النهار

قتال عنيف في غزّة... ونتنياهو يُكرّر رفضه "السيادة الفلسطينية" على القطاع
المصدر: "أ ف ب"
قتال عنيف في غزّة... ونتنياهو يُكرّر رفضه "السيادة الفلسطينية" على القطاع
سيدة تُشيّع أحد أفراد عائلتها في طولكرم (أ ف ب).
A+   A-
كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على غزة لضمان ألّا تُشكّل "بعد الآن تهديداً لإسرائيل" فيما احتدم القتال في القطاع الفلسطيني في اليوم السادس بعد المئة من الحرب في غزّة.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إنّه "في محادثته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، أكّد رئيس الوزراء نتانياهو مجدّداً سياسته المتمثّلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكّل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية".

وكان نتنياهو أكّد، الخميس، رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة، معتبراً أنّها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى "السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن".

وأبدى بايدن بعد المكالمة، الجمعة، تمسّكه بحلّ الدولتين، موضحاً أنّ "هناك عدداً من الأنواع لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (...) ليست لديها جيوش".
 


من جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عزت الرشق أنّ بايدن يحاول "بيع الوهم الذي... لا ينطلي على شعبنا".

وأكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس، السبت، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، أنّ "رفض قبول حلّ الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول".

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أنّ "للفلسطينيين الحق في السيادة وفي إنشاء دولة"، مؤكداً عبر منصة "إكس" أنّ "فرنسا ستبقى وفية لالتزامها من أجل بلوغ هذا الهدف".

ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة نتنياهو.

وكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة السبت، حيث قُتل حوالى 25 ألف شخص منذ بداية الحرب حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، في وقت تصاعدت التوترات في سوريا مع مقتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني في ضربة نسبها الحرس إلى إسرائيل.
 


تشريد أكثر من 80 في المئة من السكان

وفي قطاع غزة، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" بحصول قصف مدفعي وغارات جوية إسرائيلية مكثّفة خصوصاً في مدينة خان يونس (جنوب) التي باتت الساحة الجديدة للقتال البرّي والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ قواته، مدعومة بإسناد جوي وبحري، تدمّر "البنية التحتية" للفصائل الفلسطينية في جميع أنحاء القطاع، كما استهدفت منصّات إطلاق صواريخ في خان يونس.

وأتى هذا التطور في وقت أفادت "حماس" بحصول معارك عنيفة في شمال القطاع المحاصر والمدمّر. وبحسب الحركة، قُتل 165 شخصا في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 62388 شخصا منذ بداية الحرب.

والسبت، ألقى الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح التي يتجمع فيها عشرات آلاف النازحين مناشير تُظهر صور الرهائن وتدعو السكان إلى مشاركة أي معلومات عنهم.

وفي رفح "قُتل خمسة أشخاص بينهم امرأة" في "قصف استهدف سيارة مدنية"، وفق حماس.
 


"في جحيم"

وأعربت منظّمة الصحة العالميّة عن أسفها لـ"ظروف الحياة غير الإنسانيّة" في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما في ذلك الاتّصالات.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إنّ 375 ألف شخص مهددون بـ"سوء تغذية حادّ" في غزة.

ونزح ما لا يقلّ عن 1,7 مليون شخص بسبب الحرب في غزة، حسب أرقام جديدة صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أعلنت، الجمعة، أنّ نحو 20 ألف طفل ولدوا "في جحيم" الحرب منذ 7 تشرين الأول في "ظروف لا يمكن تصورها، بينما عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها بشأن عدد "النساء والأطفال" القتلى، محذّرة من صدمة "تستمر لأجيال".
 

اقرأ في النهار Premium