تحدّثت منظمة "أطباء بلا حدود" الجمعة، عن حالة من الفوضى والرعب سادت مستشفى ناصر في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث أجبرت عملية شنتها القوات الإسرائيلية موظفي المنظمة غير الحكومية على الفرار.
وقال الأمين العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" كريستوفر لوكيير في مقابلة مع وكالتي فرانس برس ورويترز إن "الوضع كان فوضوياً وكارثياً".
وأكد أنّه خلال العملية الإسرائيلية الخميس، اضطر جميع العاملين في منظمة "أطباء بلا حدود" إلى الفرار من المستشفى، مشيراً إلى أن أحد أعضاء فريق المنظمة ما زال مفقوداً.
وأضاف لوكيير الذي فقدت منظمته خمسة من أعضائها منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/اكتوبر "لا نعرف ماذا حدث له... ونشعر بقلق عميق على سلامته".
في الأيام الأخيرة، اندلع قتال عنيف في محيط المستشفى، أحد آخر المرافق الطبية الرئيسية التي ما زالت تعمل في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تنفّذ "عملية دقيقة ومحدودة" داخل مستشفى ناصر.
وقال "لدينا معلومات استخباراتية موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المفرج عنهم، تشير إلى أن حماس احتجزت رهائن في مستشفى ناصر في خان يونس وأنه قد تكون هناك جثث لرهائننا فيه".
وتقول إسرائيل إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 على الأقل يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين حوالى 250 شخصا خُطفوا يوم هجوم السابع من تشرين الاول.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته اعتقلت في المستشفى أكثر من "20 إرهابيا" يشتبه بتورطهم في الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول وأدى إلى اندلاع الحرب.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الجمعة وفاة خمسة فلسطينيين لانقطاع الأكسجين نتيجة توقف مولدات الكهرباء بعد اقتحام إسرائيل مستشفى ناصر، محملة "الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم باعتبار أن المجمع أصبح تحت سيطرته الكاملة الآن".
ولم يتمكن لوكيير من تأكيد صحة هذه المعلومات، لأن موظفي منظمة "أطباء بلا حدود" فروا من المستشفى.
وقال "نعلم أنّ أفرادا قتلوا وجرحوا في الهجوم، لكننا لا نعرف عددهم".
واتهمت إسرائيل مراراً مقاتلي حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه.
وأكد لوكيير أنّ مشاهد الفوضى في مستشفى ناصر "تكررت مراراً في غزة في الأشهر الأخيرة".
وأوضح أنّ منظمة "أطباء بلا حدود" "عملت مع تسع مؤسسات صحية تم إخلاؤها في خضم هذه الفوضى".
وندد قائلاً "مع تزايد الاحتياجات الإنسانية، انهارت القدرة على توفير الرعاية الصحية".
واعترف بأن المساعدة المقدمة تشكل "نقطة في بحر".
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأوّل عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28775 شخصا في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.