رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، الجمعة، أن احتلال إسرائيل لغزة على المدى الطويل ليس أمرا "صائبا"، مع تزايد التكهنات حول مستقبل القطاع في أعقاب الحرب التي تخوضها الدولة العبرية ضد حركة حماس.
وقال ساليفان للصحافيين في تل أبيب "لا نعتبر أنه من المنطقي، أو من الصواب بالنسبة لإسرائيل، أن تحتل غزة، أو تعيد احتلال غزة على المدى الطويل".
وأوضح بعد اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى "في نهاية المطاف، يجب أن تنتقل السيطرة على غزة وإدارتها وأمنها إلى الفلسطينيين".
والولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي اندلعت في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية. كما تم أخذ نحو 240 شخصا رهينة.
ومذّاك أسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن مقتل ما يناهز 18800 فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحّة التابعة للحركة.
وقال ساليفان إن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان على أن الحرب ستستمر لأشهر أخرى، في حين هناك "مناقشات مكثفة" حول المراحل المستقبلية للصراع وتداعياته.
وأكد أنه "سيكون هناك انتقال إلى مرحلة أخرى من هذه الحرب، مرحلة تركّز بطرق أكثر دقة على استهدف قيادة (حماس) وعلى عمليات تعتمد على الاستخبارات" ضد الحركة المسلحة، بدون أن يحدد إطارا زمنيا لذلك.
وفي تصريحات منفصلة أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن واشنطن وإسرائيل ناقشتا "تغييرا في التركيز" من قصف واسع النطاق إلى عمل "عسكري محدد الهدف ضيق" النطاق.
وسيركز الخيار الثاني على "أهداف ذات أهمية كبيرة وبنى تحتية عسكرية محددة" حسبما قال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه.
واقترحت واشنطن أن تؤدي السلطة الفلسطينية بعد الحرب، دورا في حكم قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ 2007، على الرغم من الشعبية المتراجعة للسلطة، ومقرها مدينة رام الله، في أوساط الفلسطينيين.
وقال ساليفان "نعتقد أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى تجديد وتنشيط وتحديث في ما يتعلق بأسلوب حكمها، وتمثيلها للشعب الفلسطيني".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اشاد بعد لقائه ساليفان الخميس ب"الدعم الأميركي لإسرائيل الذي يتمثل بتزويد الجيش الاسرائيلي بالأسلحة والذخائر، وصد المحاولات في الأمم المتحدة لوقف القتال، والدعم لإعادة مختطفينا"، بحسب بيان عن مكتبه.
وأضاف البيان "كما تمت مناقشة التهديدات التي يشكلها حزب الله في الشمال و(اليمنيون) الحوثيون في الجنوب وسبل التعامل مع هذه التحديات التي تشكل مع حماس، جزءا من محور الشر الإيراني".
وشدد ساليفان خلال زيارته لإسرائيل على أن الحوثيين في اليمن يشكلون "تهديداً ملموسا لحرية الملاحة"، في أعقاب هجمات طاولت سفن شحن تجارية في البحر الأحمر دعما للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة.
وأكد أن "الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومع شركاء من المنطقة ومن جميع أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد"، معتبرا أن الحوثيين اليمنيين "يضغطون على الزناد (...) لكن إيران تسلّمهم السلاح".