بصوت واثق، تحدثت ريفان أحمد عن الألم والخوف الذي يختبره أطفال ليبيا ممن عانوا هول الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة لدى توجهها إلى قادة العالم لتناشدهم التحرك على نحو عاجل لوقف ما أسمته "الانهيار المناخي" الذي يهدد حاضر الأطفال ومستقبلهم.
ريفان هي واحدة من بين أربعة من سفراء منظمة الأمم المتحدة للطفولة الذين تراوحت أعمارهم بين 13 و16 عامًا تحدثوا خلال لقاء مع صحافيين نظمته اليونيسف على هامش مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية حول المناخ المنعقد في دبي، عما يواجهه أطفال بلدانهم جراء الظواهر المناخية المتطرفة التي "تجرف مدارس الأطفال وألعابهم"، مؤكدين أن "أزمة المناخ هي أولًا وقبل كل شيء أزمة حقوق الأطفال، وعلى صناع القرار أن يتخذوا إجراءات عاجلة للحد من تغير المناخ على الأطفال".
قالت ريفان (13 عاما) "بعد كوارث الفيضانات والزلازل والحرائق، أنا أسميه الانهيار المناخي... في ليبيا، كان كل شيء طبيعيًا وفي لحظة انهار كل شيء. هطل المطر وجرف الأطفال وألعابهم وأهلهم وأصدقاءهم. واليوم وبعد ثلاثة أشهر يخاف الأطفال عندما يسمعون صوت المطر لأنه يذكرهم بتلك الليلة الرهيبة".
تعرضت مدينة درنة شرق ليبيا في العاشر من أيلول إلى فيضانات مدمرة بعد أن اجتاحت العاصفة "دانيال" المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط وجرفت الفيضانات الناتجة عنها السدود الرئيسية إلى جانب أحياء بأكملها، ما تسبّب في مقتل وجرح وفقدان الآف من سكان المدينة. ورأى خبراء أن ارتفاع حرارة البحار والفوضى السياسية وتهالك البنى التحتية فاقمت تبعات الفيضانات.
- ماذا سيحدث لنا؟ -
وروى إيمانويل جيديسا (16 عاما) القادم من الكونغو الديموقراطية، أنه عندما ضربت فيضانات كينشاسا "غادرت أنا وعائلتي منزلنا في منتصف الليل بعد أن ملأته المياه. بقي إخوتي وأخواتي الصغار مستيقظين طوال الليل شبه عراة في البرد والمطر، يبكون".
ولقي أكثر من 160 شخصا مصرعهم في أسوأ فيضانات اجتاحت كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ سنوات، في مثل هذا الوقت من السنة الماضية.
عن مدغشقر، قال لوفا (13 عاما) خلال اللقاء "في بلدي، مدغشقر، لدينا أعاصير كل عام. الأعاصير تدمّر الكثير من المنازل والمدارس. إذا دُمّرت مدارسنا، إذا دُمّرت بيوتنا، إلى أين سنذهب، ماذا سيحدث لنا؟".
وأكدت ريفان وزملاؤها أنهم يحلمون بغد يمكنهم فيه "الحصول على المياه، وهي حق أساسي، وعلى الأمن الغذائي، والذهاب إلى المدرسة من دون أن يقلقوا بشأن الفيضانات والعواصف أو موجات الحر".
وتؤكد اليونيسيف أن مليار طفل معرضون بشدة لتأثيرات أزمة المناخ ودعت قادة العالم والمجتمع الدولي إلى "ضمان وضع حقوق الطفل في مكانة بارزة ضمن النتائج الرئيسية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين".
- مليار طفل -
وقالت المنظمة إن "أجساد الأطفال وعقولهم ضعيفة أمام التلوث والأمراض الفتاكة وظواهر الطقس المتطرفة، وهم يتأثرون بشكل غير متناسب بآثار الكوارث والتدهور البيئي وأزمة المناخ. ومع ذلك، فإن احتياجاتهم ووجهات نظرهم تكاد تكون غائبة تمامًا في السياسات والإجراءات والاستثمارات المتعلقة بالمناخ على جميع المستويات".
ويتفاوض مندوبو نحو 200 دولة في دبي للتوصل إلى اتفاق، نظريا بحلول 12 كانون الأول، ولكن الآراء ما زالت متباينة والخيارات المطروحة عديدة، بشأن الوقود الاحفوري الذي يعد السبب الرئيسي للاحترار العالمي.
وقالت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" بدورها في منشور على صلة بأزمة المناخ "لدى زعماء العالم الفرصة لوضع الأطفال في المقام الأول في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ هذا العام من خلال منحهم مقعدًا على الطاولة عند اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهم".
وأضافت "بدون معالجة الأزمة بشكل مباشر، سيتحمّل أطفال اليوم العبء الأكبر، لا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر عرضة للتهديد في العالم".