النهار

دبابات إسرائيليّة تعاود اجتياح مناطق انسحبت منها في شمال غزة وقصف عنيف على جنوب القطاع
المصدر: أ ف ب- رويترز
دبابات إسرائيليّة تعاود اجتياح مناطق انسحبت منها في شمال غزة وقصف عنيف على جنوب القطاع
صورة ملتقطة من رفح تظهر الدخان يتصاعد فوق خان يونس في جنوب قطاع غزة خلال قصف إسرائيلي (16 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
تعرّضت مناطق في جنوب قطاع غزة، الثلثاء، لقصف إسرائيلي عنيف بعد ساعات على إعلان إسرائيل أن مرحلة العمليات "المكثفة" في الجنوب "ستنتهي قريبا"، وسط تواصل التصعيد في المنطقة.
 
وقال سكان في غزة، الثلثاء، إن دبابات إسرائيلية عاودت اجتياح مناطق في شمال القطاع كانت قد انسحبت منها الأسبوع الماضي في عودة لبعض من أعنف الاشتباكات منذ بداية العام عندما أعلنت إسرائيل تقليص عملياتها هناك.

وسُمع دوي انفجارات وقصف مدفعي الثلثاء في جنوب قطاع غزة، وفق مراسلي وكالة فرانس برس. وشوهدت انفجارات ضخمة في شمال غزة عبر الحدود مع إسرائيل، وهو أمر كان نادرا خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن أعلنت إسرائيل تقليص قواتها في شمال القطاع في إطار الانتقال إلى عمليات محددة أصغر حجما.
 
وسمع دوي إطلاق نار كثيف عبر الحدود طوال الليل، فيما ظهرت آثار صواريخ أطلقها المسلحون وأسقطتها دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية في مؤشر الى أنهم لا يزالون يملكون القدرة على إطلاقها بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب.

وقد قصف الطيران الإسرائيلي خلال الليل منطقة خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع وحيث تتركّز العمليات البرية والغارات الجوية منذ أسابيع. وأشار إلى أنّ قواته استهدفت أيضاً نحو مئة منصّة لإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا في شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل "عشرات الإرهابيين".

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أن الضربات الإسرائيلية على مجمل القطاع مساء الإثنين وخلال الليل أسفرت عن سقوط 78 قتيلا والعديد من الجرحى.

في غضون ذلك، أفادت السلطات الإسرائيلية بأنّ صواريخ أُطلقت فجراً من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل من دون وقوع إصابات. وتمّ اعتراض معظمها بواسطة نظام القبة الحديدية فوق مستوطنة أوفاكيم، وفق أشرطة فيديو لوكالة فرانس برس.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين في قطاع غزة، ليرتفع عدد جنوده الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم البرّي الإسرائيلي في 27 تشرين الأول، إلى 190 جندياً.
 
أ ف ب
وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الإثنين بأنه عند اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من مئة يوم "أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر".

وأضاف "هذه المرحلة تشارف على نهايتها في شمال قطاع غزة. في الجنوب، سنتوصل إلى ذلك وسينتهي الأمر قريبا"، مضيفا "يقترب الوقت الذي سننتقل فيه إلى المرحلة التالية"، من دون تحديد إطار زمني.

ونزح مئات آلاف الفلسطينيين من شمال القطاع المحاصر الى الجنوب بعد إنذارات إسرائيلية متتالية في الأسابيع الأولى من الحرب للإخلاء، وهرباً من القصف والهجوم البري الإسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي في السادس من كانون الثاني "تفكيك الهيكلية العسكرية" لحركة حماس في الشمال.

وقال غالانت إن "لواء خان يونس" في حركة حماس "يتفكّك كقوة مقاتلة".
 
وبدأ بعض من مئات الآلاف الذين فروا من الشمال في مطلع الحرب في العودة الأسبوع الماضي إلى المناطق التي تعرضت للقصف وانسحب منها الإسرائيليون. لكن السكان الذين تحدثوا إلى رويترز اليوم الثلثاء قالوا إن التجدد المفاجئ للقتال في الشمال سيوقف الآن خططهم للعودة إلى منازلهم.

وقال أبو خالد (43 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال يعيشون الآن مع أقاربهم في مدينة غزة التي لحقت بها أضرار جسيمة "كنا يا دوب بنخطط نرجع على البيت في النزلة شرق جباليا، والحمدلله إنه ما عملناش هيك. الصبح الناس إللي ساكنين قريب من هناك اجو وحكولنا إن الدبابات رجعت تاني".

وأضاف "أصوات القصف من الدبابات ومن الطيران ما وقفش طول الليل، يعني ذكرنا بأول يوم للاجتياح البري... ما راح أصدق إنه الدبابات طلعت لحين يعلنوا وقف اتفاق النار".
 
وفي جنوب قطاع غزة، شقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط مدينة خان يونس الرئيسية، وإلى بلدات في شمال مدينة دير البلح وشرقها.

وأثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أمس الاثنين بأن الهجوم البري في الجنوب سينتهي قريبا تساؤلات عما إذا كان الإسرائيليون سيواصلون التقدم صوب ما تبقى من مناطق في الجنوب.

ويتكدس معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة تقريبا في عدد قليل من المناطق التي لم تدخلها القوات الإسرائيلية بعد في الجنوب، ومنها دير البلح ورفح في الطرف الجنوبي للقطاع.

وفي خان يونس، بكى زاهر أبو ظريفة وهو جثمان ابنه سيف (سبع سنوات) في حقيبة بلاستيكية سوداء بعد الإفراج عنها ضمن 11 جثة على الأقل من مشرحة مستشفى.

وقال أبو ظريفة إن ابنه قُتل بصاروخ بينما كان يلعب على دراجة هوائية عند بوابة مدرسة. وبالقرب من مقبرة صغيرة محفورة حديثا، فك متعهد الدفن الكيس كي يتمكن الأب من تقبيل وجه ابنه ثم أغلقه وأهال عليه التراب.

وقال الأب "سامحني يابني مقدرتش أحميك. حسبي الله ونعم الوكيل".

ومشط سكان في رفح أنقاض منزل تعرض للقصف الليلة الماضية.
 

أ ف ب
وقال سالم اللولحي أحد جيران أصحاب المنزل "إيش ذنبهم؟ كانوا بيتعشوا. إحنا بدنا سلام مش حرب".

واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول على إسرائيل أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.

وخطف نحو 250 شخصًا كرهائن، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، وفقًا للسلطات الإسرائيلية، بعدما أُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر تشرين الثاني، لقاء الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينيا من سجون إسرائيلية.

وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بالهجوم البري، ما أدّى الى مقتل 24285 شخصا غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس نشرت اليوم.

- "معاناة وإذلال" -
وأدرج الاتحاد الأوروبي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في قائمة "الإرهاب" على خلفية الهجوم الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول.

وبموجب ذلك، يتمّ تجميد أي أصول قد يملكها السنوار في الدول الـ27 للتكتل القاري، ويُمنع مواطنو الدول الأوروبية من إجراء أي تعاملات معه.

وأوضح المجلس الأوروبي "يندرج هذا القرار في إطار رد الاتحاد الأوروبي على التهديد الذي تشكله حماس وهجماتها الإرهابية الوحشية والعشوائية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول".

ويعتبر السنوار البالغ 61 عاما مهندس هذه الهجمات ولم يظهر علنا منذ تشرين الأول.
 
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن قرار الاتحاد الأوروبي هو نتيجة "جهودنا الديبلوماسية لتجفيف موارد حماس ونزع الشرعية عنها وحرمانها من أي دعم. سنستمر في استئصال جذور الشر في غزة وأينما يطل برأسه".
 
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين مقتل اثنين من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم. ونشرت شريط فيديو لا يتضمن أي مؤشر إلى تاريخ تصويره، تظهر فيه امرأة هي أيضا رهينة تقول، وقد بدت تحت ضغط ظاهر، إن رجلين كانا محتجزين معها قتلا.

وقالت كتائب القسام في بيان إن الرهينتين قتلا في قصف إسرائيلي، غير أن الجيش رفض "هذه الكذبة" منددا بـ"الاستغلال الوحشي للرهائن الأبرياء".

في القطاع المحاصر، تزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا، فيما تطالب المنظمات الدولية وغير الحكومية بتسريع إدخال المساعدات بكميات كافية.

ويعاني سكان غزة من نقص في كل الخدمات والمواد الأساسية بعدما شددت إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول الحصار على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ العام 2007، تاريخ سيطرة حركة حماس عليه.

وقال عبد الكريم محمد النازح مع أطفاله الثلاثة إلى رفح قرب الحدود مع مصر، "الموت سيكون أفضل من هذه الحياة" المصنوعة من "المعاناة والإذلال". وأضاف "نريد العودة إلى ديارنا في الشمال"، رغم أنّه يعلم أنّ منزله دُمّر هناك.
 
أ ف ب
- العراق ولبنان واليمن -
ويسود التوتر في مناطق عدة في المنطقة على خلفية حرب غزة.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه قصف بصواريخ بالستية ليل الإثنين الثلثاء أهدافاً "إرهابية" في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، مؤكدا أنه "دمّر مقرّ تجسّس" و"تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران" في أربيل، عاصمة الإقليم.

وقال الحرس إن الضربات في العراق استهدفت مركز للموساد الإسرائيلي، مشيرا الى أنها رد على استهداف قادة "محور المقاومة"، في إشارة الى مقتل قيادي في الحرس الثوري قبل أسابيع في غارة إسرائيلية في سوريا، ومقتل قيادي في حماس وآخر في حزب الله في لبنان في غارات نسبت أيضا الى إسرائيل.

وندّدت وزارة الخارجية العراقية في بيان بـ"الاعتداءات" على إربيل، واستدعت سفيرها في طهران للتشاور.

كما ندّد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بالادعاء "الباطل وغير الصحيح" بشأن وجود "مقر للموساد الإسرائيلي" في أربيل.

على جبهة أخرى، أُصيبت سفينة شحن ترفع علم مالطا بصاروخ أثناء عبورها جنوب البحر الأحمر على بعد نحو 76 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الصليف في اليمن، حسبما أفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري الثلثاء.

ويأتي هذا الهجوم غداة إعلان الحوثيين المدعومين من إيران استهداف "سفينة أميركية" في خليج عدن، واضعين ذلك "في إطار الردّ" على غارات أميركية وبريطانية استهدفت مواقع في اليمن الأسبوع الماضي.

ونفذت القوات الأميركية والبريطانية في نهاية الأسبوع الماضي عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، ردّا على استهداف سفن في الممرات البحرية قبالة اليمن.

ويشنّ الحوثيون منذ أسابيع هجمات قرب مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر، تستهدف سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

على الحدود مع لبنان حيث يتم تبادل إطلاق النار بشكل يومي بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي خلال الليل تنفيذ غارات جديدة على "مواقع" لحزب الله في بلدة مارون الراس.
 
وقال مصدر أمني في لبنان مواكب للتصعيد جنوباً لوكالة فرانس برس إن "القوات الإسرائيلية استهدفت وادي السلوقي بأكثر من 14 غارة".

وأوضح أن وتيرة القصف هي "الأعنف" على المكان ذاته منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول، غداة اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحماس في قطاع غزة.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالطيران والمدفعية "العديد من الأهداف الإرهابية" في وادي السلوقي.

وأوضح في بيان أنه نفّذ "ضربات جوية ومدفعية مشتركة" طالت "خلال وقت قصير (..) عشرات المباني العسكرية والبنى التحتية القتاليّة" التابعة لحزب الله.

واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله باستخدام الوادي "لأغراض إرهابية"، وأنه أقام فيه "عشرات الوسائل والبنى التحتية" من أجل "استهداف المدنيين والجنود الاسرائيليين".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن ليلاً تنفيذ غارات جديدة على "مواقع" لحزب الله في بلدة مارون الراس.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium