أدى القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة خلال الليل إلى مقتل 210 أشخاص على الأقل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء، فيما تشهد القاهرة محادثات بهدف التوصل إلى هدنة.
ومع احتدام القتال، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (اوتشا) أن القوات الإسرائيلية أصدرت الثلثاء أوامر لإخلاء جزء من خان يونس يسكنه نحو نصف مليون شخص من مقيمين ونازحين.
صدرت هذه الأوامر بعدما حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن سكان غزة يواجهون "مجاعة وشيكة" وفيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه "غير مقبول" علما أن حل الدولتين يلقى تأييدًا من المجتمع الدولي وتعتبره الولايات المتحدة المسار الوحيد الممكن لتحقيق سلام دائم.
وتدور أعنف المعارك في خان يونس التي يتحدر منها مسؤول حماس في غزة يحيى السنوار المتهم بأنه وراء التخطيط لهجوم 7 تشرين الاول الذي أشعل الحرب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه "طوق" المدينة الواقعة في جنوب القطاع وإن قواته تكثف عملياتها "في منطقة مخيم خان يونس" لللاجئين.
وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن "ما لا يقل عن 210 شهداء" وصلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة "إلى المستشفيات وغالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن جراء مجازر الاحتلال البشعة والمروعة والقصف الهمجي على خانيونس ومناطق متفرقة في قطاع غزة"
واتهمت الوزارة الجيش الإسرائيلي بتهجير "عشرات الآلاف" قسراً من خان يونس إلى مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثلاثة نازحين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون عندما استهدفت القوات الإسرائيلية مقره في رفح.
أ ف ب
- 'منطقة عازلة' -
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق في إسرائيل في السابع من تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة.
وخُطف خلال الهجوم أيضا نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردّا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول، ما أسفر عن سقوط 25700 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأصيب 63740 شخصاً في غزة بجروح منذ بداية الحرب في حين يعاني القطاع المحاصر من نقص حاد في الغذاء والماء والوقود والأدوية.
وتتعرض حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة لإنهاء الحرب تصاعدت بعد مقتل 24 جنديا الاثنين في أفدح حصيلة يومية للجيش منذ بدء عملياته البرية في غزة.
وقال المتحدث العسكري دانيال هاغاري إن 21 منهم وهم من جنود الاحتياط قتلوا عندما أطلقت عليهم قذائف صاروخية. وقالت صحيفة نيويورك تايمس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إنهم قتلوا خلال عملية إسرائيلية لهدم جزء من حي فلسطيني في إطار خطة لإنشاء "منطقة عازلة" داخل غزة على طول الحدود مع إسرائيل.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي الثلثاء من أن الظروف في غزة تزداد سوءا. وقالت الناطقة باسم البرنامج في الشرق الأوسط عبير عطيفة إن "اكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الامن الغذائي ويتزايد خطر المجاعة كل يوم حيث يحد الصراع من توفير المساعدات الغذائية الحيوية للمحتاجين".
من جهته، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة الثلثاء رفض إسرائيل حل الدولتين واعتبره "غير مقبول" ومن شأنه إطالة أمد النزاع في غزة.
أ ف ب
- "لا شيء نأكله" -
وفي مدينة غزة المدمرة، قال نازحون هجرتهم الحرب إنهم موجودون في منطقة نزاع جديدة من دون طعام ولا ماء. وقالت أم داهود الكفرنة، وهي من النازحين، عن الجيش الإسرائيلي "حاصرونا ستة أيام وتركونا من دون أي شيء نأكله أو نشربه بينما يقصفوننا من الجو والبحر وبالدبابات".
وأعلن البيت الأبيض أن مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك "موجود في القاهرة" وسيُجري زيارات أخرى في المنطقة بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف القتال.
وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن "إحدى المسائل التي يناقشها (ماكغورك)هي إمكان التوصّل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، ما يتطلّب هدنة إنسانية لمدّة معيّنة".
وتابع "المحادثات جادة للغاية بشأن محاولة التوصل إلى اتفاق آخر لتحرير رهائن".
ووصل إلى القاهرة أيضا الثلثاء وفد من حركة حماس التي تحكم قطاع غزة "للبحث مع قادة أجهزة الاستخبارات المصرية في مقترح جديد لوقف إطلاق النار"، وفق مصدر فلسطيني قريب من المحادثات.
وقال مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس إن المحادثات في العاصمة المصرية ستستمر الأربعاء.
أ ف ب
- تصعيد في المنطقة -
تفاقم الحرب في غزة مخاطر اتساع رقعة النزاع مع تصاعد أعمال العنف بين إسرائيل وحلفاء حماس الموالين لإيران، خصوصا حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن.
وأعلن الجيش الأميركي أنه نفذ ضربات ليلية استهدفت فصائل موالية لإيران في العراق ومواقع للحوثيين في اليمن.
اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن الضربات الأميركية الأخيرة "لا تساعد على التهدئة" منددا ب "اعتداء صارخ للسيادة العراقية". وقال "على الجانب الأميركي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية".
وحذر اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية من أن "هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون ... ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة".
وفي اليمن، قال الجيش الأميركي إنه دمر صاروخين مضادين للسفن كانا يشكلان "تهديدا وشيكا".
وهذه الهجمات هي الأحدث في سلسلة من الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا بهدف الحد من قدرة الحوثيين على استهداف الشحن التي يقولون إنهم يهاجمونها لارتباطها بإسرائيل ونصرة للفلسطينيين في غزة.
وشهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية الثلثاء تبادلا جديدا لإطلاق النار بين القوات الاسرائيلية وحزب الله اللبناني. وقال الحزب إنه قصف قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية للمرة الثانية خلال أسابيع، ردا على "الاغتيالات" الإسرائيلية والهجمات على المدنيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عدة مواقع في لبنان الثلثاء، بما في ذلك "معدات عسكرية" يستخدمها حزب الله و"تتولى تشغيلها القوات الإيرانية".
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال الجيش إن جنوده قتلوا فلسطينياً أطلق النار عليهم.