النهار

الجيش الإسرائيلي يحاصر خان يونس وسط معارك عنيفة... الفلسطينيّون في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم"
المصدر: أ ف ب
الجيش الإسرائيلي يحاصر خان يونس وسط معارك عنيفة... الفلسطينيّون في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم"
صورة ملتقطة من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، تظهر الدخان يتصاعد خلال القصف الإسرائيلي على غزة (6 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
نفّذ الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عمليات قصف جديدة دامية على مدينة خان يونس المحاصرة في جنوب قطاع غزة حيث يحاول السكان الاحتماء من القصف والاشتباكات على الأرض وهي الأعنف منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة حماس.

وقال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في مؤتمر صحافي في جنيف الأربعاء، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم".

وقال تورك إنه بعد شهرين على "الهجمات المروّعة التي نفّذتها حماس ومجموعات فلسطينية مسلّحة أخرى على إسرائيل... ما زال المدنيون في غزة يتعرّضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي".

ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وكانت شوارع مدينة خان يونس التي قال الجيش الإسرائيلي إنه يحاصرها شبه خالية الأربعاء، بينما كان يمكن سماع أصوات الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي حماس والجنود الإسرائيليين، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس في المنطقة. وتواصل تدفّق القتلى والجرحى إلى المستشفيات، لا سيما الى مستشفى ناصر، المستشفى الأكبر في جنوب قطاع غزة.

وشوهد آلاف المدنيين يفرّون من المنطقة مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات محمّلة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.

وقال حسن القاضي لفرانس برس "نحن في وسط منطقة خان يونس. هذه المنطقة كلّها مدنيون وليس فيها مسلحون. هناك أطفال تائهون يبحثون عن عائلاتهم".

وأضاف "نحن نريد أن نفهم، إذا كانوا يريدون قتلنا، فليجمعونا في مكان ويبيدونا (...) نحن لسنا مجرد أرقام نحن بشر".
 

أ ف ب
- مستودع أسلحة -
وواصل الجيش الإسرائيلي الأربعاء قصف كل القطاع الفلسطيني وأعلن اكتشافه في الشمال "بين المدنيين" قرب عيادة ومدرسة "أحد أكبر مستودعات الأسلحة" في كل قطاع غزة.

ويحتوي هذا المستودع على مئات قاذفات الصواريخ وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات والعبوات الناسفة وصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى وسط إسرائيل وعشرات القنابل اليدوية والمسيّرات، بحسب الجيش.

وقال الجيش "هذا دليل آخر على استخدام حماس سكان قطاع غزة دروعا بشرية".

وأكّد من جهة أخرى أنه قتل حتى الآن "نصف قادة الألوية" التابعة لحماس.

ووصل فادي أشي وهو من سكان مدينة غزة إلى رفح بعد رحلة شاقة سيرا على الأقدام. وقال الرجل "لم تتوافر سيارات أو أي وسيلة نقل أخرى"، "لجأنا إلى ثمانية أو تسعة منازل قبل الوصول إلى هنا".

وبدأ الهجوم البري الإسرائيلي في 27 تشرين الأول ضد حماس في شمال قطاع غزة لكن الجيش الإسرائيلي وسّع نطاق عملياته لتشمل القطاع برمته بعد شهرين تقريبا على بدء الحرب التي سببها هجوم دام شنته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي.

وقتل في إسرائيل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين في هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية. وقتل 83 جنديا في المعارك في قطاع غزة.

وقتل في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 16248 شخصا منذ بدء الحرب، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس.

وتفيد إسرائيل أن 138 رهينة اقتيدوا إلى قطاع غزة في يوم الهجوم لا يزالون محتجزين بعد الإفراج خلال الهدنة عن 105 رهائن من بينهم 80 إسرائيليا أفرج عنهم مقابل إطلاق الدولة العبرية سراح 240 معتقلا فلسطينيا من سجونها.

ووجّه الجيش الإسرائيلي الأربعاء "دعوة عاجلة" الى الصليب الأحمر للتدخل "للوصول إلى الرهائن المحتجزين لدى حماس".

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان "بينما يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته لتفكيك حماس في غزة، لم نتخل... عن مهمتنا المتمثلة في إعادة الرهائن إلى الوطن".

من جهتها، دانت مديرة منظمة اليونيسف الأربعاء "العنف الجنسي" الذي ارتكب ضد إسرائيليات في 7 تشرين الأول الماضي، وهو موقف اعتبرته إسرائيل متأخرا وغير كاف لأنه لم يذكر، وفقا لها، مرتكبيها مقاتلي حماس.

وقال الناطق باسم الحكومة إيلون ليفي "هناك روايات قدمها شهود وأدلة جنائية عن عمليات اغتصاب واغتصاب جماعي وميل جنسي إلى الأطفال وحتى مجامعة جثث (...) إنه أمر لا يغتفر أن يختار البعض إنكار جرائم حماس أو التقليل من شأنها".
 

أ ف ب
- "لا يوجد مكان آمن" -
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي توزّع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريبا إلى خان يونس والوصول إلى المناطق الواقعة شمالا غير ممكن.

ويلقي الجيش الإسرائيلي يوميا على خان يونس منشورات تحذّر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم. إلا أن الأمم المتحدة التي قدّرت أن 28% من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، تعتبر أنه "من المستحيل" إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل.

وتفيد الأمم المتحدة أن 1,9 مليون شخص أي 85% من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب في قطاع غزة حيث تعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.

وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث في بيان "لا مكان آمنا في قطاع غزة، لا المستشفيات ولا الملاجئ ولا مخيمات اللاجئين. ولا الأطفال ولا الطواقم الطبية ولا الطواقم الإنسانية. هذا الاستهزاء الصارخ بأسس الإنسانية يجب أن يتوقف".

وقالت مصادر في حركتَي حماس والجهاد الإسلامي لوكالة فرانس برس الأربعاء إن مقاتليهما يواجهون القوات الإسرائيلية في محاولة لمنعهم من دخول خان يونس والمناطق الواقعة في شرق المدينة وكذلك إلى مخيمات اللاجئين القريبة.

وبحسب حكومة حماس، أسفر قصف مدفعي عن سقوط "عشرات القتلى والجرحى" ليل الثلثاء الأربعاء في العديد من القرى في شرق خان يونس.

من جهتها، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن غارات دامية أخرى استهدفت مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة وفي جباليا إلى الشمال، فيما نقلت 73 جثة خلال 24 ساعة إلى مستشفى الأقصى في دير البلح في وسط القطاع.

ودوت صفارات الإنذار في إيلات في الطرف الجنوبي من إسرائيل، للتحذير من عمليات إطلاق صواريخ أرض-أرض باتجاه إسرائيل اعترضتها الدفاعات الجوية بحسب الجيش.
 

أ ف ب
- قتيلان في لبنان -
ويتواصل التصعيد على خلفية الحرب في قطاع غزة، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية مع قصف متبادل يوميا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وقتل شخصان الثلثاء أحدهما جندي في الجيش اللبناني في ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان، على ما أفاد الجيش اللبناني في بيان والوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف منشأة لحزب الله. وقال عبر منصة "إكس"، "الجيش اللبناني لم يكن هدف الضربة"، معربا عن "اسفه للحادث".

وندّدت فرنسا الأربعاء بالقصف الإسرائيلي الذي أودى بالجندي اللبناني.

في شمال الضفة الغربية المحتلة التي تشهد أيضا تصعيدا كبيرا في أعمال العنف منذ بدء الحرب، قُتل ثلاثة فلسطينيين الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، تصاعدا في التوترات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول.

ومنذ ذلك التاريخ، قتل أكثر من 255 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية

على الصعيد الديبلوماسي، أجرى وزيرا خارجية الصين والولايات المتحدة وانغ يي وأنتوني بلينكن مباحثات هاتفية الأربعاء تناولت الحرب في غزة واتفقا على ضرورة خفض التصعيد، بحسب سلطات البلدين.

الكلمات الدالة
إعلان

اقرأ في النهار Premium