النهار

الساعات الأخيرة من مؤتمر كوب28 للمناخ... الوقود الأحفوري في قلب المواجهة
المصدر: أ ف ب
الساعات الأخيرة من مؤتمر كوب28 للمناخ... الوقود الأحفوري في قلب المواجهة
ممثلون للسكان الأصليين في العالم يتكلمون خلال الجلسة العامة للشعب في مؤتمر كوب28 بدبي (11 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
يدافع مفاوضو أكثر من مئة دولة، الثلثاء، في اليوم الأخير من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي، عن "خطوطهم الحمراء" ويكشفون عن التنازلات التي هم على استعداد أن يقدّموها لتجنّب فشل التوصل إلى إجماع على اتفاق حول مستقبل الوقود الأحفوري.

ولكن انقضى الموعد النهائي الذي حدده في الحادية عشرة (السابعة ت غ) من الثلثاء رئيس مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب28) الإماراتي سلطان الجابر، بدون التوصل إلى اتفاق، كما توقع الكثير من المفاوضين.

اقترحت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر الاثنين مسودة اتفاق جديدة اعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول الجزرية الصغيرة وعدد كبير من دول أميركا الجنوبية، ضعيفة للاستجابة للأزمة المناخية.

في المقابل، تتمسك السعودية وحلفاؤها الدول المصدّرة للنفط بموقفهم الرافض لأي نصّ يتضمن التخلي عن الوقود الأحفوري.

وقال ماجد السويدي المدير العام لمؤتمر المناخ إن العمل جارٍ على صياغة مسودة اتفاق جديدة، موضحًا للصحافيين "كنا نتوقع ذلك... كان الهدف من النص هو إطلاق مناقشات".

وأضاف "نعرف منذ فترة طويلة أن الصيغ المتعلقة بالوقود الأحفوري معقدة والمواقف معقدة"، مؤكدًا أن الآن بات الجميع يعرف "الخطوط الحمراء" الحقيقية لمختلف الدول.

وتترك الوثيقة التي اقترحها الجابر رئيس شركة النفط والغاز الإماراتية "أدنوك"، للدول الحرية في اختيار طريقتها "لخفض" استهلاك الوقود الأحفوري وانتاجه.

- "فقدان الثقة" -
والنصّ المؤلف من 21 صفحة لم يعد يحدد أي هدف مشترك "للتخلي" عن النفط والغاز والفحم، كما كانت تضمّنت النسخ السابقة منه.

وقال المفوض الأوروبي للمناخ فوبكي هويكسترا "هناك مجموعة كبيرة، كبيرة جدًا من البلدان، وحتى غالبية ضخمة تريد إعلاء سقف الطموح".

وقالت الناشطة الأوغندية فانيسا ناكاتي "إذا فشل القادة في معالجة السبب الجوهري لأزمة المناخ بعد 28 عامًا من عقد مؤتمرات مناخ، فإنهم لا يخذلوننا فحسب، بل يتسببون في فقدان الثقة في عملية كوب برمّتها".

يواصل المندوبون الأوروبيون المشاورات، فيما يبحث سائر الديبلوماسيين والوزراء الذين وصلوا الليل بالنهار عن سبل تمكنهم من إحراز تقدم والتوصل إلى صيغة تتضمن قدرًا أكبر من الإلزام لكن أيضًا مقبولًا لأكبر عدد من الأطراف.

ويُتوقع صدور مسودة اتفاق جديدة الثلثاء، وفق مندوبين أعربوا عن أملهم في إصدار النسخة الجديدة مساء.

لكن يبدو أن سلطان الجابر لن يتمكن من تحقيق وعده بتبني اتفاق تاريخي يدعو إلى الاستغناء عن النفط والغاز الفحم، في الذكرى الثامنة لإبرام اتفاق باريس في 2015.

- "تفكير عنصري واستعماري" -
لكن السؤال الأهمّ لا يزال مطروحًا: كيف يمكن إقناع دول الخليج، في حين أن تبني أي قرار في نهاية المؤتمر يتطلّب إجماع كافة الأطراف.

 خلال مؤتمر الطاقة العربي المنعقد في الدوحة، شنّ وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك هجومًا على الدول التي تدعو إلى التخلي عن الوقود الأحفوري. 

وقال "أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنغ اوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة بهذه الشراسة".

وأضاف البراك "هذا التفكير العنصري والاستعماري المرفه عندما يمتد ليشمل اقتطاع أجزاء مهمة من اقتصاداتنا في المنطقة التي يعتمد عليها مستقبلنا شيء مرفوض تماما". 

من جانبه، قال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني إنه من غير الممكن الاستغناء عن استخدام النفط، مؤكدا أن "الوقود الاحفوري سيبقى هو المصدر الرئيس للطاقة  في كل العالم".

وأشارت بعض الدول الأكثر تأييداً لـ"التخلي" عن النفط إلى أنها مستعدة للتضحية بهذه الكلمة مقابل التزامات كبيرة.

وقال وزير المناخ الدنماركي دان يورغنسن الثلثاء: "لست متمسّكًا بكلمة واحدة، لكنني أصر على أن معنى هذه الصيغة، مهما كان في النهاية، يجب أن يكون طموحاً للغاية".

كما أكد وزير المناخ الكندي ستيفن غيلبولت أثناء الليل أن "صيغًا أخرى تم اقتراحها وسنكون مهتمين للغاية لإلقاء نظرة عليها".

وعلى سبيل المثال، جمعت صيغة ظهرت في نسخ سابقة من النصّ، في الجملة نفسها بين تطوير مصادر الطاقة المتجددة واستبدال الوقود الأحفوري.

- "لا نحارب الصين" -
وتذكّر هذه الصيغة بإعلان مشترك أصدرته في تشرين الثاني الولايات المتحدة والصين، الدولتان المسؤولتان عن 41% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

لم يصدر عن الصين أي تعليق رسمي منذ صدور المسودة الأخيرة للاتفاق مساء الاثنين لكنّها لا تُعتبر عقبة أمام مسار التوصل إلى حلّ وسط.

وقال مفاوض أوروبي "لا أقول إن الصين تحارب معنا لكننا لا نحارب الصين".

وهناك تحدٍ آخر تحدث عنه العديد من الدول الأقل نموًا هو اقتراح مسارات مختلفة في النص لانتقال البلدان، وفقًا لإمكاناتها.

وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه "بالطبع يمكننا قبول أن هناك صيغًا تذكّرنا بأننا لا ننطلق جميعاً من النقطة نفسها، وبأنه قد ينبغي على الدول المتقدمة، الدول التي تمتلك الوسائل، أن تكون أول من يبذل جهودًا ".

وأكدت وزيرة البيئة الكونغولية أرليت سودان نونولت أنه "يجب أن يكون الأمران مرتبطين بشكل جوهري".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium