تتكثّف الاتصالات من أجل التوصل الى هدنة جديدة في قطاع غزة الذي مزقته الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنها قد تتحقّق الأسبوع المقبل.
وتشارك مصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى في المحادثات الجارية بعيدا عن الأضواء والتي انتقلت بين القاهرة وباريس والدوحة.
ويأمل الوسطاء في التوصل إلى وقف القتال قبل شهر رمضان الذي يبدأ هذا العام في 10 أو 11 آذار.
ماذا نعرف عن مضمون الاتفاق المحتمل؟
- الى متى ستستمر الهدنة؟ -
قال الرئيس الأميركي الاثنين أثناء زيارة له إلى نيويورك "آمل أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار".
وقال من جهة أخرى في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية "شهر رمضان يقترب، وتمّ التوصل الى اتفاق مع الإسرائيليين بوقف الأنشطة العسكرية خلال شهر رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن" المحتجزين في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلثاء "رمضان سيشكّل نقطة خلاف، وسيكون نقطة مواجهة، وسندفع من أجل هدنة قبل بداية رمضان. لكن الوضع على الأرض لا يزال متقلّبًا".
وقال مصدر مطلع في حركة حماس لم يود الكشف عن اسمه لفرانس برس "مقترح باريس يتضمن هدنة ل42 يوما".
وتضغط حماس من أجل انسحاب دائم للقوات العسكرية الإسرائيلية من قطاع غزة المحاصر. وقال المصدر إنه من المحتمل "تجديد" الهدنة.
وذكر المصدر في حماس إن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية "من المدن والمناطق المأهولة" في قطاع غزة.
وأوضح أن "ذلك سيمكّن النازحين من العودة الى شمال القطاع"، مشيرا الى أن الاقتراح يستثني "عودة الذكور بين 18 و50 عاما".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمرار التحضيرات لعملية عسكرية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة ستجعل إسرائيل "على بعد أسابيع" من تحقيق "نصر كامل". وقال إن التوصل الى اتفاق "سيؤخر العملية" لكن لن يلغيها.
وأعلن أنه أعدّ خطة ل"إجلاء" المدنيين من مدينة رفح الى شمال المدينة.
- من هم الأشخاص الذين سيطلق سراحهم؟ -
اندلعت الحرب في السابع في تشرين الأوّل، بعدما نفّذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.
وتردّ إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزّة وبعمليّات برّية منذ 27 تشرين الأول ما تسبّب بمقتل 29878 شخصا، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا محتجزين في قطاع غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.
وشهدت الهدنة الوحيدة السابقة في الحرب - والتي استمرت لمدة أسبوع واحد في تشرين الثاني - إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، من بينهم 80 إسرائيليًا خُطفوا خلال الهجوم. كما أفرجت إسرئيل عن نحو 240 فلسطينيا معتقلا في سجونها.
وقال مصدر حماس "بموجب اقتراح الهدنة الجديدة، ستطلق الحركة سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين. في المقابل، سيتم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين بنسبة 10 مقابل واحد".
- ماذا على صعيد المساعدات لقطاع غزة؟ -
تتصاعد الضغوط الدولية من أجل التوصل الى هدنة وسط تزايد التحذيرات من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن سكان غزة على شفير المجاعة.
وتنقل الصور ومقاطع الفيديو اليومية من قطاع غزة مشاهد قاسية عن أطفال وبالغين ينتظرون في طابور طويل للحصول على بعض الحساء، أو لآخرين يشكون من الجوع وعدم العثور على أي مواد غذائية.
وقال مصدر حماس إن الاتفاق يتضمّن "زيادة عدد شاحنات المساعدات لتصل الى ما بين 400 الى 500 شاحنة مواد غذائية وطبية يومياً، وإدخال وقود بكميات كافية لتشغيل كافة المستشفيات بما فيها الخارجة عن الخدمة ومحطات المياه والمخابز في كل مناطق القطاع".
وفي الأسابيع الأخيرة، دخل كمتوسط ما يزيد قليلاً عن 100 شاحنة يوميًا الى القطاع،وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الموساد ديفيد بارنيع أبلغ مجلس الوزراء الإسرائيلي أن الفشل في زيادة المساعدات الإنسانية من شأنه أن ينسف اتفاق الهدنة.