بعد قرابة مئة يوم على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، تكثّفت الحركة الديبلوماسية حولها الأربعاء، فانعقدت قمة ثلاثية جمعت العاهل الأردني والرئيسين المصري والفلسطيني في العقبة، بالتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى المنامة.
في الوقت ذاته، تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والمعارك بين مقاتلي حماس والجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من القطاع المحاصر حيث تواصل حصيلة القتلى بالارتفاع، رغم تنبيه بلينكن لإسرائيل الثلثاء الى أن الكلفة التي يدفعها المدنيون في الحرب "باهظة".
في العقبة، على بعد 328 كلم جنوب العاصمة الأردنية، يعقد الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس اجتماعا لبحث "التطورات الخطيرة في غزة"، وفق ما ذكر بيان للديوان الملكي الثلثاء. وكان الديوان الملكي أفاد عن وصول السيسي وعباس الى الأردن.
وقبل انتقاله الى العقبة، التقى الرئيس الفلسطيني وزير الخارجية الأميركي في رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي زيارة بلينكن ضمن جولة هي الرابعة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول. وتمحورت الجولة حول تفادي اتساع الحرب الى جبهات أخرى، والبحث في "اليوم التالي" لما بعد انتهائها، والدعوة الى حماية المدنيين وزيادة المساعدات للقطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة.
وأكّد بلينكن في رام الله تأييد واشنطن "تدابير ملموسة" لإقامة دولة فلسطينية.
وحذّر عباس من جهته من "خطورة الإجراءات الإسرائيلية لتهجير أبناء شعبنا في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس"، مجددًا التأكيد على أن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية".
وزار الوزير الأميركي بعد ذلك المنامة حيث التقى العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.
أ ف ب
- خطة "لما بعد الحرب" -
وكان بلينكن قال الثلثاء في تل أبيب إن على إسرائيل أن "تكفّ عن اتخاذ خطوات تقوّض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم في شكل فعال".
ومن السيناريوهات المحتملة لقطاع غزة بعد الحرب، وفق محللين، أن تتولى السلطة الفلسطينية حُكم القطاع رغم تدني شعبيتها بين الفلسطينيين.
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الأميركي إسرائيل الى محاولة تجنب سقوط هذا العدد الكبير من المدنيين خلال عملياتها العسكرية في غزة.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول. وأدى الهجوم الى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما تمّ أخذ نحو 250 رهينة خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وعمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول، على قطاع غزة المحاصر ما أدى الى مقتل 23357 شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى سقوط "أكثر من 70 شهيدا" ليل الثلثاء الأربعاء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء مواصلة عملياته في مخيم المغازي في وسط القطاع ومدينة خان يونس بجنوبه، مؤكدا ضرب "أكثر من 150 هدفا". كما أعلن كشف 15 فتحة نفق في مخيم المغازي، إضافة الى قاذفات صواريخ ومسيّرات وعبوات ناسفة.
وكان الجيش أعلن هذا الأسبوع الانتقال إلى مرحلة جديدة تشمل تنفيذ عمليات أكثر استهدافا في وسط قطاع غزة وجنوبه حيث يحتشد مئات الآلاف من النازحين، بعدما تركّز العمليات مطلع الحرب على شمال القطاع خصوصا مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
وقال بلينكن الثلثاء إن إسرائيل وافقت على مبدأ ارسال "بعثة تقييم" أممية لدراسة الوضع في شمال القطاع تمهيدا لعودة الفلسطينيين النازحين.
ودخلت الحرب هذا الأسبوع شهرها الرابع وسط تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة ومنظمات وأطراف دولية من الاوضاع الكارثية مع تواصل الحصار والقصف الإسرائيليين والمعارك البرية.
وتؤكد منظمات دولية أن المساعدات المحدودة التي تدخل القطاع بموافقة إسرائيلية، لا تكفي لسدّ حاجات سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة.
أ ف ب
- هجوم حوثي هو "الأكبر" -
في بيروت، واصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك جولة إقليمية زارت خلالها مصر وإسرائيل، والتقت الأربعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي.
وتثير الحرب مخاوف من اتساع النزاع الى جبهات إقليمية، في ظل تبادل القصف اليومي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، واستهداف الحوثيين في اليمن سفنا في البحر الأحمر، وهجمات فصائل مسلحة ضد قواعد تضمّ قوات أميركية في العراق وسوريا.
وأعلن البنتاغون الأربعاء أنّ القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيّرة مفخّخة وصاروخين مجنّحين وصاروخاً بالستياً أطلقها الحوثيون مساء الثلثاء باتّجاه مسارات شحن دولية في جنوب البحر الأحمر.
وأكد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أنه كان "أكبر هجوم حتى الآن من الحوثيين المدعومين من إيران" مذ بدأ المتمردون شنّ هجمات بحرية "دعما" للفلسطينيين في غزة.
وأعلن الحوثيون في اليمن الأربعاء أن هجومهم أمس استهدف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات.
وكانت بريطانيا أعلنت أن الهجوم استهدف المدمرة البريطانية "إتش إم إس دايموند" و"سفنا تجارية".
وقال شابس الأربعاء لشبكة "سكاي نيوز" إنه "ما من شك" في تورّط طهران في هذه الهجمات وفي توفير الأسلحة والمعلومات الاستخبارية للحوثيين. وأضاف "طفح الكيل... يجب أن نكون واضحين مع الحوثيين بأن هذا يجب أن يتوقف".
أ ف ب
- "كل أحلامنا راحت" -
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة الأربعاء مقتل أربعة مسعفين في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة إسعاف في شارع صلاح الدين عند مدخل دير البلح في وسط القطاع.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت الثلثاء من أن قدرتها على تقديم المساعدات ودعم المستشفيات في قطاع "تتقلّص".
ووصف عاملون في المنظمة مشاهد يائسة لمصابين بجروح خطرة بينهم أطفال، وهم يتوسلون للحصول على طعام في مستشفيات غادرها معظم أفراد الطواقم الصحية حفاظا على سلامتهم.
في مدينة رفح، قالت هديل شحاتة التي باتت تقيم في خيمة في جنوب القطاع لفرانس برس "كل أحلامنا راحت... سنون راحت من عمرنا".