجون الإسرائيلية لصحافيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع، "الأوضاع في السجن صعبة جدا"، مضيفة أن الإسرائيليين سحبوا من المعتقلين بعد الهجوم "كل إنجازاتهم"، في إشارة الى المطالب التي "ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة"، مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها... "كلّ شيء سُحب".

وقتل 1200 شخص في إسرائيل في هجوم حماس، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية. وتردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة يترافق منذ 27 تشرين الأول بعمليات برية على الأرض. وقتل أكثر من 16200 شخص في القطاع المحاصر، معظمهم مدنيون، وفق حكومة حماس.

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول "حالة طوارىء" في السجون. ولم يعد في إمكان المعتقلين الخروج من زنزاناتهم، بينما تكثفت عمليات التفتيش.

- "ننام على الأرض" -
وذكر "نادي الأسير" الذي يتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي الى السجون توقفت أيضا. ولم يعلّق الصليب الأحمر على الموضوع.

وأضافت ربى عاصي "في سجن الدامون، سحب كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية... كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا مرات ننام جائعات". 

وتابعت "كنا ننام  على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار".

وأشارت الى أن عمليات التفتيش كانت تحصل "ونحن عاريات".

وقالت عاصي إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اعتقلت أواسط العام 2020 وحكمت بالسجن لمدة 21 شهرا بتهمة الانتماء لجمعية غير شرعية وإلقاء حجارة. وأطلق سراحها في أيار من العام 2022، قبل أن يعاد اعتقالها بعد أيام من الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس.

وأعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن لديها "شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة".

وتمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع على هذه الصور.

وتحدّث الناشط رمزي عباسي (36 عاما) المتحدر من القدس الشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في مقابل رهائن، لوكالة فرانس برس، عن "ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم. هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد السابع من تشرين الأول، ولا يتمّ تقديم أي علاج طبي لهم".

وحكم على عباسي في شهر نيسان بالسجن لمدة عام، وأمضى شهورا في سجن نفحة قبل أن يُنقل الى النقب.

وقال إن "سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام".

ولم تردّ مصلحة السجون الإسرائيلية على سؤال لفرانس برس عن أوضاع السجون.

وتشير "أمنستي" الى أشرطة فيديو يتمّ التداول بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها "جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين".

-  "انتقام" -
ونقلت المنظمة عن فلسطيني من القدس الشرقية قوله إن محتجزين أُجبروا على "الإشادة بإسرائيل وشتم حماس". إلا أن ذلك "لم يساعدهم على تجنب الضرب". 

وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية بيانا طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه "الهجمة الانتقامية" ضدهم.

وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، الى وفاة ستة سجناء في السجون الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ووصفوها ب"الإعدامات". وتحدثوا عن "تهديدات بالقتل داخل السجون".

وقالت مصلحة السجون إن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.

وسُلّط الضوء على المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد اقتياد حركة حماس عقب هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول قرابة 240 رهينة. وردّت إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزة. وتمّ التوصل بعد سبعة أسابيع من الحرب الى هدنة استمرت أسبوعا وتم خلالها تبادل 80 رهينة إسرائيلية مع 240 معتقلا فلسطينيا. كما أفرج خارج الاتفاق عن عدد آخر من الرهائن في قطاع غزة.

وبحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقل الجيش الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول 3580 فلسطينيا، ليصل عدد المعتقلين الفلسطينيين الإجمالي في السجون الإسرائيلية الى 7800.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium