النهار

إسرائيل تؤكّد مواصلة الحرب على غزة رغم الضغوط الدوليّة... أكثر من 18600 قتيل فلسطيني والنازحون يعانون "ظروفاً كارثيّة"
المصدر: أ ف ب
إسرائيل تؤكّد مواصلة الحرب على غزة رغم الضغوط الدوليّة... أكثر من 18600 قتيل فلسطيني والنازحون يعانون "ظروفاً كارثيّة"
فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة (13 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين، الأربعاء، أن حرب غزة ستتواصل "مع الدعم الدولي أو بدونه" في وقت يكّثف حلفاء الدولة العبرية الضغوط عليها لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.

ومع دخول الحرب شهرها الثالث، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 18600 من الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال. 

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن العديد من الأشخاص في ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

ومساء الثلثاء، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتا من أصل 193 قرارا غير ملزم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة حيث تسببت الحرب في إغراق مئات الآلاف من الفلسطينيين في وضع إنساني يائس.

ورغم التصويت، تواصل القصف الجوي والقتال البري طوال الليل في أنحاء قطاع غزة، خصوصا في خان يونس ورفح في الجنوب وفي مدينة غزة في الشمال، وفق ما أفاد مراسلون في وكالة فرانس برس.

في الأثناء تساقطت أمطار على مختلف أنحاء القطاع وهبطت درجات الحرارة، ما فاقم مصاعب الكثيرين ممن تركوا منازلهم ويقيمون حاليا في خيام موقتة مع نقص في الإمدادات الحيوية من الطعام ومياه الشرب والأدوية والوقود.

وجلس أمين عدوان (58 عاما) في خيمة بجانب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط القطاع) موضحا "ذهبنا لنشتري غطاء من النايلون، لم نجد في السوق" بعد غرق خيمته.

دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الأربعاء يومها الثامن والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة. أسفر الهجوم عن سقوط 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما احتُجز حوالى 240 رهينة.
 
أ ف ب
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية تشرين الثاني إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.

ومساء الثلثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية. وبحسب الجيش، لا يزال 135 رهينة أحياء أو قتلى في قطاع غزة. 

تعهّدت إسرائيل ب"القضاء" على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 وتصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة "إرهابية".

وبالإضافة إلى القصف الجوي المدمّر، يشنّ الجيش هجوما بريا في قطاع غزة تركّز بداية في الشمال حيث سيطر على قطاعات عدة، ثم امتد إلى بقية أنحاء المنطقة.

- "معاناة مستمرة" -
والثلثاء، صوّتت إسرائيل والولايات المتحدة ضد القرار الذي تم تبنيه في الأمم المتحدة ولا يدين حماس.

ورغم دعمه القوي لإسرائيل، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمعارضتها حل "الدولتين" مع الفلسطينيين، وحذّر من خسارة الدعم الدولي لحربها.

وفي خطابه، أكّد الرئيس الأميركي أنّه "ليس هناك أيّ شكّ في ضرورة القضاء على حماس".

وخلال تجمع لجمع تبرّعات لحملته الانتخابية في واشنطن، قال بايدن إنّ إسرائيل تحظى اليوم بدعم "أوروبا" و"معظم دول العالم" بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس عليها انطلاقاً من غزة.

وأضاف "لكنّهم (الإسرائيليون) بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي".

والأربعاء، أعلن البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي جيك ساليفان سيزور إسرائيل الخميس والجمعة. وسيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و"حكومة الحرب" الإسرائيلية، وكذلك الرئيس إسحاق هرتسوغ.

كما أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأربعاء مجموعة عقوبات جديدة على مسؤولين في حماس وأشخاص مرتبطين بها، مؤكدتين أنّهما تريدان مكافحة تمويل الحركة الإسلامية.

وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب في قطاع غزة حيث نزح 85% من السكان البالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة، فيما شبّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه "جحيم على الأرض".
 
أ ف ب
وفي قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ العام 2007 وحصار كامل منذ التاسع من تشرين الأول، أسفر القصف الأخير عن مقتل أكثر من 50 شخصا ليل الثلثاء الأربعاء في مدينة غزة وخان يونس ورفح، وكذلك في النصيرات ودير البلح (وسط)، بحسب وزارة الصحة.

- لا وقت ولا خيارات-
وبعد الفرار من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر والتي تحوّلت إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

وقال "أوتشا" إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح "يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها (...) كما أن غياب المراحيض يزيد من خطر انتشار الأمراض" خصوصا عندما تسبب الأمطار فيضانات.

وقال الفلسطيني إيهاب أبو جوف (23 عاما) "غمرت المياه كل الخيم. لا نعرف ماذا نفعل. الظروف هنا صعبة جدا".

ورغم وجود هؤلاء النازحين في المكان، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف رفح حيث أسفرت عمليتا قصف على منزلين عن مقتل 24 شخصا الثلثاء، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وفي جنيف، أكد لازاريني أنّ سكان قطاع غزة"لم يعد لديهم الوقت أو الخيارات".

وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين "في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه (الفلسطينيون) أحلك فصل في تاريخهم منذ العام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم".
 
أ ف ب
"أين الأمن في رفح؟" -
وقال توفيق أبو بريق، أحد الناجين من بين الأنقاض "هم (الجيش الإسرائيلي) بأنفسهم قالوا إن الجنوب آمن، رفح آمنة. أين الأمن في رفح؟ كل يوم هناك قصف على رفح".

وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الثلثاء إلى اقتحام القوات الاسرائيلية مستشفى كمال عدوان في غزة حيث يوجد 65 مريضا و45 عاملا صحيا، بعد أيام من الحصار. 

وأكّدت حماس على تلغرام أن الجيش الإسرائيلي "اعتقل مدير المستشفى واقتاده إلى جهة مجهولة خارج المستشفى". إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد ذلك لكنّه يتّهم حماس بانتظام باستخدام مستشفيات ومدارس ومساجد منشآت عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وبحسب "أوتشا"، دخلت إلى قطاع غزة مئة شاحنة محملة بالمساعدات عبر معبر رفح منذ مساء الاثنين، بالإضافة إلى 120 ألف لتر من الوقود، وهي مساعدات تبقى بحسب المكتب أقل بكثير من الحاجات.

وفي إطار الحصار التي تفرضه على غزة، تتحكّم إسرائيل في دخول المساعدات الدولية إلى القطاع عبر معبر رفح. وبسبب القتال، يصعب نقل هذه المساعدات إلى ما بعد رفح.

وقد أعادت الحرب إشعال الجبهة مع حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية لإسرائيل وتسببت في اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 حيث قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين الثلثاء بحسب السلطة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء إنها "تؤيد" فرض عقوبات على "المتطرفين" من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة، مندّدة أمام البرلمان الأوروبي ب"تصاعد" أعمال العنف التي يمارسونها والتي اعتبرت أنها تهدد استقرار المنطقة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium