للمرة الأولى منذ عقود، غابت مغارة عيد الميلاد أمام كنيسة المهد هذا العام، وحلّ محلّها رمز إلى المذبحة التي يتعرّض لها مواطنو غزة، بتمثالَين رماديَّين للسيدة العذراء ويوسف وسط أنقاض وخلف أسلاك شائكة.
في هذه المدينة، مهد يسوع المسيح وفقاً للتقاليد المسيحية، ألغت البلدية الفلسطينية جزءاً كبيراً من احتفالات عيد الميلاد وسادت أجواء من الحزن.
روح عيد الميلاد غائبة
قال الفلسطيني المسيحي فادي الصايغ، الذي أمضى ليلة الميلاد في قسم غسيل الكلى في أحد مستشفيات خان يونس، حيث كثّفت اسرائيل عملياتها في الأيام الأخيرة: "في الحرب لا أحد يشعر بروح الأعياد".
وأضاف هذا اللاجئ الذي بات بعيدا من عائلته المتبقية في مدينة غزة: "كان يجب أن نكون نصلّي الآن ونزور الأماكن المقدسة لكنّنا تحت القصف والحرب، لا يوجد فرحة للعيد، لا شجرة ميلاد، لا زينة، لا عشاء عائلي ولا احتفالات"، مؤكداً أنّه "أصلي كي تنتهي الحرب بأسرع وقت".
من جهته، قال بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا ،الذي حضر للاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية، وهو يضع كوفية سوداء وبيضاء حول عنقه: "يجب أن نوقف هذه الأعمال العدائية ونطوي الصفحة".
وقالت الطالبة نيكول نجار (18 عاماً): "من الصعب جدّاً أن نحتفل بأي مناسبة وشعبنا يموت".
وكان البابا فرنسيس قد ندّد، خلال قداس عيد الميلاد في روما، ليل الأحد، بـ"منطق الحرب الخاسر"، قائلاً: "قلبُنا هذا المساء في بيت لحم".