أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الثلثاء، أن خمسة سوريين، بينهم امرأة وطفلان، قتلوا في ضربات جوية شنها الجيش الأردني قرب الحدود الاردنية- السورية على مواقع تنطلق منها عمليات تهريب المخدرات باتجاه المملكة.
وقال المرصد ومقره في بريطانيا "قتل 4 أشخاص بينهم سيدة وطفلان في غارات جوية نفذها الطيران الحربي الأردني مساء أمس، استهدفت مزرعة في بلدة ذيبين بريف السويداء الجنوبي، بالقرب من الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى تدمير المزرعة بشكل كامل ونفوق عدد كبير من المواشي".
وأوضح المرصد الذي يملك شبكة واسعة من المصادر في سوريا أن "الطيران الحربي الأردني نفذ سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مناطق تنطلق منها عمليات تهريب تجار المخدرات المقربين من حزب الله اللبناني والأجهزة الأمنية السورية".
وأشار الى مقتل شخص خامس قائلا إن "إحدى الضربات على منطقة صلخد بريف السويداء أدت إلى مقتل تاجر المخدرات ناصر فيصل السعدي المقرب من حزب الله اللبناني والأجهزة الأمنية للنظام السوري".
من جهته، أعلن الجيش الأردني مقتل وإصابة وإعتقال عدد من مهربي المخدرات السوريين خلال إشتباكات عند الحدود الأردنية السورية.
وأكد مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان ان ذلك حدث "خلال الاشتباكات المستمرة ما بين قوات حرس الحدود الأردنية والمجموعات المسلحة على الحدود الشمالية (مع سوريا) منذ فجر الاثنين".
وأوضح ان "مهربي المخدرات التسعة الذين ألقي القبض (..) عند الحدود الشمالية يحملون الجنسية السورية".
ونشر الجيش على موقعه الألكتروني صور المعتقلين واسلحة ومخدرات تم ضبطها.
وأوضح المصدر نفسه "وقع عدد من الاصابات بين أفراد قوات حرس الحدود الأردنية (..)وحالتهم الصحية بين الخفيفة والمتوسطة".
وكان وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي حذر خلال لقاء جمعه مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء في جنيف من "استمرار محاولات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن".
وأكد في 3 تموز خلال لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد على ضرورة التعاون لمواجهة تهريب المخدرات عند الحدود.
وقد وقعت ثلاثة اشتباكات مماثلة الأسبوع الماضي أدى احدها الى مقتل عنصر في حرس الحدود الأردنيين واصابة آخر ومقتل عدد من المهربين، فيما أسفر اشتباكان آخران عن مقتل أربعة مهربين وإصابة آخرين.
ويكافح الجيش الأردني عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومخدّرات، لا سيّما حبوب الكبتاغون، برّا من سوريا التي تشهد منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ويقول الأردن الذي يستضيف نحو 1,6 مليون لاجئ سوري، إن عمليات التهريب هذه باتت "منظمة" وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع الاردن لإستخدام سلاح الجو غير مرة لضرب هؤلاء وإسقاط طائراتهم المسيرة.
وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011. إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.