يأفل عام 2023 والحرب في غزّة على أشدّها، وسط استمرار المجازر الإسرائيلية واحتدام المعارك البرية في القطاع.
وفي أحدث التطورات الميدانية، أفاد سكان في القطاع بأنّ إسرائيل نفّذت هجمات عنيفة بالطائرات والدبابات على مدينة خان يونس، ليل الجمعة، بعد ورود أنباء عن مقتل نحو 200 شخص خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وقال بعض السكان إنّ صوت إطلاق النار يشير إلى قتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي "حماس" في خان يونس. كما أفاد مسعفون وصحافيون فلسطينيون بأنّ الطيران الإسرائيلي نفّذ أيضاً سلسلة غارات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وتقصف القوات الإسرائيلية مدينة خان يونس استعداداً لمزيد من التوغل المتوقع في المدينة الجنوبية الرئيسية التي سيطرت على مساحات منها في أوائل كانون الأول.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنّ "القوات وصلت إلى مراكز قيادة حماس ومستودعات الأسلحة". ولفت الجيش الإسرائيلي أيضاً إلى أنّه "دمّر مجمع أنفاق في قبو أحد منازل يحيى السنوار"، قائد "حماس" في مدينة غزة.
وبعد مرور 12 أسبوعاً على عملية "طوفان الأقصى"، وإطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، حوّل الجيش الإسرائيلي مناطق كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض، بينما يواصل "هدفه الحربي المزعوم والمتمثّل في القضاء على المسلحين".
ونزح جميع سكان القطاع تقريباً البالغ عددهم 2,3 مليون شخص من منازلهم مرة واحدة على الأقل، في وقت ينزح الكثيرون الآن للمرة الثالثة أو الرابعة، وكثيراً ما يلوذون بخيام بدائية أو يتكدسون أسفل ألواح من القماش المشمع والبلاستيك في العراء.
وفي آخر حصيلة لأعداد الضحايا، أعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل 187 فلسطينيّاً في غارات إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 21,507، أي نحو واحد في المئة من سكان القطاع، ويُخشى أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت أنقاض الأحياء المدمّرة.
مقتل صحافي فلسطيني
قال مسؤولون في قطاع الصحة وصحتفيون إنّ صحافيّاً فلسطينيّاً يعمل في "قناة القدس" الفضائية قُتِل مع عدد من أفراد عائلته في غارة إسرائيلية على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبهذا يرتفع عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قٌتِلوا في الحرب الإسرائيلية إلى 106، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقالت لجنة حماية الصحافيين، الأسبوع الماضي، إنّ الأسابيع العشرة الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة كانت الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين، حيث قُتل أكبر عدد من الصحافيين في عام واحد في مكان واحد.
وكان معظم الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قتلوا في الحرب من الفلسطينيين. وقال تقرير "لجنة حماية الصحافيين"، ومقرّها الولايات المتحدة، إنّها "تشعر بقلق خاص إزاء النمط الواضح لاستهداف الصحفيين وعائلاتهم من قبل الجيش الإسرائيلي".
إسرائيل "تساعد" في إيصال اللقاحات إلى غزة
أعلنت إسرائيل، أمس الجمعة، أنّها "سهّلت" دخول 49130 جرعة لقاح، وهو ما يكفي لتطعيم ما يقرب من 1,4 مليون شخص ضد الأمراض بما في ذلك شلل الأطفال والسل والتهاب الكبد والدفتيريا والكزاز (التيتانوس) والسعال الديكي والتهاب السحايا.
وجاء في بيان صادر عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع تقوم بالتنسيق مع الفلسطينيين، أنّه تم تنسيق عملية نقل اللقاح مع اليونيسف من أجل منع انتشار المرض في القطاع.
ويعتمد قطاع غزة بشكل شبه كامل على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية من الخارج، في وقت تُغلِق إسرائيل جميع منافذ الوصول إليه باستثناء الطرف الجنوبي. وتقول الهيئات الدولية إنّ الإمدادات التي يُسمح بدخولها من خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية ليست "سوى نزر يسير من الاحتياجات الهائلة للقطاع".
والأسبوع الماضي، رضخت إسرائيل للضغوط الدولية لفتح معبر ثانٍ قالت إنّه سيضاعف عدد شاحنات الإمدادات يوميّاً إلى 200، لكن الأمم المتحدة لفتت إلى أنّ 76 شاحنة فقط تمكنت من الدخول يوم الخميس مقارنة مع 500 في وقت السلم.
وذكر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس الجمعة، أنّ الحكومة لا تفرض قيوداً على المساعدات الإنسانية وأن المشكلة تتعلق بتوزيعها داخل غزة.