أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الثلثاء، بالعلاقات "غير المسبوقة" بالإمارات، في مستهلّ زيارته إلى الدولة الخليجية حيث يفتتح أكبر معبد هندوسي في الشرق الأوسط.
وتحدث مودي بعيد توقيع حكومتي الهند والإمارات اتفاقيات استثمارية وتجارية بينها اتفاق إطار لمشروع ممر تجاري كبير يربط الهند بأوروبا مروراً بالشرق الأوسط أُعلن عنه العام الماضي، ضمن زيارة تستمر يومين هي الثالثة لرئيس الوزراء الهندي إلى الدولة الخليجية خلال ثمانية أشهر.
وتأتي زيارة مودي قبيل انتخابات مرتقبة في الهند في نيسان المقبل، وبالتالي سترتكز إلى حشد الجالية الهندية، بحسب خبراء، رغم أن الـ3,5 ملايين هندي الذين يعيشون في الإمارات ويشكلون أكبر جالية أجنبية في دولة خليجية، غير مخوّلين التصويت في المهجر.
وألقى رئيس الوزراء الهندي خطاباً الثلثاء أمام نحو 40 ألف شخص من الجالية الهندية في ملعب مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي.
وقال مودي إن "العلاقات الثنائية بالإمارات العربية المتحدة تصل إلى مستويات غير مسبوقة"، متعهداً النهوض باقتصاد الدولة الواقعة في جنوب آسيا في حال انتخابه لولاية جديدة.
وأضاف "لقد أصبحنا خامس أكبر اقتصاد في العالم من المركز الحادي عشر خلال أول ولايتين لي في المنصب. وهذا يضمن لي أننا سنصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال فترة ولايتي الثالثة".
- ممرّ تجاري مهمّ -
وقبيل ذلك، التقى مودي الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحسب وزارة الخارجية الهندية ووكالة أنباء الإمارات "وام"، وهو خامس لقاء يعقده الرجلان في ثمانية أشهر.
وقالت الخارجية الهندية في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخةً منه إن مودي والشيخ محمد بن زايد أبرما اتفاقيات عدة بينها معاهدة استثمار ثنائية، استنادًا إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين الموقعة عام 2022.
وبحسب الوزارة، وقّع الطرفان أيضًا "اتفاق إطار" بين حكومتيهما بشأن مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" (IMEC)، وهو شبكة شحن تتضمن نقلًا بحريًا وعبر السكك الحديد.
ولم تكشف الوزارة تفاصيل الاتفاقية التي تأتي بعد أشهر من إعلان مشروع الممر الطموح الذي يربط الهند بأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في أيلول الماضي.
وتعزز سلسلة الاتفاقات التي وُقعت الثلثاء علاقات البلدين التي توطّدت تدريجًا منذ زيارة تاريخية قام بها مودي عام 2015 إلى الإمارات وكانت الأولى لرئيس وزراء هندي خلال أكثر من ثلاثة عقود.
والإمارات هي ثالث أكبر شريك تجاري بالنسبة للهند، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 85 مليار دولار بين عامَي 2022 و2023.
- ديبلوماسية مرتكزة على الديانة -
قبل أن يتوجّه إلى قطر الأربعاء، يلقي مودي كلمة مهمّة خلال القمة العالمية للحكومات، وهي تجمّع سنوي لقادة دول ورجال أعمال في دبي.
لكن أبرز محطة في زيارته ستكون افتتاح معبد "بوشاسانواسي أكشار بوروشوتام سوامينارايان سانستا" (بابس) في أبوظبي، وهو أكبر معبد للهندوس في المنطقة.
والمعبد المذكور هو الأول في العاصمة الإماراتية لكنّه ليس الأول في الدولة الخليجية حيث يُعدّ افتتاح معبد للهندوس بهذا الحجم أمرًا مهمًا بالنسبة لمودي وحكومته القومية الهندوسية.
ويسعى مودي وحزبه الحاكم اليميني "بهاراتيا جاناتا" (حزب الشعب الهندي) إلى جعل الديانة الهندوسية عنوانًا عريضًا في الخطاب العام للدولة، منذ وصوله إلى السلطة قبل عشر سنوات.
وقال إيان هول، مؤلف كتاب عن مودي وسياسته الخارجية، إن المعبد يساهم في "الخطاب الأوسع لحكومة مودي" قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الهندية في وقت لاحق هذا العام.
وأضاف أن الحكومة "تريد أن تظهر نفسها مدافعة عن المغتربين (الهنود) وداعمة لهم في كافة أنحاء العالم".
ومن المرجح كثيرًا أن يحقق حزب مودي الحاكم فوزًا ساحقًا للمرة الثالثة على التوالي، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى خطاب مودي القومي الهندوسي.
واعتبر هول أن "المغتربين يمكن أن يؤدوا دورًا كبيرًا هذا العام. إذا شعروا بالتقدير، فإنّ أمل حزب بهاراتيا جاناتا هو أن يُخبروا أسَرَهم في الوطن ويشجعوها على التصويت".
ويأتي تدشين المعبد في أبوظبي بعد أسابيع من افتتاح مودي معبدًا هندوسيًا مكرّسًا للإله رام في مدينة أيوديا في شمال الهند.
وشُيّد ذلك المعبد في موقع مسجد عمره قرون قبل أن يهدمه عام 1992 هندوس متشدّدون في إطار حملة مدعومة من حزب مودي أدّت إلى اندلاع اشتباكات في أنحاء البلد وأودت بنحو ألفي شخص، أغلبيتهم من المسلمين.