شارك آلاف المسيحيين الكاثوليك، الجمعة، في قداس عيد الغطاس ويوم الحج السنوي لموقع "المغطس" على الضفة الشرقية لنهر الأردن، حيث تعمد السيد المسيح وفق الإيمان المسيحي، مع غياب للمظاهر الاحتفالية تضامنا مع غزة.
وحضر أكثر من أربعة آلاف شخص القداس الذي أقيم في "كنيسة معمودية السيد المسيح" بموقع "المغطس" على نهر الأردن (حوالى 50 كيلومترا غرب عمان)، بحسب مصوري وكالة فرانس برس.
وغابت معزوفات الفرق الكشفية والفقرات الاستعراضية الاحتفالية المعتادة قبل القداس.
ووقف المشاركون دقيقة "صمت وصلاة وحداد على أرواح الشهداء" في غزة.
وقال الأب رفعت بدر، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في الاردن خلال مؤتمر صحافي قبيل القداس "نقيم صلاة اليوم من أجل نية السلام الغائب في فلسطين، وبالأخص وقف العدوان (الإسرائيلي) على غزة".
من جهته، قال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيار-باتيستا بيتسابالا، إنه "كما كان الأمر في عيد الميلاد، نستذكر اليوم عماد السيد المسيح وقد أسكتنا أصوات موسيقى الفرق الكشفية التي اعتدنا عليها كل عام".
وأكد أن "الأمر يقتصر على شعائر دينية حدادا على أرواح الشهداء، والصلاة لشفاء الجرحى والمصابين ودعوة صادقة من أجل السلام".
وكانت كنائس الأردن والأراضي الفلسطينية الغت أي مظاهر احتفالية في عيد الميلاد ورأس السنة تضامنا مع غزة.
وتوعدت إسرائيل "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول.
وأدى الهجوم الى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. كما اقتيد نحو 250 رهينة خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وعمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول، في قطاع غزة المحاصر ما أدى الى مقتل 23469 شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وسار موكب من عشرات الكهنة، يتقدمهم الكاردينال بيار-باتيستا بيتسابالا الجمعة إلى نهر الأردن وملأوا جرارا من مياهه قبل دخول الكنيسة لإقامة القداس.
وخلال القداس، بارك الكهنة مياه النهر ورشوا المشاركين بها، استذكارا لعماد السيد المسيح بمياه النهر على يد يوحنا المعمدان وفق ما جاء في الإنجيل.
ويقع "المغطس" في وادي الخرار في قرية بيت عنيا شرق نهر الأردن، وقد أدرجته لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" على قائمة التراث العالمي في العام 2015. ويزور هذا الموقع سنويا أكثر من 200 ألف شخص.
ويشكل المسيحيون في الأردن ما لا يزيد عن 6 بالمئة من عدد السكان البالغ نحو 11 مليونا.