النهار

مدير "الأونروا" يحذّر من مستقبل قاتم لسكان قطاع غزة بعد الحرب
المصدر: أ ف ب
مدير "الأونروا" يحذّر من مستقبل قاتم لسكان قطاع غزة بعد الحرب
فتاة فلسطينية نازحة لجأت مع عائلتها إلى مبنى تضرر خلال القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة (17 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأربعاء من المستقبل القائم الذي ينتظر سكان قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

وقال فيليب لازاريني، الذي عاد الثلثاء من زيارته الرابعة للقطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي، إن العديد من السكان ما عادوا قادرين على استطلاع "المستقبل في قطاع غزة".

وأضاف لازاريني للصحافيين في القدس "لدينا مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون الآن في الشارع، يعيشون في هذه (الخيام) البلاستيكية المؤقتة وينامون على الأرض".

في قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليوني نسمة، أضطر نحو 1,9 مليوناً إلى ترك منازلهم والنزوح جراء القصف والعمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة.

وقال لازاريني إن أكثر من 60 في المئة من المباني تضررت. وطال القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من شمال القطاع وتظهر صور وكالة فرانس برس أعدادًا كبيرة من المباني السكنية التي أحيلت أنقاضا.

وقال لازاريني "بالنسبة لنا هناك كارثة إنسانية في الشمال". وتساءل "هل تشجعون أي شخص على الذهاب إلى الشمال عندما نعلم أنه مليء بالذخائر غير المنفجرة والركام وحيث لا توجد أي خدمات؟".

وأضاف "عندما نتحدث عن اليوم التالي فإنه ربما لن يكون اليوم الذي سيتوقف فيه القتال في العملية العسكرية، لقد أدركوا (سكان قطاع غزة) أنه ذلك سيكون بعيدا".

- "طفولة ضائعة" -
اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.

وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة أتبعتها بهجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول، ما أدّى الى مقتل 24448 شخصا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وتسببت الحرب بتعليق العملية التعليمية في القطاع إذ تشير التقديرات إلى أن نصف مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما منقطعون عن المدرسة.

وقال لازاريني "أخشى أن يكون لدينا الآن جيل بكامله ضائع من الأطفال" مشيرا إلى أن الأطفال يعيشون في ظروف "شديدة  القسوة" ويعانون من صدمات نفسية عميقة.

وتابع لازاريني "هذا يجب أن يجعلنا جميعا نشعر بالقلق إذا كنا نتحدث عن السلام والأمن والتعايش في المستقبل، كلما انتظرنا أكثر كانت المخاطرة أكبر في المستقبل".

وبحسب المفوض العام للأونروا "عندما نتحدث عن إعادة بناء غزة فإن الأمر لم يعد كما كان في السابق حين كان علينا إعادة تأهيل بعض المساكن وكان ذلك ما زال ممكنًا".

وأضاف "لا أرى أي دولة منخرطة على نحو ذي مغزى في ظل غياب مشروع سياسي متين وملائم وخريطة طريق... لهذا السبب نحتاج إلى أن تثق الدول في خريطة الطريق هذه".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium