بدأ مبعوثون معنيون بأفغانستان اجتماعا، الأحد، في الدوحة، برعاية الأمم المتحدة في ثاني لقاء من نوعه خلال أقل من عام، لكنّ لم يتضح إن كانت سلطات طالبان ستشارك في الفعالية المغلقة.
ويناقش الاجتماع الذي يستمر يومين زيادة التواصل مع أفغانستان وتعزيز تنسيق الاستجابة في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
في أعقاب عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، يواجه المجتمع الدولي صعوبات في تحديد سبل التعامل مع الحكام الجدد للبلاد.
لكن لا يزال الغموض يخيم على مشاركة حكومة كابول في اليوم الأول من المؤتمر المنعقد في قطر التي استضافت مكتبا سياسيا للحركة خلال سنوات محادثات السلام مع الولايات المتحدة.
ورغم عدم استجابة وزارة الخارجية الأفغانية على الفور لطلبات التعليق على خطط الحضور، قال الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين عبر منصة إكس إنه "من المخيب للآمال أن طالبان رفضت حضور اجتماع المبعوث الخاص".
واضاف يان إيغلاند "نحض جميع الأطراف على بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى اتفاقات يمكن أن تفيد الشعب الأفغاني الذي يعاني منذ فترة طويلة".
وكانت الأمم المتحدة قد وجهت دعوة لسلطات طالبان للمشاركة بعد استبعادها من الاجتماع الأول في أيار 2023.
- "تمييز على أساس الجنس" -
سعى المنظمون إلى إشراك ممثلين للمجتمع المدني داخل وخارج أفغانستان بما في ذلك النساء ووسائل الإعلام والشركات في مؤتمر الدوحة.
قبل الاجتماع، قال مصدر ديبلوماسي رفيع لوكالة فرانس برس إن حكومة طالبان اشترطت أن تكون الممثل الوحيد لأفغانستان في المؤتمر، ما يعني إقصاء ممثلي المجتمع المدني.
كما طلبت عقد لقاء مباشر مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وأن تمنح فرصة لطرح رؤيتها لأفغانستان، وفق المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية النقاشات.
وأكدت سلطات طالبان السبت أن مشاركتها في المحادثات التي دعت إليها الأمم المتحدة حول أفغانستان ستكون "غير مجدية" إذا لم تُلبَّ شروطها.
ولم تعترف أي دولة رسميا بحكومة طالبان منذ توليها السلطة في أعقاب الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية في آب 2021.
وتطبق طالبان تفسيرا متشددا جدا للشريعة الإسلامية وتفرض على النساء قوانين وصفتها الأمم المتحدة بأنها تكرس "تمييزا على أساس الجنس".
ردا على تلك الممارسات، قامت العديد من الحكومات والمنظمات الدولية ووكالات المعونة بقطع تمويلها لأفغانستان أو تقليصه بشدة، الأمر الذي شكل ضربة خطيرة لاقتصاد البلاد المتعثر أصلا.
- "لقاءات جامعة" -
ينظر الاجتماع في قطر أيضا في توصيات تقييم مستقل للأمم المتحدة بشأن أفغانستان، اقترح أن يكون الاعتراف بسلطات طالبان مرتبطا برفع القيود المفروضة على حقوق المرأة وخصوصا حصولها على التعليم.
وأوصى التقييم الذي تدعمه الدول الغربية، بتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة، وهو ما رفضته حكومة طالبان.
من جانبه، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت إنه يأمل أن يؤدي مؤتمر الدوحة "إلى سلسلة من اللقاءات الهادفة والجامعة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين" والتي من شأنها "إعطاء الأولوية للنقاشات حول حقوق الإنسان، وخصوصا حقوق المرأة".
قبل الاجتماع في الدوحة، قال المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان إن الاجتماع يوفر "فرصة كبيرة... لإجراء نقاشات هادفة" و"الانخراط في طريق للمضي قدما... في عملية تقودها الأمم المتحدة".
واعتبرت مجموعة عمل الأمم المتحدة المعنية بالمرأة والسلام والأمن أن الاجتماع "فرصة مهمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لإعادة التأكيد أن حقوق المرأة الأفغانية غير قابلة للتفاوض".
وقالت مجموعة العمل في بيان "يجب أن يكون احترام حقوق المرأة هدفا مركزيا لانخراط المجتمع الدولي في أفغانستان وبندا ذا أولوية على جدول أعمال مناقشات الدوحة".