تتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية الجمعة في قطاع غزة رغم مؤشرات "أولى" إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد نحو أربعة أشهر من الحرب.
ويزداد الوضع الإنساني تدهورا في القطاع المحاصر لا سيما في ظل أحوال جوية سيئة وأمطار تتسبب بسيول تسبح فيها خيم النازحين لا سيما في الجنوب، وفق ما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيي ناصر والأمل اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين، وفق ما ذكر شهود والهلال الاحمر الفلسطيني.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الجمعة في بيان إن القصف وإطلاق النار يتواصلان في محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس.
وأشارت الى "تسرّب مياه الأمطار على النازحين" داخل بعض أجزاء المستشفى بسبب تضرّر المباني نتيجة القصف.
وحذّرت من "دخول مرضى الكلى في خطر جراء تعذر نقلهم الى مستشفيات أخرى" بسبب استمرار تطويق الآليات الإسرائيلية للمستشفى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي زار خان يونس الخميس إنّه تمّ توجيه "ضربة قاسية" لحماس خلال الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق للحركة على الدولة العبرية تسبب بمقتل 1160 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية.
وأشار غالانت إلى مقتل "عشرة آلاف من إرهابيي" حماس، "وجرح عشرة آلاف آخرين".
وتعهدت إسرائيل ب"القضاء" على حماس ردا على هجوم السابع من تشرين الأول، وتردّ منذ ذلك الحين بقصف مدمر على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة الإسلامية الفلسطينية، اتبعته بهجوم برّي منذ 27 تشرين الأول. وقتل في قطاع غزة 27131 شخصا منذ بدء الحرب، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.
ولا تعلن حماس إجمالا عن خسائرها البشرية.
أ ف ب
وأفاد شهود ليل الخميس الجمعة بحصول غارات إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه، خصوصاً في خان يونس حيث تتركز العمليات الإسرائيلية منذ أسابيع.
وأحصت وزارة الصحة التابعة لحماس ما لا يقل عن 112 شخصا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في قطاع غزة.
في القطاع الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه "بات غير صالح للسكن"، نزح 1,7 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، من حوالى 2,4 هو عدد السكان. وبات 1,3 منهم عالقين في مدينة رفح قرب الحدود المغلقة مع مصر، ومهدّدين بالمجاعة والأوبئة.
وخطف خلال هجوم حماس حوالى 250 رهينة اقتيدو الى قطاع غزة، ولا يزال حوالى 132 منهم محتجزين، ويعتقد أن بينهم 27 على الأقل قد قتلوا.
- "طريق شاق" -
في مدينة غزة في شمال القطاع الذي نزح معظم سكانه، وجد عدد من الفلسطينيين ملجأ بالقرب من مستشفى الشفاء الذي كان محور عمليات عسكرية إسرائيلية في تشرين الثاني.
وقالت عبير المدهون لوكالة فرانس برس "أسقطوا (الجيش الإسرائيلي) منشوراً يطلب منّا الإخلاء، إلى أين نذهب؟ هُدّم بيتنا وأولادنا استشهدوا".
وقال الطبيب محمد غراب إنّه الطبيب الوحيد الموجود في المستشفى الذي يعدّ الأكبر في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد قليل من الممرّضين.
وإزاء الأزمة الإنسانية الكبرى والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، تنشط الديبلوماسية لمحاولة التوصل إلى هدنة ثانية، أطول من الهدنة التي استمرت أسبوعا في تشرين الثاني وأتاحت إطلاق نحو مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في إسرائيل.
وفي هذا الإطار، قُدّم مقترح هدنة جديد إلى قيادة حماس عقب اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في باريس وجمع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين. ويُتوقع وصول رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في قطر اسماعيل هنية إلى القاهرة خلال الساعات القادمة لمواصلة هذه المحادثات.
استناداً إلى مسؤولين في حماس، تدرس الحركة مقترحاً من ثلاث مراحل، تنص الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة، فضلاً عن إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تساهم في الوساطة ماجد الأنصاري الخميس أن "الجانب الإسرائيلي وافق على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من حماس".
وقال "لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية. نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع".
إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات في غزة أكد لوكالة فرانس برس أنه "لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحاً".
أ ف ب
- اتفاق -
ويتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط من عائلات الرهائن للتوصل إلى اتفاق، ومن وزراء يهدّدون بالانسحاب من الحكومة في حال التوصّل إلى اتفاق يقولون إنه سخي للغاية تجاه الفلسطينيين.
ومساء الخميس، تجمّع متظاهرون في تل أبيب للمطالبة باتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.
وقال موران زير كاتزنشتاين (41 عاما) "السبيل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق". وأضاف "ما زلت أعتقد أنه بعد ذلك سيكون لدينا وقت للتعامل مع حماس وسحبها من إدارة غزة (...) لكن علينا أولا الاهتمام (بموضوع) الرهائن".
وتسبّبت الحرب بتفاقم التوترات في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك على المستوى الإقليمي بين إسرائيل وحلفائها من جهة، وإيران الداعمة لحماس ومجموعات موالية لها من جهة أخرى.
وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بات مستواها "لا يُحتمل"، على ما قال الرئيس جو بايدن.
غير أنّ مكتب نتنياهو ردّ على هذه العقوبات في بيان قائلاً إنّ "الغالبية العظمى من المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مواطنون ملتزمون القانون، ويقاتل الكثير منهم حالياً دفاعاً عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضدّ كلّ من ينتهك القانون في كلّ مكان".
في العراق، توعّدت حركة النجباء، وهو فصيل عراقي بارز موال لإيران، الجمعة القوات الأميركية بمواصلة الهجمات ضدّها في الشرق الأوسط، رغم تهديدات واشنطن بالرد على مقتل ثلاثة من جنودها في هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن.
في سوريا، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة محيط العاصمة السورية دمشق للمرة الثانية هذا الأسبوع، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في طهران، ذكرت وكالة أنباء "مهر" أن بين القتلى الثلاثة مستشارا عسكريا إيرانيا. وقالت إنّ "أحد مستشاري الحرس الثوري سعيد عليدادي استشهد" في الغارة.