النهار

اللاجئون العائدون إلى سوريا يتعرّضون "لانتهاكات جسيمة"... تقرير للأمم المتحدة يرسم "صورة مقلقة للغاية"
المصدر: أ ف ب
اللاجئون العائدون إلى سوريا يتعرّضون "لانتهاكات جسيمة"... تقرير للأمم المتحدة يرسم "صورة مقلقة للغاية"
طفل سوري نازح يقف في مخيم "اليوناني" على أطراف مدينة الرقة شمال سوريا (8 شباط 2024ـ أ ف ب).
A+   A-
يواجه الكثير من اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم "انتهاكات جسيمة" لحقوقهم ويتعرضون خصوصا "للتعذيب" و"العنف الجنسي"، على ما جاء في تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلثاء وشدد على وضع النساء في هذا الإطار.

ويرسم تقرير مكتب شؤون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة "صورة مقلقة للغاية عن معاناة العائدين، لا سيما النساء منهم، في ظلّ تصاعد عمليات ترحيل السوريين من بلدان أخرى".

ووثق معدو التقرير "انتهاكات وتجاوزات ارتكبتها الحكومة وسلطات الأمر الواقع والجماعات المسلحة الأخرى في جميع أنحاء البلاد ومنها الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي والمبني على النوع الاجتماعي والإخفاء القسري والاختطاف".

وأضاف التقرير "بينما يواجه السكان السوريون بمجملهم مثل هذه الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان يبدو أن العائدين معرضون لهذه المخاطر أكثر من غيرهم" ذاكرا عمليات انتزاع أموال وممتلكات ومصادرة أملاك وحرمان من بطاقات الهوية وغيرها من الوثائق.

وقال مفوض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك "يثير وضع هؤلاء العائدين تساؤلات جدية حول التزام الدول بالإجراءات القانونية الواجبة وعدم الإعادة القسرية" في إشارة إلى منع إعادة شخص إلى بلده إذا كان يواجه احتمال التعرض للتعذيب أو معاملة سيئة وغير إنسانية أو مهينة.

وأورد التقرير أمثلة على عمليات إعادة قسرية للاجئين سوريين في تركيا ولبنان.

وأكد تورك أن أي عودة إلى سوريا يجب أن تكون "طوعية" مع "توفير شروط العودة الآمنة والكريمة والمستدامة".

لكن هذا الأمر صعب تحقيقه في سوريا حيث خلفت الحرب التي اندلعت في العام 2011 أكثر من نصف مليون قتيل وأغرقت أكثر من 90 % من السكان في الفقر، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

لكن التقرير أشار إلى انه رغم ذلك يقرر الكثير من السوريين الذين  فروا من بلادهم العودة إليها بسبب الصعوبات الاقتصادية والتجاوزات والمشاعر المناهضة للاجئين التي يواجهونها في الدول التي انتقلوا إليها.

وأعرب التقرير الذي يستند إلى مقابلات مع عشرات الأشخاص العائدين عن قلقه خصوصا من أن بعض النساء أرغمن من قبل أزواجهن أو عائلاتهن على العودة إلى سوريا "بهدف تقييم ظروف العودة الآمنة والمستدامة لبقية أفراد الأسرة".
 
ورأى التقرير أن ذلك يعتبر نوعا من العنف تجاه النساء و"يعرض النساء لانتهاكات لحقوقهن وتجاوزات مع عودتهن إلى سوريا منها العنف المستند إلى النوع الاجتماعي بينها الاستغلال والانتهاكات الجنسية".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium