النهار

أميركا تواجه مخاطر من مسلّحين "غير أكفاء" مدعومين من إيران
المصدر: رويترز
أميركا تواجه مخاطر من مسلّحين "غير أكفاء" مدعومين من إيران
أنصار لحركة الحوثي يشاركون في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء (8 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
قبل أكثر من شهر على الهجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، سعى وزير الدفاع لويد أوستن إلى طمأنة القوات الأميركية بشأن قدرة الجيش على التصدي لهجمات المسلحين المدعومين من إيران.

وقال أوستن في تصريحات لم تُنشر من قبل للبحارة على متن حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد في 20 كانون الأول إن السبب الأساسي وراء فشل المسلحين‭‭ ‬‬في تحقيق ذلك يكمن في أنهم "لا يتمتعون بالكفاءة اللازمة لتنفيذ ما يقومون به".

وقال أوستن لطاقم حاملة الطائرات "يطلق وكلاء إيران النار على قواتنا المتمركزة في العراق وسوريا كل يوم. لم ينجحوا على الإطلاق لسببين: الأول هو أنهم يفتقرون للكفاءة في تنفيد ما يقومون به".

وأضاف "لكن السبب الثاني هو أننا فعلنا الكثير لضمان حصولنا على الحماية الكافية للقوات... في نهاية المطاف، كما نعلم جميعا، قد يحالفهم الحظ يوما ما ويصيبون أحد جنودنا. لكننا سنتوخى الحذر ونضمن عدم حدوث ذلك".

وفي أعقاب هجوم الطائرة المسيرة، تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بفعل كل ما يلزم لحماية القوات الأميركية من دائرة العنف المتصاعدة في الشرق الأوسط حيث يطلق مسلحون متحالفون مع إيران النيران عليهم في العراق وسوريا والأردن وفي البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن.

لكن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين يقولون لرويترز إن نجاح المسلحين من وقت لآخر في تنفيذ هجمات قد يكون أمرا حتميا نظرا للعدد الهائل من الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف التي تطلق على القوات الأميركية، فضلا عن أن الدفاعات لا يمكن أن تكون فعالة كليا بنسبة مئة بالمئة في كل وقت.

ويحذر خبراء أيضا من التقليل من شأن المسلحين المدعومين من طهران حتى وإن أخفقت معظم هجماتهم.

وأشار تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن إلى وصف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لتنظيم الدولة الإسلامية بأنه فريق مدرسي للناشئين في عام 2014 بينما كان التنظيم يستجمع قوته.

وقال ليستر "أن نقول على طريقة أوباما 'حسنا، إنهم مجرد فريق مدرسي للناشئين' ونسخر... ونحن على يقين من أنه لن يحدث شيء خطير، هو مجرد أمر شديد السذاجة".

وتابع "هذه الجماعات نفذت هجمات متطورة عابرة للحدود ولها تاريخ في قتل القوات الأميركية".

لكن القادة الأميركيين لهم تاريخ طويل في إظهار الوجه الشجاع أمام قواتهم. وأوستن هو جنرال كبير متقاعد خدم على الأرض في العراق وتعرض هو نفسه لإطلاق النار.

وردا على طلب للتعليق، قال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر إن أوستن يشعر بالغضب والحزن الشديد بسبب مقتل الجنود في الأردن وليست لديه "أولوية أهم من حماية قواتنا ورعاية شعبنا".
 
 مأسوي لكن متوقع
حتى السابع من شباط، تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن لأكثر من 168 هجوما منذ تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في تشرين الأول مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتسببت تلك الهجمات في إصابة 143 من الجنود الأميركيين بينهم اثنان بجروح خطيرة للغاية وتسعة بجروح خطيرة.

وقع أسوأ هجوم في 28 كانون الثاني عندما ضربت طائرة مسيرة قاعدة أميركية تسمى البرج 22 على حدود الأردن مع سوريا، مما أسفر عن مقتل السرجنت وليام جيروم ريفرز والجندية كنيدي لادون ساندرز والجندية بريونا أليكسوندريا موفيت.

ووصف أحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، هذا الهجوم بأنه "مأسوي ومؤسف ولكن كان متوقعا".

وقال المسؤول السابق "هذه هي طبيعة القتال. إنها ليست بيئة محصنة حيث يمكنك تحقيق الكمال في الدفاع عن نفسك".

وقال الجنرال دانييل هوكانسون رئيس الحرس الوطني الأميركي -الذي ينشر جنودا في البرج 22 تعرض بعضهم لإصابات- للصحفيين أمس الخميس إن الجيش يعمل جاهدا لضمان حصول القوات على مختلف أساليب الحماية لتقليل المخاطر.

وأضاف هوكانسون "للأسف، لا يوجد نظام ناجح بنسبة 100 بالمئة في كل شيء".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium