اقترحت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خطة لوقف إطلاق النار من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، وتتضمن الإفراج عن جميع الرهائن وانسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل تدرس العرض باهتمام، ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول كبير قوله إن بعض المطالب التي قدمتها حماس غير مقبولة لدى إسرائيل وإن مسؤولين يتناقشون إذا ما كانوا سيرفضون المقترح أو سيسعون إلى إدخال تعديلات عليه.
ويأتي مقترح الحركة، الذي كانت رويترز أول من كشف عن محتوياته، ردا على اقتراح نقله الأسبوع الماضي وسطاء قطريون ومصريون ويحظى بدعم الولايات المتحدة وإسرائيل.
وناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العرض مع نتنياهو بعد وصوله إلى إسرائيل عقب محادثات مع قادة قطر ومصر اللتين تضطلعان بدور الوساطة في الصراع.
ولا تزال هناك هوة واسعة بين مواقف الطرفين، إذ قالت إسرائيل في وقت سابق إنها لن تسحب قواتها من غزة أو تنهي الحرب حتى القضاء على حماس. لكن مصادر ذكرت أن حماس تتبنى نهجا جديدا في ما يتعلق بمطلبها بإنهاء الحرب، وتقترح الآن ذلك كمسألة يجب حلها في المحادثات المستقبلية وليس كشرط مسبق للهدنة.
وقال مصدر قريب من المفاوضات إن مقترح حماس لا يتطلب ضمانة لوقف دائم لإطلاق النار في البداية، لكنه يجب الاتفاق على نهاية الحرب قبل إطلاق سراح آخر الرهائن.
وقال مصدر ثان إن حماس لا تزال تريد ضمانات من قطر ومصر ودول صديقة أخرى بأن وقف إطلاق النار سيتم الالتزام به ولن ينهار بمجرد إطلاق سراح الرهائن.
وأضاف "ما بدن اتفاق بأي ثمن... بدن العدوان يرتفع عن الناس وما يكون مؤقت وانه ياخدوا الأسرى وبعدين يعيش الشعب الفلسطيني في مطحنة".
وقال آفي هيمان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للصحافيين "تلقينا أحدث المستجدات، تلقينا إخطارا من المفاوضين القطريين. نقوم بدرسها. الموساد يدرس بتمعن ما تم تقديمه لنا".
وأكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن هدف الحركة "وقف إطلاق النار بشكل شامل وتام وأيضا بما يضمن إغاثة وإيواء وإعمار وكل القضايا المتعلقة بتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني".
حماس تقترح هدنة من ثلاث مراحل
وفقا لمسودة رد حماس التي اطلعت عليها رويترز وأكدتها مصادر، خلال المرحلة الأولى من الهدنة التي تستمر 45 يوما سيُطلق سراح جميع الرهائن من النساء وأيضا الأطفال دون 19 عاما وكبار السن والمرضى مقابل الإفراج عن النساء الفلسطينيات والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وستسحب إسرائيل قواتها من المناطق المأهولة في غزة.
ولن يبدأ تنفيذ المرحلة الثانية قبل أن ينتهي الجانبان من "المباحثات غير المباشرة بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام".
وستشمل المرحلة الثانية الإفراج عن جميع المحتجزين الرجال وخروج القوات الإسرائيلية خارج حدود مناطق قطاع غزة كافة. وسيتم تبادل الجثث والرفات بين الجانبين خلال المرحلة الثالثة.
وقال يامن حمد، وهو أب لأربعة أطفال ويعيش في مدرسة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح وسط قطاع غزة "الناس متفائلة لكن بتتمنى انه هالأمل هادا يتحول لاتفاق حقيقي وانه الحرب تخلص".
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل "الناس بتنتظر اي خبر عن وقف اطلاق نار، الناس عندها شوية امل رغم انه القصف مستمر".
وفي رفح، على الطرف الجنوبي من قطاع غزة، حيث يقبع نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة عند السياج الحدودي مع مصر، وضعت جثث عشرة أشخاص قتلوا في غارات إسرائيلية خلال الليل في مشرحة المستشفى. ويبدو أن جثتين من الجثث المغطاة لأطفال صغار. وانتحب الأقارب بجانب الموتى.
"بيزيد عنا الضرب ويزيد عنا القصف"
وقال محمد أبو ندى الذي كان ضمن المشيعين "كل زيارة لبلينكن بدل تهدئة الأمور بيزيد عنا الضغط وبيزيد عنا الضرب ويزيد عنا القصف وأميركا هي مشارك رئيسي ورأس الحربة في الحرب على الشعب الفلسطيني وهي اللي بتمد الكيان الصهيوني بالأسلحة والذخيرة ومشاركة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وأطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة بعد أن قتل مسلحون فلسطينيون 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة، حسبما تقول إسرائيل، من جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول.
وتقول وزارة الصحة في غزة إنه تأكد مقتل ما لا يقل عن 27585 فلسطينيا في الحملة العسكرية الإسرائيلية، وهناك مخاوف من أن يكون هناك آلاف مدفونين تحت الأنقاض. واستمرت الهدنة الوحيدة لأسبوع واحد في نهاية تشرين الثاني.
ويواجه نتنياهو ضغوطا من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته الائتلافية الذين يقولون إنهم يفضلون الاستقالة على تأييد أي اتفاق لا يفضي إلى القضاء على حماس، وأيضا من عائلات الرهائن الذين يطالبون باتفاق لإعادتهم.
وجعلت واشنطن اتفاق الرهائن والهدنة جزءا من خطط لحل أوسع للصراع في الشرق الأوسط يؤدي في نهاية المطاف إلى المصالحة بين إسرائيل والجيران العرب وإقامة دولة فلسطينية.
ويرفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما تقول السعودية إنه شرط لأي اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وتطبيع العلاقات مع السعودية هو أهم مرحلة في مسعى إسرائيل للحصول على قبول وسط دول الشرق الأوسط.
وتأتي هذه المساعي الديبلوماسية في وقت يشهد زيادة في حدة القتال بغزة، حيث تسعى إسرائيل للسيطرة على خان يونس المدينة الرئيسية في جنوب القطاع. وتجدد القتال أيضا في المناطق الشمالية التي أعلنت إسرائيل أنها سيطرت عليها قبل أشهر.
وقالت إسرائيل الأسبوع الماضي إنها تخطط لاقتحام رفح، ما أثار القلق بين منظمات الإغاثة الدولية التي تقول إن الهجوم على الملاذ الأخير على أطراف غزة من شأنه أن يسبب كارثة إنسانية لأكثر من مليون نازح.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في الساعات الأربع والعشرين الماضية. و كرر الجيش الإسرائيلي مثل هذه المزاعم منذ بدء القتال في خان يونس، والتي لم يتسن التحقق منها بشكل مستقل.