حضرت القضية الفلسطينية في مؤتمر "قمة الويب" المُنعقدة في قطر أمس، عبر كلمة ألقتها زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الملكة رانيا، دعت خلالها إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مشدّدةً على أنّ "الرهائن والمعتقلين من كلا الطرفين يجب أن يعودوا إلى منازلهم".
وقالت الملكة رانيا، إنّ الرواية الفلسطينية للقضية "سُلبت ودُفعت إلى الهامش على مرّ عقود"، و"تمّ اختزال الشعب الفلسطيني إلى أعداء في رواية لطرف آخر، بحيث يمكن استباحته دون عواقب".
وأضافت أنّ "أهل غزة لم يكونوا يوماً أكثر ارتباطاً بالعالم من أي وقت مضى، لكنهم لم يكونوا أكثر عزلة في الوقت ذاته (...) يحلم الفلسطينيون بذاك اليوم الذي سيخبرون فيه قصتهم للعالم، واليوم أصبح صوتهم مسموعاً بوضوح، لكن بأي كلفة؟".
وأكدت الملكة الأردنية أنّ "التضامن مع الفلسطينيين يجب ألا يكون أمراً عابراً، فالملايين ممن رفعوا أصواتهم يجب ألا يسمحوا بتراجع قصة فلسطين إلى الهامش مرة أخرى".
وقالت إنّه "بلا شك، ما من قوة تفوق قوة جموعٍ عالمية واعية وممتعضة تطالب بنهاية ظلم تاريخي"، مشدّدة على أن "الضغط الشعبي يمكن له أن يعيد رسم المستقبل، فالتضامن الجماعي أجبر قادة على اتخاذ خطوات اعتُقِد أنها مستحيلة مثل زوال العبودية وإنهاء التفرقة العنصرية... فالتغيير ممكن، والظلم قابل للزوال".
وشددت الملكة الأردنية على أنّ القضية الفلسطينية لم تبدأ منذ السابع من تشرين الأول، فـ"القصة الأكبر امتدت لسنوات أطول من أعمار معظمنا: خمسة وسبعون عاماً. لم ينعم الفلسطينيون خلالها يوماً بالسلام"، مشيرةً إلى أنّ "العنف يأتي على صورة حصار مطبق يمتد لأكثر من 17 عاماً، أو عقود من عمليات القتل اليومية. يأتي على شكل نقاط تفتيش، أو جدار عازل، أو عنف من مستوطنين مسلحين، أو اعتقالات بلا سبب وإهانات لا تنتهي تحت وقع احتلال عسكري".
وتطرقت إلى التحولات التي خلقتها الحرب على غزة، قائلةً: "شاهدنا كيف انقلبت مساحاتنا على وسائط التواصل الاجتماعي وتحولت الصور الملونة التي كانت تعج بها حساباتنا إلى مشاهد أحادية اللون: أكفان بيضاء، أنقاض رمادية وشاشات بيضاء وسوداء تتوسطها تحذيرات من قسوة المحتوى".
وأردفت: "أعتقد لبرهة، وأنا أقلب مشاهد تلك الحرب التي خلت من الرحمة، أن الحال لن يزداد سوءاً إلا أنه يتفاقم".
وأوضحت أن "بعض المبادئ الأساسية والأسس العالمية لحقوق الإنسان والقانون الدولي والقيم العالمية للمساواة والعدالة، تُعرّف من جديد لتبرّر مستوى من العنف لا يمكن تبريره إطلاقاً".
واعتبرت أنّ "الحرب في غزة، والتي تبثّ للعالم مباشرة، أظهرت بشكل واضح الاختلال في موازين القوى"، ورأت أنّ "مقياس الإنسانية يهوي إلى مستويات جديدة"، داعيةً إلى "إنهاء العرقلة المتعمدة لدخول المساعدات إلى قطاع غزة".
وشدّدت على أن "الشعب الفلسطيني يريد ما يعتبره أغلبنا حقوقاً بديهية، حقهم في تقرير المصير، القدرة على حكم أنفسهم بكرامة وأمان، والتحرر من الاحتلال، ولا يمكن تحقيق أي من ذلك دون دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل".
وتعد قمة "ويب قطر" الحدث الافتتاحي لقمة الويب العالمية في الشرق الأوسط، والتي تدير عدداً من الأحداث التكنولوجية في العالم.
وتجمع القمة التي تستمر لأربعة أيام، ألف شركة ناشئة من 80 دولة من بينها الأردن، وتستقطب القمة نحو 12 ألف مشارك من أكثر من 120 دولة.