النهار

اليونيسيف لـ"فرانس برس": حرب السودان "كارثة ضحاياها 24 مليون طفل"
المصدر: أ ف ب
اليونيسيف لـ"فرانس برس": حرب السودان "كارثة ضحاياها 24 مليون طفل"
مدنيون سودانيون يمشون على طريق شبه مقفر مع إغلاق العديد من المتاجر لأسباب أمنية في مدينة القضارف شرق السودان (10 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان أنه اذا استمرت الحرب بين الجنرالين المتنازعين على السلطة فإن "كارثة جيلية" ستحدث في البلاد أولى ضحايا 24 مليون طفل سوداني.

في مقابلة مع فرانس برس، قالت مانديب أوبريان إن "النزاع في السودان يعرض للخطر صحة 24 مليون طفل وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها".

وأضافت "إن مستقبل البلاد في خطر فقرابة 20 مليون طفل لن يذهبوا الى المدرسة هذا العام اذا لم يكن هناك تحرك سريع".

أوقعت الحرب الطاحنة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو أكثر من 12 الف قتيل، وفق احصاء يعتقد أنه متحفظ للغاية لمنظمة أكلد غير الحكومية المتخصصة في متابعة ضحايا النزاعات المسلحة.

كما أدت الحرب الى نزوح ولجوء أكثر من سبعة ملايين شخص، وهي "اكبر أزمة نازحين في العالم"، وفق الأمم المتحدة.

وتؤكد أوبريان أن بين هؤلاء النازحين واللاجئين "3,5 مليون طفل"، مشيرة إلى أن "14 مليون طفل بحاجة الى مساعدة انسانية عاجلة" في السودان الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة وطالت فيه الحرب معظم المناطق.

قبل الحرب، كان سوداني من كل ثلاثة يعاني من الجوع كما لم يكن سبعة مليون طفل يذهبون الى المدرسة خصوصا في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من ثلثي السكان.

وجاءت الحرب لتضيف الى المشكلات التي يعاني منها السودان، ثالث منتج للذهب في إفريقيا، بفعل سنوات من النزاعات المتكررة وحيث أنهت ثورة شعبية في العام 2019 ثلاثين عاما من الحكم العسكري-الاسلامي الدكتاتوري.

اليوم، تقول أوبريان إن "ملايين الأطفال معرضون للموت والاصابة والتجنيد (في العمل المسلح) والعنف والاغتصاب".

ولا تكف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن التحذير من استخدام الأطفال كجنود في السودان حيث لجأت الميليشيات القبلية الى الأطفال للمشاركة في القتال منذ زمن طويل.

وتوضح أوبريان أنه مع التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الانسانية ونهب مستودعاتها حُرم "7,4 ملايين طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، كما أن أكثر من 3,5 مليون طفل معرضون للاصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا" التي أدت بالفعل الى وفاة العشرات في السودان خلال الشهور الأخيرة.

وتؤكد أوبريان أن "التأثير على ألاطفال لا يمكن تخيله"، فيما قالت اليونيسف في تشرين الأول أن "700 الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و100 الف طفل بحاجة الى علاج من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية".

أما الأطفال الذين لم يولدوا بعد فهم أيضا في خطر. وقالت المسؤولة الأممية "في 2024، سيولد 1,3 مليون طفل ولابد من توفير دعم مهني للأمهات" في حين أن غالبية المستشفيات خارج الخدمة.

وفي تقريرها السنوي الذي نشرته الخميس، دانت هيومن رايتس ووتش "الانتهاكات الكثيفة" لحقوق المدنيين في السودان من قبل طرفي النزاع، مشيرة خصوصا الى "الافلات من العقاب" الذي أدى الى "دوامات متكررة من العنف" منذ عشرين عاما.

ودانت المنظمة الحقوقية سياسة الكيل بمكيالين قائلة إن "الحكومات الغربية رفضت في البداية دعم آلية تتيح نظاما للمحاسبة في السودان لآنها لم تكن تريد أن تمنح لا الجهد ولا الموارد نفسها التي خصصتها لآلية مماثلة في أوكرانيا".

كل هذا في غياب أي أفق للسلام، وفي غياب مفاوضات بين الطرفين المتحاربين.

ومنذ مطلع العام الحالي، بدأ الفريق دقلو جولة دولية تستهدف جذب التعاطف. بل إنه وقع اعلانا للسلام مع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الذي شارك مع البرهان في ازاحته عن السلطة عام 2021، لكي يجعل من نفسه محاورا لا غني عنه في أي  مفاوضات حول مستقبل السودان، وفق الخبراء.

مساء الخميس، أكد دقلو أنه قدم "عبر الهاتف" الى السكرتير العام للآمم المتحدة انطونيو غوتيريش "رؤيته لوضع نهاية للحرب واعادة بناء الدولة السودانية على أسس منصفة".

في الوقت نفسه، قتل 30 مدنيا سودانيا في الخرطوم ومازال القصف مستمرا في دارفور، بحسب ناشطين سودانيين.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium